،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو صقر ) ، بالنسبة للكتابة على أجساد المرضى فلا أرى بذلك من باب القاعدة الفقهية :
( سد الذرائع )
ومع أن بعض أهل العلم أجازوا ذلك ومنهم العلامة ابن القيم قديماً ، والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - حديثاً ، وقد نقلت كلاماً مفصلاً في المسألة في كتابي الموسوم :
( && المنهج البقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين && )
تحت عنوان :
( كتابة آيات الرقية تحت سرة المريض أو على يده أو مناطق متفرقة من جسده )
وهو على النحو التالي :
يستشهد البعض بقول ابن القيم - رحمه الله تعالى- عن شيخه ابن تيمية - رحمه الله - : ( أنه كان يكتب على جبهته :
( وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِىَ الأَمْرُ )
( سورة هود – الآية 44 )
وقال : سمعته يقول - ابن تيمية - كتبتها لغير واحد فبرأ ، فقال : ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإن الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى )( الطب النبوي - ص 358 ) 0
ثم أورد ابن القيم - رحمه الله - نماذج لما يكتب من الآيات على الأعضاء المريضة ، لبعض الأوجاع )( الطب النبوي - ص - 358 - 359 ) 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم كتابة أوراق فيها القرآن والذكر والصاقها على شيء من الجسد كالصدر ونحوه أو طيها ووضعها على الضرس ، أو كتابة بعض الحروز من الأدعية الشرعية وشدها بجلد وتوضع تحت الفراش أو في أماكن أخرى ؟؟؟
فأجابت – حفظها الله - : ( إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك ، لا يجوز لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله : ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) ( السلسلة الضعيفة 1266 ) وقوله : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) " صحيح الجامع 632 " ) 0
قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( والملاحظ أن ابن القيم - رحمه الله - لم يذكر دليلا على الجواز لا من الكتاب ولا من السنة ولا فعل السلف سوى ما ذكره عن شيخه - رحمه الله - 0 لذا فإن الذي أراه في هذه المسألة ، أن الأولى ترك ذلك الفعل ، والاقتصار على الرقية الشرعية الثابتة ) ( التبرك ، أنواعه ، وأحكامه - ص 236 ) 0
قلت وبالله التوفيق :
1)- الأولى بل الصحيح ترك فعل ذلك لعدم ثبوته عن رسول الله وخلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة 0
2)- إن الجهل في الأمور الشرعية قد تفشى في العصر الذي نعيش فيه ، وقد يكون ذلك الفعل ذريعة للوقوع في محاذير شرعية تؤدي إلى مفاسد عظيمة ، كالوقوع في الكفر والشرك والمعصية بحسب حالها ، ولا بد من تقدير المصلحة الشرعية للقاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) 0
3)- لا يمكن أن يفهم ذلك الفعل كما فهم أيام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ونحن جازمين بأن القرن الذي عاش فيه هؤلاء الأعلام أفضل مما نعيشه اليوم ، كما أخبر رسول الله بذلك 0
وأكرر أخي الكبير ومع هذا الخلاف فنحن في هذا المنتدى لا نرى بهذا الفعل ونكتفي بالثابت المأثور عن الرسول ويكفينا في ذلك القاعدة الفقهية العظيمة المشار إليها آنفاً 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0