عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-05-2014, 02:23 PM   #5
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

النفس تبكى على الدنيا


جاء رجل الى امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب(رضي الله عنه )قائلا له : يا إمير المؤمنين لقد اشتريت دارا وارجو ان تكتب لي عقد شراءها بيدك,


ونظر الإمام اليه بعين الحكمة الثاقبة فوجد الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطاره حتى أنسته ذكر ربه وأراد الامام ان يذكره ويعلمه الوفاء بالعهد الذى أخذه الله علينا و نحن في عالم الذر ( ألست بربكم ) فماذا يفعل امير المؤمنين ليلقن الرجل درسا فى ذكر الله و عدم نسيان مولاه .. ماذا يفعل الإمام على أمام هذا الرجل الذى زاد عنده حب الدنيا حتى اصبح فى قلبه و دمه ؟



أمسك الإمام بقلمه و قرطاسه فكتب قائلا يريد ان يُذِكّر بالدار الباقية, كتب بعدما حمد الله وأثنى عليه أما بعد: فقد أشترى ميت من ميت دارا في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها اربعة حدود,


الحد الأول ينتهي الى الموت والثاني ينتهي الى القبر والثالث ينتهي الى الحساب والرابع ينتهي إما الى الجنة وإما الى النار . فلما سمع الرجل هذا الكلام من أمير المؤمنين(رضي الله عنه) بكى بكاء مرا وعلم ان الإمام اراد بذلك ان يكشف الحجب الكثيفة عن قلبه الغافل, فقال الرجل لللامام (رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين إننى قد تصدقت بدارى على الفقراء و المساكين وأبناء السبيل!! فانشد الامام قائلا:











النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ** آن السلامة فيها, ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنها ** وان بناها بشر, خاب بانيها


أين الملوك التى كانت مسلطنه ** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالنا: لذوى الميراث نجمعها ** ودورنا: لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بليت ** أمست خرابا, وافنى الموت أهليها

***

لكل نفس وان كانت على وجل ** من المنية أمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقضيها ** والنفس تنشرها والموت يطويها
إن المكارم أخلاق مطهره ** الدنيا أولها, والعقل ثانيها


والعلم ثالثها, والحلم رابعها ** والجود خامسها, والفهم ساديها
والبر سابعها والشكر ثامنها ** والصبر تاسعها ,واللين باقيها
النفس تعلم أنى لا أصادقها ** ولست ارشد الاحين اعصيها


***

لاتركنن إلى الدنيا وما فيها ** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها

اعمل لدار, غدا رضوان خادمها ** والجار احمد والرحمن منشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها


أنهارها لبن محض من عسل ** والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
والطير يجرى على الأغصان عاكفة ** تسبح الله جهرا فى مغانيها


***

من يشترى الدار في الفردوس يعمرها ** بركعة في ظلام الليل يحيها






لماذا فعل هذاالرجل بدار اراد ان يملكها ؟ هل من كلمات سمعها ؟ ام تأثر بصاحب الكلمات التي اخرج كلماته من قلبه المملوء بحب الله وطاعته ؟



فدخلت الى مسامع قلب هذا الرجل الغافل فدلته الى طريق الصواب لتكون هذه الدنيا سبيله الى الله ولم تعد الدنيا اكبر همه و لا مبلغ علمه


و أيقن ان الرازق هو الله و ان المعطى هو الله تعالى وان خير الديار هي الدار الاخرة

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة