[أحمد بن علي صالح]

درجة حديث رقم (70) ” كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَة “


حديث (70) عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : ” كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَة “
الظاهر أنه لا يثبت:
أخرجه ابن ماجه (1601) والطبراني في معجمه الكبير (2/ 307) من طريق هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه –
وفيه هشيم بن بشير ثقة مكثر لكنه يدلس ولم يصرح بالسماع من إسماعيل وهشيم أحد رجال الصحيحين ولكن لا يحتج الأئمة من أحاديثه إلا بما صرح فيه بالسماع.
قد ذكره الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين (1/ 47) في المرتبة الثالثة فقال : هشيم بن بشير الواسطي من أتباع التابعين مشهور بالتدليس مع ثقته وصفه النسائي وغيره بذلك أهـ
وقال العلائي في جامع التحصيل (1/111) : أحد الأئمة مشهور بالتدليس مكثر منه أهـ.
ورواه أحمد (2/ 204) من طريق نصر بن باب
قال : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا نصر بن باب عن إسماعيل عن قيس عن جرير بن عبد الله البجلي قال : “كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَة”
متابعة نصر بن باب لهشيم لا تصلح هنا لأن نصر بن باب رماه بعض العلماء بالكذب
قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 105) يرمونه بالكذب
وقال يحيى ليس بشيئ وسئل عنه أبو حاتم قال متروك الحديث انظر الجرح التعديل (8/ 469).
وقال ابن حبان في كتاب المجروحين (3/ 53) : كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به أهـ .
وأخرج الطبراني في الكبير (2/307) من طريق عباد ابن العوام عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال جرير بن عبد الله : “يعددون الميت أو قال أهل الميت بعدما يدفن ؟ شك إسماعيل قلت نعم قال : كنا نعدها النياحة”.
وعباد بن العوام ثقة لكن لفظ الحديث فيه اختلاف.
وسئل الإمام الدارقطني في العلل (13/462) عَن حَديث قيس ، عن جَرير ، قال : كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة.
فقال:يرويه هشيم بن بشير ، واختُلِفَ عنه ؛فرواه سريج بن يونس ، والحسن بن عرفة ، عن هشيم ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جَرير. ورواه خالد بن القاسم المدائني – قيل : ثقة ؟ قال : لا أضمن لك هذا ، جرحوه ، عن هشيم ، عن شريك ، عن إسماعيل. ورواه أيضا – عباد بن العوام ، عن إسماعيل كذلك.أهـ
قلت: خالد بن القاسم المدائني قال عنه البخاري في التاريخ الكبير (3/167): متروك تركه علي والناس.
سئل أبو زرعة عن خالد بن القاسم المدائني فقال هو كذاب كان يحدث الكتب عن الليث عن الزهري فكل ما كان الزهري عن أبي هريرة جعله عن أبي سلمة عن أبي هريرة وكل ما كان عن الزهري عن عائشة جعله عن عروة عن عائشة متصلا ( الجرح والتعديل 3/347)
وقال ابن حبان في المجروحين (1/282):كان يوصل المقطوع ويرفع المرسل ويسند الموقوف وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد لا تحل كتابة.
وقد جاء عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-
أخرجه أسلم في تاريخ واسط (1/ 127) قال: حدثنا أسلم قال ثنا عبدالحميد قال أنا يزيد بن هارون قال أنا عمر أبو حفص الصيرفي وكان ثقة قال ثنا سيار أبو الحكم قال قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه – “كنا نعد الإجتماع ثم أهل الميت بعد ما يدفن من النياحة”
هذا الإسناد فيه انقطاع بين سيار وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه –
سيار أبو الحكم العنزي لم يدرك عمر فهو من الطبقة السادسة كما في التقريب لابن حجر (1/262)
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/487):حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال قدم جرير على عمر فقال: “هل يناح قبلكم على الميت قال لا قال فهل تجتمع النساء عندكم على الميت ويطعم الطعام قال نعم فقال تلك النياحة”.
وهذا سنده صحيح لكن طلحة بن مصرف الهمداني الكوفي لم يدرك جرير البجلي -رضي الله عنه –
هو من الطبقة الخامسة – من صغار التابعين- قال الحافظ ابن حجر : ثقة قارىء فاضل من الخامسة التقريب (1/ 283).
وهل أهل الميت يجوز لهم إعداد الطعام لمن قدم لتعزيتهم هذه مسألة فقهية تحتاج إلى بسط لا يسعها هذا الموضع والله أعلم.

الشيخ / أبو مصعب سيد بن خيثمة.