أما عاشق آخر فيخبرنا بإلحاح ويعلن للملأ أنه قد امتلأ غراماً وعشقاً حتى النخاع ، يقول:
أخـبروهـا إذا أتيتم حـمـاها *** أنني ذبت في الغرام فداها
فإذا أخبرناها أنه ذاب في الغرام فداها فماذا سوف يحدث؟! أمن أجل سواد عينيها يذهب حياته هدراً : )أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) ؟!.. ولكن تعال إلي شاعر بغداد وهو يمدح الحي القيوم ـ جل في علاه ـ بيتين من أعذب الشعر يقول :
إليك وإلا لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب
أحسنت لا فض فوك!.. وهكذا فليكن الإبداع واللموع والتفوق ، وأما شاعر صنعاء فيشاركه في الثناء علي الله ولكن مع الاعتذار من التقصير يقول:
سبحان من لو سجدنا بالجباة علي *** حرارة الجمر والمحمي من الإبر
لم نبلغ العشر من مقدار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر