عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-09-2007, 08:59 AM   #5
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الرابع من شهر رمضان ... ))

قال والدنا ابن عثيمين رحمه الله : " أفضل أنواع الصبر : الصبر على طاعة الله ، ثم عن معصية الله لأن فيهما اختيارا : إن شاء الإنسان فعل المأمور ، وإن شاء لم يفعل ، وإن شاء ترك المحرم وإن شاء ما تركه ، ثم على أقدار الله ؛ لأن أقدار الله واقعة شئت أم أبيت ؛ فإما إن تصبر صبر الكرام وإما أن تَسْلو سَلْوَ البهائم " .
**
قال ابن القيم رحمه الله : " من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته ، وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره ، وكلما زيد في عمره نقص من حرصه ، وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله ، وكلما زيد في قَدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم " .
**
شاهد أعرابي رجلاً ينظر إلى زوجته ، فطلقها غِيْرَةً على المحارم ، فلما عُوتب في ذلك ، قال قصيدته الهائية المشهورة ، ومنها :
وأتـرك حبها من غير بُغْضٍ . . . وذاك لـكثرة الشــركاء فيهِ
إذا وقـع الذباب على طعام . . . رفــعت يدي ونفسي تشتهيهِ
وتجتـنب الأســودَ ورود ماءٍ . . . إذا رأتِ الكــلابَ وَلَغْنَ فيهِ

**
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لرجل من أهل اليمن : ما كان أحمق من قومك حين قالوا : " رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا " ، أَمَا كان اجتماع الشمل خيراً لهم ؟ . فقال اليماني : قومك أحمق منهم حيث قالوا : " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ، أفلا قالوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ؟ .
**
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي : قدم أعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر ، فأنزله الحضري ، وكان عنده دجاج كثير ، وله امرأة وابنان وابنتان ، فقال لامرأته : أشوي لي دجاجة ، وقدميها لنا نتغذى بها . فلما حضر الغداء جلسوا جميعاً ، الحضري وامرأته وابناهما وابنتيهما والأعرابي ، فدفع الرجل الدجاجة إلى الأعرابي وقال : اقسمها بيننا . وكان يريد أن يضحك من قسمة الأعرابي . فقال الأعرابي : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم . فقالوا : فإنا نرضى . فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة وقطعه ، وسلمه لصاحب البيت وقال : الرأس للرئيس . ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين . ثم قطع الساقين وقال : والساقان للابنتين . ثم قطع الزمكي وقال : العجز للعجوز . ثم قال : الزور للزائر . فأخذ الدجاجة بأسرها .
فلما كان من الغد ، قال الرجل لامرأته : أشوي لنا خمس دجاجات . فلما حضر الغداء قالوا للأعرابي : اقسم بيننا . فقال : أظنكم وجدتم من قسمتي أمس . فقالوا : لا ، لم نجد ، فاقسم بيننا . فقال : شفعاً أو وتراً ؟ . فقالوا : وتراً . فقال الأعرابي : نعم ، أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة . ورمى الثانية ، ثم قال : وابنتاك ودجاجة ثلاثة . ورمى الثالثة ، ثم قال : وأنا ودجاجتان ثلاثة . وأخذ الدجاجتين . فجعلوا ينظرون إلى دجاجتي الأعرابي ، فقال لهم : ما تنظرون ، لعلكم كرهتم قسمتي ؟ ، الوتر ما تجيء إلا هكذا . فقالوا : فاقسمها شفعاً . فقبضهن إليه ، ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : وأنا وثلاثة دجاجات أربعة . وضم إليه ثلاث دجاجات ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : الحمد لله ، أنت فهمتها لي .

**
ادّعى رجل النبوة في البصرة ، فأُتي به مقيداً إلى سليمان بن علي ، فقال له : أنت نبي مُرسل ؟ . فقال الرجل : أما الساعة فإني نبي مقيد ! . قال سليمان : ويلك ، من بعثك ؟ . قال الرجل : ما هذه مخاطبة الأنبياء يا ضعيف العقل ، والله لولا أني مقيد لأمرت جبريل يُدمدمها عليكم ! . فقال سليمان : والمقيد لا تُجاب دعوته ؟ . قال الرجل : نعم ، الأنبياء خاصة إذا قيدوا لا يرتفع دعائهم ! . فضحك سليمان وقال : إني أطلقك الآن ، فأمر جبريل فإن أطاعك آمنا بك وصدقناك ! . قال الرجل : صدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول : " فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " . فضحك سليمان وسأل عنه فقالوا له أنه مجنون ، فخلى سبيله .
**
قال الشاعر :
لقاءُ الناسِ ليس يُفيدُ شيئاً . . . سوى الإكثارِ منْ قيلٍ وقالِ
فأقْلِلْ منْ لقاءِ الناسِ إلاَّ . . . لكسبِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ


**
من نِعَم الله العظيمة على عباده أن المحيطات والبحار مالحة الطعم ، وفي هذه حكمة ربانية عظيمة لصحة الهواء ، إذ لو كان حلواً لأنتن الجو ، وفسد الهواء بسبب ما يموت فيه من الحيوانات ، فكان ذلك ليؤدي إلى تفاني الحياة على سطح الكرة الأرضية .
فسُبحان مَن لا يعرف الخلق قَدْرَهُ . . . ومن هو فوق العرش فردٌ موَحّدُ

**
قال الشعبي : جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت : أشكو إليك خير أهل الدنيا ، إلا رجل سبقه بعمل أو عمل مثل عمله ، يقوم الليل حتى يصبح ، ويصوم النهار حتى يمسي . ثم أخذها الحياء فقالت : اقلني يا أمير المؤمنين . فقال : جزاك الله خيراً ، فقد أحسنت الثناء ، وقد أقلتك . فلما ولّت قال كعب بن سور : يا أمير المؤمنين ، لقد أبلَغَت إليك الشكوى ، فقال الفاروق : ما اشتكت ؟ . قال : زوجها . فقال : عليّ بالمرأة وزوجها . فجيء بهما ، فقال لكعب : اقض بينهما . فقال : أأقضي وأنت شاهد ؟ . قال عمر : إنك فطنت لما لم أفطن إليه . فقال كعب : فإن الله يقول : " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " ، صم ثلاثة أيام وافطر عندها يوماً ، وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة . فقال عمر رضي الله عنه : لَهَذا أعجب إليَّ من الأول . فرحَّله بدابة ، وبعثه قاضياً لأهل البصرة .
**
قال القرني في كتابه لا تحزن : " لما ألقي إبراهيمُ عليه السلامُ في النارِ قال : حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، فجعلها اللهُ عليه برْداً وسلاماً ، ورسولُنا صلى الله عليه وسلم وأصحابُه لما هُدِّدُوا بجيوشِ الكفار ، وكتائبِ الوثنيةِ قالوا : " حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173** فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
إنَّ الإنسان وحده لا يستطيعُ أنْ يصارع الأحداث ، ولا يقاوم الملمَّاتِ ، ولا ينازل الخطوبَ ؛ لأنه خُلِقَ ضعيفاً عاجزاً ، إلا حينما يتوكلُ على ربِّه ويثقُ بمولاه ، ويفوِّضُ الأمرَ إليه ، وإلا فما حيلةُ هذا العبدِ الفقيرِ الحقيرِ إذا احتوشتْهُ المصائب ، وأحاطتْ به النكباتُ " وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " .
فيا من أرادَ أن ينصح نفسه : توكلْ على القويِّ الغنيِّ ذي القُوَّةِ المتين ، لينقذك من الويلاتِ ، ويخرجك من الكُرُباتِ ، واجعلْ شعِارَك ودثارَكَ حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، فإن قلَّ مالُك ، وكثُرَ ديْنُك ، وجفَّتْ موارِدك ، وشحّتْ مصادِرُك ، فنادِ : حسبُنا اللهِ ونِعْمَ الوكيلُ .
وإذا خفتَ من عدوٍّ ، أو رُعبْتَ من ظالِمٍ ، أو فزعت من خَطْبٍ فاهتفْ : حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيل .
" وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً " .

**
كان رجلاً يقول الشعر فيستبرده قومه ، فكان يحمل ذلك منهم على الحسد ، فقال لهم : بيني وبينكم بشار بن بُرْد . فأتى بشاراً وأنشده ، فلما فرغ قال له بشار : أظنك من أهل بيت النبوة !! . قال الرجل : وكيف ذلك ؟ . قال بشار : إن الله عز وجل يقول : " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " . فضحك القوم وانصرفوا .
**
رمى أحد الخلفاء عصفوراً فلم يصبه ، فقال له أحد وزرائه : أحسنت يا أمير المؤمنين ! . فقال له الخليفة : أتهزأ بي ؟ ، كيف أحسنت ؟! . فقال الوزير : أحسنت إلى العصفور الذي لم تصبه !! .
**
سُئل خطيب أحمق : أي أفضل معاوية بن أبي سفيان أم عيسى بن مريم ؟ . فقال ‏:‏ لا إله إلا الله ! ، أتقيس كاتب الوحي بنبي النصارى‏ !! .
**
قال الشاعر :
فالزمْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصماً . . . فإنَّهُ الركنُ إنْ خانَتْك أركانُ

**
عيّن أبو بكر الصديق رفيقه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قاضياً على المدينة ، فمكث عمر سنة دون أن تُرفع إليه شكوى ، فطلب من أبي بكر إعفائه من هذا المنصب ، فقال أبو بكر الصديق : أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر ؟ . فقال عمر : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين ، عرف كل واحد منهم حقه ، فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب ، فلم يقصّر عن أدائه ، أحبّ كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه ، إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أُصيب واسوه ، دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ففيم يختصمون ؟ .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة