عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2009, 03:03 AM   #1
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

Icon41 لطائف ونوادر في المحبة والإخاء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطائف ونوادر في المحبة والإخاء
*** ليس من الوفاء ***
ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين ، بل من الوفاء له المخالفة ، كان الشافعي رحمه الله آخى محمد بن الحكم ، وكان يقرّبه ويقبل عليه ويقول : ما يقيمني بمصر غيره ، فاعتلّ محمد فعاده الشافعي فقال :
مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه
وأتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه
وظنّ الناس لصدق مودّتهما أنه يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته،فقيل للشافعي في علته التي مات منها: إلى من نجلس بعدك يا أبا عبد الله،فاستشرف له محمد بن الحكم وهوعند رأسه ليومئ إليه،فقال الشافعي:سبحان الله أيشكّ في هذا؟ أبويعقوب البويطي، فانكسر لها محمد ، ومال أصحابه إلى البويطي مع أنّ محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله، لكن كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ، فنصح الشافعي لله وللمسلمين ، وترك المداهنة، ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى ، والمقصود أنّ الوفاء بالمحبة من تمامها النصح لله
فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان

*** رحَل الإخوان ***
قال ابن الجوزي رحمه الله :
هيهات رحل الإخوان وأقام الخُوّان ، وقل من ترى في الزمان من إذا دعي مان ، كان الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره،ثم قال : نسخ في هذا الزمان رسم الأخوة وحكمه ، فلم يبق إلا الحديث عن القدماء ، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق

وقال بعضهم :
سمعنا بالصديق ولا نراه *** على التحقيق يوجد في الأنام
وأحسبه مُحالا جوّزوه *** على وجه المجاز من الكلام
*** صحبة الأحمق ***
قال أبوحاتم رحمه الله: من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه أمره:
سرعة الجواب ، وترك التثبت ، والإفراط في الضحك ، وكثرة الالتفات ، والوقيعة في الأخيار والاختلاط بالأشرار ، والأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ ، وإن أقبلت عليه اغترّ ، وإن حلمت عنه جهل عليك ، وإن جهلت عليه حلم عنك ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، وإن أحسنت إليه أساء إليك ، وإذا ظلمته انتصفت منه ، ويظلمك إذا أنصفته ، وما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي :
لي صديق يرى حقوقي عليه *** نافلات وحقّه كان فرضا
لوقطعت الجبال طولا إليه *** ثم من بعد طولها سرت عَرضا
لرأى ما صنعت غير كبير *** واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا
*** ما ضاق مكان بمتحابين ***
عن الأثرم قال : دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد ، وهوجالس على وسادة ، فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته ، فقال له اليزيدي : أحسبني قد ضيّقت عليك ، فقال الخليل : ما ضاق مكان على اثنين متحابين ، والدنيا لا تسع اثنين متباغضين

*** صداقة غير صادقة ***
حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال :
"كان أعرابي بالكوفة ،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة، فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد ،إذ حزب الأعرابي أمر ، فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ يقول :
إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد *** على مرحبا أوكيف أنت وحالكا
ولم يك إلا كاشرا أومحدّثا *** فأف لودّ ليس إلا كذلكا
لسانك معسول ونفسك بشّة *** وعند الثَريّ من صديقك مالُكا
وأنت إذا همّت يمينُك مرة *** لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا
*** صاحب أهل الدين ***
قال ابن الجوزي رحمه الله :
صاحب أهل الدين وصافهم ،
واستفد من أخلاقهم وأوصافهم ،
واسكن معهم بالتأدب في دارهم ،
وإن عاتبوك فاصبر ودارهم ،
أنت في وقت الغنائم نائم ،
وقلبك في شهوات البهائم هائم ،
إن صدقت في طِلابهم فانهض وبادر ،
ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ،
تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم
ربّ كنز وقع به فقير ، وربّ فضل فاز به صغير
علم الخضر ما خفى على موسى ، وكشف لسليمان ما خفى عن داود

*** من أولى بالغم ***
قال الأصمعي :
سأل رجل أبا عمروبن العلاء حاجة فوعده بها ، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرووعدتني وعدا فلم تنجزه ؟ فقال له أبو عمرو: فمن أولى بالغم أنا أوأنت ، فقال له : أنا ، فقال له أبوعمرو: بل أنا ، فقال له الرجل : وكيف ذلك أصلحك الله ؟ قال : لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد ، وأبتُ أنا بهم الإنجاز ، وبتَّ ليلتك فرحا ، وبتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما ، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلا ، ولقيتك محتشما ، فمن هنا صرت أولى بالغم

*** من هم الأحبة ؟ ***
قال الشافعي رحمه الله :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تُكثر عليه التأسفا
ففي النفس أبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه *** ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفوالوداد طبيعة *** فلا خير في ودّ يجيء تكلفا
ولا خير في خلّ يخون خليله *** ويلقاه من بعد المودّة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده *** ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صادق الوعد مُنصفا
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة