بَاتَتْ هُمُومِي تَسْرِي طَوَارِقُها ..... أكُفُّ عَيْنِي وَ الدَّمْعُ سَابِقُها
قالــ الشاعر :
بَاتَتْ هُمُومِي تَسْرِي طَوَارِقُها ..... أكُفُّ عَيْنِي وَ الدَّمْعُ سَابِقُها
مِمَّا أَتَانِي مِنْ اليَقِينِ وَ لَــمْ ..... أُوتَ بَرَاةً يَقُـصُّ نَاطِقُها
أَمْ مَنْ تَلَظّى عَلَيْهِ وَاقِدَةُ ..... النَّارِ مُحِيطٌ بِهِمْ سَرَادِقُهَا
أَم أَسْكُنَ الجَنَّةَ الَّتِي وُعِدَ ..... الأبرارُ مَصْفوفَةٌ نَمَارِقُها
لاَ يَسْتَوِي المَنْزِلاَن ثُمَّ وَ لاَ ..... الأعْمَالُ لاَ تَسْتَوِي طَرَائِقُها
هُمَا فَرِيقَانِ فِرْقَةٌ تَدْخُلُ ..... الجَنَّةَ حَفَّتْ بِهِمْ حَدَائِقُهَا
وَ فِرْقَةٌ مِنْهُمُ قَدْ أدْخِلَتِ ..... النَّــارَ فَسَاءَتْهُمُ مَرَافِقُها
تَعَاهَدَتْ هَذِهِ القُلُوب إِذَا ..... هَمَّتْ بِخَيْرٍ عَاقَتْ عَوَائِقُهَا
وَ صَدَّهَا لِلشَّقَاءِ عَنْ طَلَبِ ..... الجَنَّةِ دُنْيَا اللَّهُ مَاحِقُهَا
عَبْدٌ دَعَا نَفْسَــهُ فَعَاتَبَها ..... يَعْلَمُ أَنَّ البَصِيــرَ رَامِقُهَا
مَا رَغَّبَ النَّفْسَ فِي الحَيَاةِ وَ إنْ ..... تَحْيَا قَلِيلاً فَالمَوْتُ لاَحِقُهَا
يُوشِكَ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّــتِهِ ..... يَوْماً عَلَى غِــرَّةٍ يُوَافِقُهَا
إنْ لَمْ تَمُتْ عبْطَةً تَمُتْ هَرماً ..... لِلْمَوْتِ كَأْسٌ وَ المَرْءُ ذَائِقُهَا