عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-09-2004, 01:29 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،

بخصوص سؤالك أخي الكريم ( kamel ) حول بعض المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية والتي ذكرت من قبلك آنفاً ، فاعلم رعاك الله أن إجابة ذلك يكون على النحو التالي :

أولاً : أما قولك : ( دخول الغرف المخصصة للرقية ) ، وهنا قد يتبادر تساؤل عند الإخوة والأخوات بخصوص مسألة الرقية الجماعية وهل يجوز مثل هذا الفعل ، وحقيقة الأمر فأن هذه المسألة مما اختلف فيه أهل العلم ، فالبعض لم يجوز ذلك باعتبار أن هذا الأمر لم يثبت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعله الصحابة والخلفاء الراشدون والتابعون والسلف ، والبعض الآخر يجوز استخدام هذه الوسيلة حيث أن ذلك حسب رأيهم ليس له علاقة بقضية البدعة إنما يعتبر ذلك من باب تنظيم الوقت من جهة أما من الجهة الأخرى فيعتبر استخدام مثل هذا الأسلوب كإنشاء مدارس تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية ونحو ذلك مما احتاج إليه المجتمع في العصر الذي نعيش فيه 0
وكلا الطرفين من أهل العلم ممن تكلموا في هذه المسألة هم من العلماء الأجلاء المشهود لهم بالعلم والعمل ، وأنا في حقيقة الأمر أميل للرأي الثاني ، من باب المصالح والمفاسد ، ولو أغلق هذا الباب لتوجه العامة والخاصة لطلب العلاج عند السحرة والمشعوذين ، مع أني لا أقبل بأي حال من الأحوال كافة التصرفات التي ترتكب باسم الرقية في تلك الأماكن والتي تصدّرها بعض المعالجين ممن لا يملكون علماً شرعياً فلبسوا على الناس وكان هدفهم المادة والشهرة والسمعة ، ومن باب الأمانة العلمية فإن هناك بعض المفاسد المترتبة على الرقية الجماعية وهي على النحو التالي :

1)- التعلق بالمعالج والتبرك به 0
2)- اهمال الحقوق الزوجية 0
3)- الوسوسة والوهم 0
4)- تساهل بعض المعالجين في تعامله مع النساء 0
5)- المعصية وإضاعة الوقت 0
6)- التجارة والمزايدة 0
7)- إفشاء أسرار المرضى من بعض مرتادي هذه العيادات 0
8)- انتشار الأمراض النفسية 0

وهذا يؤكد على مسألة التقنين في الرقية الشرعية من قبل ولاة الأمر وأهل الحسبة ، ووضع من هو أهل لهذا العلم ليقوم بخدمة المسلمين والوقوف معهم ونصرتهم 0
ولا بد من احترام الرأي الآخر الذي لا يرى بالرقية الجماعية ، دون تسفيه رأيهم أو الانتقاص من قدرهم أو الهمز واللمز فيهم من قريب أو بعيد 0
ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليعد إلى كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) في الرد على الدكتور ( علي بن نفيع العلياني ) – حفظه الله – 0

ثانياً : أما قولك : ( تناولنا كوب من الماء المرقي قبل الرقية ) ، حسب رأيي الخاص فإني أرى أن الأولى عدم فعل ذلك بسبب ما قد يتركه مثل هذا الفعل من اعتقاد عند العامة ممن يحضرون الرقية الجماعية ، ويعتقدون أنه لا بد من فعل ذلك الأمر قبل الرقية الشرعية 0

ثالثاً : أما قولك : ( ثم نبهنا إلى ضرورة التمسك بالدين و بعض المواعض كالمحافضة على الصلاه و بر الوالدين و الإنفاق ) ، فهذا أمر مطلوب ، ولا بد للمعالج قبل الرقية من إيضاح بعض الأسس المتعلقة بالعقيدة وكذلك إعطاء بعض النصائح التي تبين وتوضح للناس كثير من المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية وما يدور في فلكها من أمراض روحية كالصرع والسحر والعين 0

رابعاً : أما قولك : ( ثم أدار المسجل على ايات من القران ) ، فالرقية الشرعية لا بد فيها من المباشرة ، بأن يقرأ على المريض مباشرة ويضع المعالج يده مكان الألم ومن ثم ينفث عليه بالريق الذي خالطه القرآن الكريم وهكذا ، أما الرقية عبر المسجلات فقد اختلف فيها أهل العلم ، والذي أراه في هذه المسألة أنه لو أنصت إلى سماع القرآن فلا مانع من ذلك ، إنما لا يكون هذا التصرف من قبل الراقي ، فلا بد أن يقوم هو بنفسه من رقية المرضى والتعامل معهم بناء على ما يظهر له من أعراض وعلامات 0

خامساً : أما قولك : ( وهو يكبر لبعض الوقت ) ، ولا يجوز أن يكون ديدن المعالج هذا الفعل ، إنما الأولى أن يبدأ بالموعظة المشار إليها آنفاً ، ثم الدعاء ثم الرقية الشرعية من الكتاب والسنة ، ولا بأس بالأذان لثبوت بعض الآثار في ذلك ، أما التكبير في هذا الموضع بالذات واعتماد ذلك يومياً في الرقية فيخشى أن يكون هذا من البدعة المحرمة والله تعالى أعلم 0

سادساً : أما قولك : ( وطلب من الجميع الإنصات مع إغماض العينين ، ثم رش علينا ماء مرقي ، قال لنا فيما بعد : إنه لكشف المس ) ، أما إغماض العينين أثناء الرقية الشرعية فلا أرى بجوازه ، ولم يثبت هذا الفعل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خلفائه الراشدين أو الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها ، أما أن إغماض العينين ورش الماء المقروء عليه يكشف المس ، فلا بد أن تكون الوسيلة شرعية أولاً قبل أن تعتمد في الرقية والعلاج ، والمعروف عند المعالجين المتمرسين أصحاب العلم الشرعي أن الرقية بإذن الله تبين للمعالج الحاذق الداء كي يصف الدواء النافع بإذن الله تعالى 0

سابعاً : أما قولك : ( ثم بعد ذلك أخذنا نتدول عليه و هو يكشف لكل واحد منا حالته فقال لي إني مصاب بالعين ) ، الأولى بالنسبة للمعالج أن لا يدخل في مسألة التشخيص للمرضى ، وإن شخص فلنفسه لوصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، والأولى له أن يركز على ترسيخ العقيدة النقية الصافية لدى المرضى وترشيد السلوكيات الإسلامية عندهم 0

ثامناً : أما قولك : ( وأعطاني ماء مرقي أتوضء به و اغتسل ) ، أما أن تتوضأ بالماء المقروء عليه فهذا بدعة لا تجوز ، المعروف والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في حديث أُمامة بن سهل بن حُنيف أن يتوضأ المعين ويرش على العائن أما الوضوء بالماء المقروء بالنسبة للمعين فهذا لا أصل له ، أما الاغتسال بالماء المقروء عليه للمريض فلا بأس بذلك لثبوت ذلك عن بعض أهل العلم قديماً وحديثاً ، والله تعالى أعلم 0

تاسعاً : أما قولك : ( وأعطاني عشبة اسمها سنا مكة قال اشربها مدة ستة ايام صباح مساء ) ، أما استخدام ( السنا المكي ) فلا شك أنه أمر طيب لثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ بْنَ أُمِّ حَرَامٍ وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( عَلَيْكُمْ بِالسَّنَى وَالسَّنُّوتِ فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ ) ( حديث حسن – أخرجه ابن ماجة في سننه – صحيح الجامع 4067 ) 0
أما استخدام ( السنا المكي ) لمدة ستة أيام صباح ومساء ، فاحذر بارك الله فيك ، فالسنا مادة ملينة للمعدة ، ولا تستخدم إلا في الشهر مرة ، وإذا استخدمت خلاف ذلك فقد تؤدي إلى مضاعفات لا يحمد عقباها ، وأحياناً قد تؤدي إلى القتل 0

عاشراً : أما قولك : ( وقراءة عليها الفاتحة سبعة مرات في كل مرة اشربها ) ، ثبت قراءة الفاتحة سبع مرات ، فعَنْ أَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ ، فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ ، فَسَأَلْنَاهُمُ الْقِرَى فَلَمْ يَقْرُونَا ، فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ ، فَأَتَوْنَا ، فَقَالُوا : هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ ، قُلْتُ : نَعَمْ أَنَا وَلَكِنْ لَا أَرْقِيهِ حَتَّى تُعْطُونَا غَنَمًا ، قَالَ : فَأَنَا أُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً ، فَقَبِلْنَا ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ " الْحَمْدُ لِلَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ " فَبَرَأَ ، وَقَبَضْنَا الْغَنَمَ ، قَالَ : فَعَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ ، فَقُلْنَا : لَا تَعْجَلُوا حَتَّى تَأْتُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي صَنَعْتُ ، قَالَ : وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ، اقْبِضُوا الْغَنَمَ وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ ) ( أخرجه الترمذي وابن ماجة – صحيح الترمذي 1685 ، صحيح ابن ماجة 1749 ) 0
هذا ما تيسر أخي الكريم ، ومن تتبع ما ذكرت يرى أنه لا بد من توجيه هذا المعالج وبيان بعض الأمور التي يجب تركها أو تقنينها ، كي نعطي الرقية الشرعية صورة نقية ، نخدم فيها الإسلام والمسلمين ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة