عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-03-2012, 10:03 PM   #1
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي هل يستحب للإنسان أنه كلما رأى حلما أن يذهب لطلب تفسيره؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هل يستحب للإنسان أنه كلما رأى حلما أن يذهب لطلب تفسيره ؟




أولا ينبغي أن نعلم أن الأحلام ثلاثة أنواع كما فصلها النبي عليه الصلاة والسلام:
حلم من الله عز وجل, أو رؤيا من الله, وهذه الرؤيا الصالحة, يراها المؤمن أو ترى له.
والثاني: الحلم, وهو من الشيطان.
والثالث: حديث يحدث به الإنسان نفسه فيراه في نومه
هكذا ورد عن النبي يصلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن الأحلام ثلاثة أنواع.
إذن ليست كلها رؤى حقيقية وليست كلها صالحة وليست كلها سيئة, لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطانا قاعدة مهمة, وهي: أن من رأى رؤيا حسنة فهي من الله فليخبر بها من يحب, أو قال: (فلا يخبر بها إلا من يحب), سبحان الله, لماذا؟
لأنه قد يخبر بها شخصا حاقدا حاسدا أو جاهلا فيؤولها على غير وجهها لكي يحزن صاحبها, أو ربما تقع على حسب تأويله, لأن في بعض الآثار: الرؤية تقع على أول تفسير لها.
الأمر الآخر: إذا أخبر بها شخصا قد لا يكون محبا له: ربما يحسده ويحقد عليه فيسعى للإساءة إليه, وقطع الطريق عليه.
أما إذا كان رأى رؤيا سيئة فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى العلاج: أن يتعوذ بالله من شرها ثلاث مرات, وأن يتفل عن يساره ثلاثا, وأن يتحول إلى الجانب الآخر, ولا يخبر بها أحدا, فإنها لاتضره.

علاج عظيم, أحيانا بعض الناس يرى رؤيا, فتظل هذه الرؤيا تفزعه, وبين عينيه يفكر بها مدة طويلة, تكدر عيشه وتنغص حياته, فنقول: يا أخي هي من الشيطان, الشيطان هو يريد أن يحزنك, يريد أن يسيء إليك, كما قال الله عز وجل: إنما يريد الشيطان {ليحزن الذين آمنوا**, إذن هذه غاية, مقصد لإبليس إحزان المسلمين, يعني هو يتمنى أي وسيلة تحزن المسلم وتضيق صدره وتنغص عيشه وتكدر حياته, ومن وسائله هذه الرؤى الشيطانية, والأحلام الشيطانية.
فالواجب عليك يا أخي ألا تشغل نفسك بها, بل تتعوذ بالله عز وجل من شرها, وتتفل ثلاثا عن يسارك, ثم تتحول إلى الجانب الآخر, وإن توضأت أيضا خصوصا في الرؤيا المزعجة التي ربما لا تنام فهذا حسن.

ولا تخبر بها أحدا, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإنها لا تضره). سبحان الله ماذا بعد هذا! ضمان من الرسول عليه الصلاة والسلام, طبعا بضمانة الله سبحانه وتعالى.
إذا كانت الرؤية حسنة فمن السنة أن يسأل الإنسان عنها شخصا موثوقا, خصوصا إذا كانت الرؤيا لا تخصه وحده وتكون للأمة, وقد يكون فيها خير وبشرى وفرج للمسلمين, فهذا من الخير, يسأل عنها أهل الخبرة المعروفين بالأمانة والثقة وحسن التعبير؛ لأن فيها بشائر.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان من سنته أنه إذا صلى الفجر يسأل أصحابه: هل رأى منكم أحد الليلة رؤيا, يسألهم, هو يستنطقهم فيخبرونه برؤاهم فيفسرها إلا أن يراها من الشيطان, في بعض الروايات لما أخبره رجل أنه رأى رأسه قد قطع ويتدهده أمامه قال: (أحدكم ينام فيتلاعب الشيطان به ثم يأتي يخبر الناس), هذه من الشيطان لا تسأل عنها, ولا تشغل بالك.
لكن الرؤيا التي فعلا فيها بشائر فهذه من السنة السؤال عنها.
أما الأشياء المزعجة فهذه كل الناس يفهمونها, لا إشكال.

اتركها وتغافل عنها, وعرفنا العلاج النبوي: يتفل عن يساره ثلاثا, ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم, يتحول إلى جنبه الآخر, لا يخبر بها أحدا. هذه أربعة علاجات.
أما إذا كانت كأنها تداعيات لشيء كان يفكر به قبل نومه فهذا حديث نفس أيضا, هذه ليست رؤيا, لا يسأل عنها.غالبا, فعلا يراها في منامه, لا تسأل عنها.
الرؤيا لا. تكون أشياء جيدة جميلة: هذه هي الرؤيا الصالحة التي ينبغي أن تسأل عنها وقد يكون فيها بشائر لك أو لغيرك ممن تحب, أو لعامة المسلمين.
النبي عليه الصلاة والسلام أيضا, وهذه قضية غاية في الأهمية, لأن بعض الناس بكل أسف, تجد الناس على طرفي نقيض:

منهم من يبالغ في موضوع الرؤيا والحرص على تفسيرها والسؤال عن كل ما يراه, وبعضهم أيضا يأخذ منها أحكاما شرعية تخالف ما جاء به الشرع. الرؤيا لا يجوز أن يبنى عليها حكم, هي فيها مبشرات نعم يستأنس بها, لكن لا يجوز أن يبنى عليها حكم شرعي من تحليل أو تحريم. فبعضهم مع الأسف, انظر غلاة الصوفية جعلوا الرؤى والأحلام والمنامات هذه مصدرا من مصادر التشريع, يعارض به الكتاب والسنة. يخالف الشريعة فإذا قلت, قال: هذا الشيخ فلان رأى رؤيا بكذا, رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له كذا. وقد تكون كذبا, وهذا هو الغالب, وقد يكون رأى الشيطان, أحيانا يتمثل له بصورة قريبه. لا يجوز أن يبنى عليه حكم.
مما يحضرني في هذا الباب وهي جميلة جدا:
لما حال دون رؤية الهلال هلال رمضان غيم في إحدى السنين في عهد التابعين, فجاء أحد الأشخاص وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم -قد جاء لأحد العلماء الكبار- قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام يخبرني أن الهلال قد دخل -هلال رمضان-, فقال له هذا العالم: إن الذي جاءك في الرؤيا أخبرنا في حال اليقظة بقوله: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).فلا يجوز أن يبنى على الرؤى أحكام.

الطرف الثاني بكل أسف: تجده ينكر الرؤى تماما, يرى أن هذا من الخرافات التي اعتاد عليها بعض المسلمين ويجب أن نتطهر منها ولا يجوز الحديث عنها, وينكر يا أخي آيات صريحة في كتاب الله, وأحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما, وردت في الرؤيا وفضلها, بل قال عليه الصلاة والسلام: (ألا إن النبوة انقطعت): فهو خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام (ولم يبق من النبوة إلا الرؤية الصالحة, يراها المؤمن أو ترى له).
إذن يا أخي الرؤيا الصالحة جزء من النبوة, ولذلك قال في الحديث -في الصحيحين- قال: (إن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة). فهي جزء من النبوة, وهذه من رحمة الله, ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر في آخر الزمان حينما تشتد غربة الإسلام: (لا تكاد رؤيا المؤمن تخطئ). سبحان الله!
هذه رحمة من رب العالمين سبحانه حينما تعظم غربة الدين ويأتي أوان الصبر والقابض على دينه كالقابض على الجمر, سبحان الله تكثر الرؤى الصالحة؛ لأن فيها عزاء, وفيها تبشيرا ومواساة وتسلية لأهل الإيمان, ولهذا لا تكاد رؤيا المؤمن تخطئ, وحي -فعلا- من الله عز وجل, وهذه نعمة عظيمة.


الشيخ عبد العزيز الفوزان

منقول
 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة