عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2008, 07:43 AM   #3
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

(1) سحر التفريق :
يعتبر سحر التفريق من أكثر أنواع السحر انتشاراً . وهو غالباً ما يكون بين الزوج والزوجة أو الأخ وأخيه أو بين الأب وابنه أو بين الأم وأولادها وبناتها أو حتى بين الشريك وشريكه في العمل . وأسبابه الحقد أو المصالح الدنيوية الدنيئة لشخص لا يروق له أن يرى علاقة مثالية بين اثنين .
فأقول للذين يذهبون إلى السحرة لفعل هذه المصائب ، ألم تعلموا بأن الله بالمرصاد ، فكفاكم حقداً وكرهاً واتقوا الله ربكم واعلموا أن أذية المسلم حرام ، قال تعالى : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " ، وقال تعالى : " إن الذين يحيون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون " ، فاتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلن ، ودعوا الناس يرزق الله بعضهم بعضا ، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
(2) سحر المحبة :
يعتبر سحر المحبة من السحر الدارج في هذه الأيام . وتعود أسبابه لعدة عوامل منها : الخلافات العميقة بين الأفراد والعائلات والأزواج والاخوة . ومنها : الأطماع والمصالح المادية ، كطمع الأولاد بأموال الأب أو طمع الصانع بصاحب العمل أو طمع الموظف برضى مديره ليرقيه . ومنها : تحقيق أمنية الارتباط بفتاة لا تريده أو شابة تطمح بالارتباط بشاب لا يطيقها ، وهناك أمور كثيرة شبيهة بذلك . وأخطرها أن يقوم رجل بجلب امرأة محصنة أي متزوجة لهدف فعل فاحشة الزنا بها ، أو تقوم امرأة بجلب رجل لنفس الغرض ، فكل ذلك حرام ولا يجوز التعامل به .
(3) سحر ربط الشباب عن الزواج :
هذا النوع من السحر منتشر كثيراً في هذه الأيام . وهو يصيب الشباب من ذكور وإناث ، وفي الغالب تكون أسبابه انتقامية .
(4) سحر ربط العروسين :
يقع الكثير من العرسان في هذا السحر ، وهو ينشط في ليلة الزفاف وتكون تأثيراته واضحة . وهو إما أن يصيب العريس أو يصيب العروس أو يصيب الاثنين معا . وهدف السحر أن لا يوفق العروسان بالدخول . وهناك من يستمر هذا الحال معهم أسبوعا ، وهناك من يستمر معهم شهراً أو عدة اشهر ، وهناك من يستمر هذا الوضع معهم سنة أو أكثر . ويلجأ بعضهم إلى الأطباء ، فيأخذون الحقن المهدئة والمقويات ، ولكن دون جدوى . وهناك من يصبر ، وهناك من يرى أنه متضرر ويرى أن الحل هو الطلاق . وبعدها يقوم كل طرف باتهام الطرف الآخر بأن العيب فيه .
(5) سحر التخييل : و هذا السحر يستهدف شخص بحيث يفقده توازنه في الحياة .
(6) سحر الجنون : و هذا السحر يستهدف العقل بحيث يفقده صوابه .
(7) سحر الخمول : و هذا السحر يستهدف أعماله بحيث يقعده عن أي عمل .
(8) سحر المرض : و هذا السحر يستهدف تعطيل أي جزء من أجزاء الإنسان دون مرض بين .
أنواع السحر التي يستخدمها السحرة :
وهنا يستخدم السحرة عدة طرق لسحر من أرادوا أذاه والنيل منه ، وهذه الطرق ، تكون حسب طبيعة المسحور ، فالسحر تختلف طريقة وضعه للمسحور ، ومن تلك الطرق .
1- السحر المأكول والمشروب : أي ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيراً على المسحور .
2- المشـموم : ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور ، ويعتبر أيضاً من أخطر أنواع السحر .
3- المعقـود : كل ما يمكن عقده والنفث عليه .
4- الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور ويعمل منه السحر .
5- المنثـور : كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
6- المرشوش : كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .
7- الطلاسم : وهي أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة ، لكن السحرة يعرفونها جيداً .
8- المرصـود : يرصد لطلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم .

حقيقة السحر :
السحر حقيقة لا مجال للتكذيب فيه ، ودل على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وأجمع العلماء الأجلاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على وجود السحر ووجود الجن ، ولا يضر من زاغ عن الحق ممن ضل ضلالاً مبيناً ، قال تعالى : ** وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ** ( يونس79 ) ، وقال تعالى : ** فألقي السحرة ساجدين ** ( الشعراء46 ) والآيات في ذلك كثيرة معلومة لا ينكرها إلا جاهل أو معاند مكابر ، وأما الأحاديث فقوله صلى الله عليه وسلم : [ اجتنبوا السبع الموبقات ، وذكر منها ، السحر ] ( متفق عليه ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " سَحَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق ـ وكان منافقاً حليفاً لليهود ـ يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي ، دعا الله ودعاه ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال من طبه ؟ قال لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلعة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله : أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شراً فأمر بها فدفنت " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .

قال النووي رحمه الله :
المطبوب المسحور يقال طُب الرجل إذا سُحر ، فكنوا بالطب عن السحر كما كنوا بالسليم عن اللديغ ، وقوله في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر ، أما المشاطة فبضم الميم وهي الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية بعد تسريحه ، وأما المشط ففيه لغات مشط ومشط بضم الميم فيهما وإسكان الشين وضمها ومشط بكسر الميم وإسكان الشين وممشط ويقال له مشطأ بالهمزة وتركه ، ومشطاء ممدود ، وأما قوله وجف بالجيم والفاء : وهو وعاء طلع المخل وهو الغشاء الذي يكون عليه ويطلق على الذكر والأنثى فلهذا قيده في الحديث بقوله طلعة ذكر وهو بإضافة طلعة إلى ذكر والله أعلم ووقع في البخاري من رواية ابن عيينة ومشاقة بالقاف بدل مشاطة وهى المشاطة أيضا وقيل مشاقة الكتان قوله صلى الله عليه وسلم في بئر ذروان : وهى بئر بالمدينة في بستان بنى زريق قوله صلى الله عليه وسلم والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، النقاعة : بضم النون الماء الذي ينقع فيه الحناء والحناء ممدود قولها فقلت : يارسول الله أفلا أحرقته وفى الرواية الثانية قلت يارسول الله فأخرجه كلاهما صحيح فطلبت أنه يخرجه ثم يحرقه المراد إخراج السحر فدفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الله تعالى قد عافاه . [ شرح النووي على مسلم ] .
والسحر يؤثر في المسحور إذا أصيب به ، وقد يقتله ، وتعلمه وتعليمه ، والعمل به أو طلب العلاج عن طريقه ، أو فعله لوقوع الضرر بالإنسان ، كل ذلك حرام ، لا يجوز ، بل يجب الحذر من ذلك لأنه قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله ، قال تعالى : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمان منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " [ البقرة ] .

تعلم السحر :
السحر من أعظم الكبائر والموبقات ، بل هو من نواقض الإسلام ، كما قال الله - عز وجل - في كتابه الكـريم : ( وَاتَّبَعواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَـا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَـآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون ) ( سورة البقرة :102، 103 ) .
فأخبر - سبحانه - في هاتين الآيتين أن الشياطين يعلمون الناس السحر وأنهم كفروا بذلك ، وأن الملكين ما يعلّمان من أحد حتى يخبراه أن ما يعلّمانه كفر وأنها فتنة .
وأخبر - سبحانه - أن متعلمي السحر يتعلمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ، وأنهم ليس لهم عند الله من خلاق في الآخرة ، والمعنى ليس لهم حظٌ ولا نصيب من الخير في الآخرة . وبيّن - سبحانه - أن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه بهذا السحر وأنهم لا يضرّون أحداً إلا بإذن الله المراد بذلك إذنه الكوني القدري لا إذنه الشرعيّ ، لأن جميع ما يقع في الوجود يكون بإذنه القـدريّ ، ولا يقع في ملكه ما لا يريده كونّا وقدراً ، وبيّن - سبحانه- أن السحر ضد الإيمان والتقوى . وبهـذا كلّه يُعلم أن السّحر كفر وضلال وردة عن الإسـلام إذا كان من فعله يدعي الإسلام ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : [ اجتنبوا السبع الموبقات ) قلنا : وما هن يا رسول الله ؟ قال [ الشرك بالله والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ] . فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح أن الشـرك والسحر من السبع الموبقات أي : المهلكـات والشرك أعظمها ، لأنه أعظم الذنوب ، والسحر من جملته ولهذا قرنه الرسول صلى الله عليه وسلم به ، لأن السحرة لا يتوصلون إلى السحر إلا بعبـادة الشياطين والتقرب إليهـم بما يحبون من الدعاء ، والذبح والنذر والاستعانة وغير ذلك ،
ولا يُستتاب الساحر إذا ثبت سحره ، لأن بقاءه مضر بالمجتمع الإسلامي والغالب عليه عـدم الصدق في التوبة ، ولأن في بقائه خطراً كبيراً على المسلمين .

الفرق بين السحر والكهانة والتنجيم والعرافة :
السحر : عبارة عن عزائم ورقى وعقد يعملها السحرة بقصد التأثير على الناس بالقتـل أو الأمراض أو التفريق بين الزوجين وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله وإزالتـه وإراحة المسلمين من شره .
الكهانة : ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد : وأكثر ما يقع في هذا ما يخبر به الجن أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبـار فيظنه الجاهل كشفاً وكرامة ، وقد اغتر بذلك كثير من الناس يظنون المخبر بذلك عن الجن ولياً لله وهـو من أولياء الشيطان .
قال البغوي : والعراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضـالة ، وقيل هو الكاهن .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهـم ممن يتكلم في معـرفة الأمور بهذه الطرق .
والتنجيم : هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية وهو من أعمال الجاهلية وهو شرك أكبر إذا اعتقد أن النجوم تتصرف في الكون .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة