عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-09-2004, 04:07 PM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،

أولاً أشكرك أخي ( عمر السلفيون ) على هذه المداخلة ، ويسرني أن أبين لك الأمور الهامة التالية :-

أولاً : لا أعتقد أنك قد استوعبت كلامي السابق بخصوص موضوع مس أو لمس المرأة الأجنبية عن المعالج ، وحقيقة الأمر فبعد قراءة ما ذكرته لم أجد أي تعارض يذكر بين الرأيين ، حيث لا أمانع مطلقاً أن يكون لمس المرأة بحائل سواء على الرأس أو الصدر ونحو ذلك ، وهذا ما سوف أوؤكده في نقطة أخرى ، علماً أن كلمة ( مس ) قد وردت في الأحاديث الصحيحية فعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) ( قال المنذري في الترغيب - 3 / 66 : رواه الطبراني في الكبير - 20 / 210 ، والبيهقي ، ورجال الطبراني ثقات - رجال الصحيح ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 5045 ، أنظر السلسلة الصحيحة 226 ) 0
وكذلك ما ثبت في البخاري من حديث عروة بن الزبير – رضي الله عنه – أن عائشة – رضي الله عنها – أخبرته : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بقول الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( الممتحنة – الآية 12 ) ، قال عروة : قالت عائشة : ( فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات ، قال لها رسول الله e : ( قد بايعتك ) ، كلاما ، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ، ما يبايعهن إلا بقوله : ( قد بايعتك على ذلك ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب التفسير - باب ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات )- أنظر فتح الباري 4891 ) 0

ثانياً : أما بالنسبة لمسألة تغطية الوجه التي ذكرتها ، فالمعلوم أن هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم ، وأرى الترجيح في تغطية الوجه ، والألباني – رحمه الله – ممن يرى بكشف الوجه ومع ذلك كانت زوجته وبناته – حفظهن الله – يغطين اتقاءً للفتنة ، وحقيقة الأمر فلا داعي للدخول في أدلة الطرفين ، إنما القول الفصل في هذه المسألة أنها خلافية ، ونقول في الخلاف : ( ما اتفقنا عليه فلنعمل سوياً عليه ، وما اختلفنا فيه في المسائل الاجتهادية فليعذر بعضنا بعضاً ) ، والواجب على من يرجح بين أحد القولين من طلبة العلم بناء على الدراسة العلمية الشرعية المستفيضة لهذه المسألة أن يكون منصفاً فيأخذ بترجيحه دون تسفيه رأي الآخرين أو الانتقاص من قدرهم ، واعتقد أننا متفقين على ذلك كل الاتفاق 0

ثالثاً : أما قولك أخي الكريم ( يجوز للمعالج ما لا يجوز لغيره ) فهذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، فلا بد أن تكون طريقة ومنهج المعالج تسير وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهدي الصحابة والتابعين والسلف ، أما أن يفتح الباب لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع كي يدخل غمار الرقية الشرعية ونجوز له ما لا نجوز لغيره ، فهذا الكلام مجانب للصواب ، ويخالف المنهج الإسلامي القويم ، بخلاف بعض المسائل الضرورية بعد موافقة العلماء الأجلاء والأخذ بآرائهم وفتواهم 0

رابعاً : أما الاستدلال بالنسبة لجواز مس أو لمس المرأة بما يقوم به الطبيب ، فقد بينت بما لا يدع مجالاً للشك أن القياس خاطئ بالعموم ، وأعيد ذكر ما قلته آنفاً وهو على النحو التالي :

( تجوز بعض المعالِجين مس المرأة الأجنبية للضرورة ، وبالنظر للنصوص الشرعية والتجربة والخبرة العملية لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر ، وندم حيث لا ينفع البكاء والندم ، يتضح عدم جواز ذلك الأمر للاعتبارات التالية :-

أ )- إن التجوز الحاصل في هذه المسألة يستند في الاستدلال والقياس بعمل الأطباء ، والطبيب قد يعمد إلى ذلك الأمر من باب القاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) وبدراسة هذه المسألة من الناحية الشرعية يتضح الآتي :-

1)- لا يجوز للمرأة أن تذهب إلى طبيب إلا للضرورة القصوى ، وفي حالة احتياجها لذلك ، إما لعدم توفر طبيبة مسلمة ، أو اضطرت لذلك الأمر لأي سبب من الأسباب 0

2)- قد يلجأ الطبيب إلى لمس المرأة لتحديد مكان الألم وطبيعته والأسباب الداعية إليه 0

3)- إن هذا الإجراء من قبل الطبيب يجب أن يتوافق مع نص القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) فلا يجوز له في هذه الحالة أن يتعدى حدود منطقة الألم إلا فيما يعتقد أنه ضروري لذلك 0

ب)- إن الطبيب يتعامل مع أمور محسوسة ملموسة ، تحتاج في تشخيصها وقياسها لتكنولوجيا متقدمة ، كاستخدام الأشعة والمناظير وغيره من الأجهزة الطبية المتطورة ، وأما المعالِج فيتعامل مع أمر غيبي غير محسوس أو ملموس ، ولا يستطيع أن يقطع أو أن يجزم به ، مهما بلغت خبرته ونضجه في تلك المسائل ، وفي هذه الحالة تنتفي الحاجة لقيامه بهذا الإجراء ، والتعدي على حدود الله وشرعه ومنهجه 0

ج)- لم أعهد من خلال التجربة العملية المتواضعة في هذا المجال ومن متابعاتي لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر دون علم شرعي أو سؤال العلماء الأجلاء أن هذا الإجراء وهو لمس المرأة الأجنبية في أي موضع كان ، يؤدي إلى أية نتائج بل على العكس من ذلك تماما ، فقد يؤدي إلى مفسدة عظيمة ، ويكفينا في التعامل مع هذه الناحية القاعدة الفقهية التي تنص على أن : ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، مع اليقين بأنه ليست هناك أدنى مصلحة شرعية البتة في قيام المعالِج بمس امرأة أجنبية لا تحل له ، كما بينت النصوص القرآنية والحديثية هذا المفهوم وأكدت عليه 0

د)- قد يؤدي فتح هذا الباب إلى استغلال ذلك من بعض ذوي النفوس المريضة ، ويصبح ذريعة إلى مفسدة أعظم وأشد 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات وما هي الضوابط في ذلك ؟

فأجابت – حفظها الله - : ( لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة وإنما يقرأ عليها بدون مس – وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه ، بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفقرة الثالثة – برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0

خامساً : أما بخصوص كلام الفقهاء حول جواز رقية الرجل للمرأة فلا نشك بذلك مطلقاً ، وقد كتبت ذلك في الموسوعة الشرعية ، وهذا ما صرح به العلماء 0

سادساُ : وأشكرك بخصوص بعض نقولات أهل العلم كالطبري والقرطبي وابن كثير حول الآية الكريمة ( كلا إذا بلغت التراقيَّ وقيل من راق 000 ) ، فقد أفدت القراء الأعزاء بتلك المعلومات حول المعنى لهذه الآية 0

سابعاً : أما بخصوص وضع اليد مكان الألم فهذا ما دلت عليه السنة المطهرة ، وقد ذكرته في كتابي ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين – صفحة 332 ) 0

هذا ما أحببت أن اعقب به على أخي ومن أحبه في الله ( عمر السلفيون ) ، وحقيقة الأمر فإن المشكلة أخي عمر أنك لم تتعرف على منهجي الكامل في الرقية والعلاج ، وكما وعدتك عند انتهاء الموسوعة المكونة من أربعة عشر مجلداً فسوف أهديك إياها 0
وبالمناسبة فقد علمت أنك بصدد إجراء عملية جراحية ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك هذا الأمر وأقول لك ( طهور لا بأس عليك إن شاء الله تعالى ) 0
سائلاً المولى عز وجل أن يجعلنا من المتحابين فيه ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة