عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-01-2011, 05:26 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

Icon41 معاني « الحكمة »

معاني « الحكمة »

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ


قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ : ﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ

خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ ( البقرة : 269 )

قالَ العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالىٰ في « تيسير الكريم الرَّحمٰن » ( 115 ) :

لما أمر الله تعالىٰ بهٰذه الأوامر العظيمة المشتملة علىٰ الأسرار والحكم ،

وكان ذٰلك لا يحصل لكل أحد ، بل لمن مَنَّ عليه ، وآتاه الله الحكمة .

وهي : العلم الـنَّافع ، والعمل الصَّالح ، ومعرفة أسرار الشَّرائع وحكمها .

وإنَّ مَنْ آتاه الله الحكمة ، فقد آتاه خيرًا كثيرًا .

وأيُّ خيرٍ أعظم مِنْ خيرٍ فيه سعادة الدَّارين ، والنَّجاة مِنْ شقاوتهما ؟!


وفيه التَّخصيص بهٰذا الفضل ، وكونه مِنْ ورثة الأنبياء ، فكمال العبد متوقِّفٌ علىٰ الحكمة .


إذْ كماله بتكميل قـوَّتَيْه العِلميّة والعَمليّة .


• فتكميل قوَّته العِلميّة : بمعرفة الحقِّ ، ومعرفة المقصود به .

• وتكميل قوَّته العَمليّة : بالعمل الخير ، وترك الشَّر .


وبذٰلك يتمكَّن مِنْ الإصابة بالقول والعمل ، وتنزيل الأُمُور منازلها في نفسه وفي غيره .

وبدون ذٰلك لا يمكنه ذٰلك ، ولما كان الله تعالىٰ قد فطر عباده علىٰ عبادته ، ومحبَّة الخير ، والقصد لِلْحقِّ ،

فبعث الله الرُّسل مذكِّرين لهم بما ركز في فطرهم وعقولهم ، ومفصِّلين لهم ما لم يعرفوه .


˘ اِنْقسم الـنَّاسُ قسمين :

• قسمٌ : أجابوا دعوتهم فتذكَّروا ما ينفعهم ففعلوه ، وما يضرُّهم فتركوه ،

وهٰؤلاء هم أولو الألباب الكاملة ، والعقول الـتَّامَّة .

• وقسمٌ : لم يستجيبوا لدعوتهم ، بل أجابوا ما عرض لفطرهم مِنْ الفساد ،


وتركوا طاعة ربِّ العباد ، فهٰؤلاء ليسوا مِنْ أولي الألباب ،


فلهٰذا قالَ تعالىٰ : ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾ .اهـ.


وقالَ رحمه الله في « تيسير الكريم الرَّحمٰن » ( 664 ) : المراد بآيات الله : القُرآن .


والحكمة : أسراره ، أو سُنَّة رسوله .اهـ.


وقالَ الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيرها : " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :


﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء ﴾ ،

يعني : " المعرفة بالقُرآن ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله ".

وروىٰ جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً :

الحكمة : القُرآن ، يعني : تفسيره .

قالَ ابن عباس : « فإنه قد قرأه البر والفاجر » . (رواه ابن مردويه ) .

وقالَ ابن أبي نجيح عن مجاهد : « يعني بالحكمة الإصابة في القول » .

وقالَ ليث بن أبي سليم عن مجاهد : « ﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء ﴾ ليست بالنُّبوَّة، ولـٰكنه العلم والفقه والقرآن ».

وقالَ أبو العالية : « الحكمة خشية الله، فإنَّ خشية الله رأس كل حكمة » .

وقد روىٰ ابن مردويه عن طريق بقية، عن عثمان بن زفر الجهني، عن أبي عمار الأسدي .

عن ابن مسعود مرفوعاً : « رأس الحكمة مخافة الله ».

وقالَ أبو العالية في رواية عنه : « الحكمة الكتاب والفهم » .

وقالَ إبراهيم النخعي : « الحكمة الفهم » .

وقالَ أبو مالك : « الحكمة السُّنَّة » .

وقالَ وهب عن مالك : قالَ زيد بن أسلم : « الحكمة العقل » .

قالَ مالك : « إنه ليقع في قلبي أنَّ الحكمة هي : الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله » .

ومما يبين ذٰلك، أنَّك تجد الرَّجل عاقلاً في أمر الدُّنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفاً في أمر دنياه،

عالماً بأمر دينه، بصيراً بما يؤتيه الله إيَّاه، ويحرمه هٰذا .

فالحكمة: الفقه في دين الله ". أ.هـ. كلام ابن كثير رحمه الله .

مقتطف من إملاءات الشَّيخ العلاَّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالىٰ / بعنوان : العلم بأحكام الله من أهم الواجبات .
نشر في مجلة ( البحوث الإسلامية )، العدد: 6، ص 7 - 10، ربيع الثاني والجمادين سنة 1403هـ.

المصدر



قال الشَّيخ الدُّكتور مُحمَّد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالىٰ : الحكمة هي : السُّنَّة .

ووضع الشَّيْء في موضعه هي : الحكمة .اهـ.


[ شريط / النَّصيحة للخطباء وطلبة العلم ( 08 :04 )]

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة