عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-01-2009, 12:24 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي حكاية " النقد البنّاء "


قصة المصطلح العلمي النفسي " النقد البنّاء " باختصار ،
جاءت بعد قصة فشل علماء النفس ، في دعوة هؤلاء ( ذوي النفوس المتسممة )،
لترويض أنفسهم للإمتناع عن تشريح الآخرين وطعنهم !!


النقد هو وسيلة من وسائل التنفيس الهجومي الضعيف مقترن بالعدوانية،
وهو أحد أنواع الإحساس بالنقص.

لم يجد علماء النفس وسيلة بعد أن فشلوا في علاج هذه النفسيات ،
الا التمسك بستار المقولة الشعبية الشهيرة ( نصف البلا ولا كلّه ) ،
فأباحوا النقد ولكن في حدود أن يكون بنّاءا.



إن أكثر الأمور الفاشلة في العلاقات الإنسانية ، هي أن نزيد إحساسنا بالإعتزاز بذاتنا
عن طريق الحطّ من اعتزاز الطرف الآخر بنفسه واحترامه لذاته ،
وهو ما يفعله النقد بنا مع الآخرين .


وأنت تقوم بانتقاد الناس ضع أمام عينيك هذه الحقائق ....

**الغرض الحقيقي للنقد الإيجابي ، ليس قهر الآخرين ودفعهم للأرض
بل الصعود بهم والإرتقاء معهم إلى أعلى
فهل تعي هذه الحقيقة ؟


**إن مجرد كلمة " نقد " تترك مذاقا كريها في أفواهنا جميعا ،
لأنها مرتبطة بالهجوم على الذات وفضحها وقهرها " باسم النقد" !.

**إن القيام بملاحقة وتعقب وتصيد أخطاء الغير ، والتقليل من شأن الآخرين ومضايقتهم وتعرية ظهورهم ،
ليست كلها سوى أعراض للإعتزاز الهابط بالنفس ، والإحترام المنخفض الدرجة للذات .

**تذكّر دائما أنه : لا بدّ وأن تكون قليل الشأن حتى تقلل من شأن الآخرين.




إن أصحاب " النقد السلبي " و " النفوس المهشّمة والمهمّشة " ،
يعانون من أمراض خطيرة متشابكة مع بعضها البعض،
رفع أمامها علم النفس الراية البيضاء عاجزا عن الوصول الى علاج .


هؤلاء الناس ، لا يعرفون كيف تُبنى جسور التعامل مع الآخرين ،
بعيدون عما يتطلبه الحوار مع الناس ،
لا يفهمون المكاشفة بما يعنونه ويفهمونه بإسلوب حضاري راقي،
مستسلمون لتلاعبات الشيطان على بني آدم في تهويل الأمور وتضخيمها ،
مما يؤدي الى توسيع الهوّة بينهم وبين الآخرين.


لا يستطيعون أن يكونوا مبادرين ، فيصارحون الآخرين بما يحملونه تجاههم من خواطر دون الإساءة .
بل يميلون الى الإلتفاف والكيد وإسلوب المؤامرة والطعن والهجوم ،
ألفاظهم غير محببة للنفوس ، بل يتعمدون إنتقاء الألفاظ المحرجة والتي تسبب الغضب،
سيئو الظن إلى حد بعيد ، يعتمدون في إسلوبهم الجارح على الإشكال الوهمي الذي يكون قد بناه الشيطان بينهم وبين الآخرين .

وكذلك فهم يتميزون بالجبن ، لما تنطوي عليه نفسياتهم من غدر وخيانة وطعن من الخلف .

علاوة على كل هذا ،
فهم شديدو الملاحظة والحسد للآخرين ، ويتعرضون لحالات التسمم النفسي التي يسببها الحسد والحقد.




لربما لو عرف الشخص حقيقة صورته لحاول تحسينها ، لينقذ نفسه أيضا من الوقوع تحت الأضرار الخطيرة الصحية والسيكولوجية المصاحبة لهذه النفسيات .


أولا ، بتعلم اسلوب فتح جسور التواصل مع الآخرين ، ودون شعور بضآلة الشأن ،

والأخذ بمبادئ الإسلوب الحضاري للحوار مع الآخرين ، والاستخدام الراقي للعبارات والألفاظ .

وعن طريق التأمل .. وهي طريقة فعّالة لعلاج البغض والحسد ،
فلو تأمل المتسمم نفسيا ، في حقيقة الأشياء ،
لرأى أن معظمها تافه لا قيمة له ،
وأكثرها أقل قيمة مما كان يتصور ،
وبعضها ما يستطيع تحصيله بنفض الخمول وتقوية الإرادة ،
بل أنه يمكنه التفوق في بعضها على الآخرين .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة