عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-05-2008, 10:15 PM   #1
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

Hasrean وحـدة تـأهــيـل الـرجـال

هذا هو المستشفى الذي يضم المرضى

هذا هو المكان الذي تسمع فيه الأنين

هذا هو المكان الذي ترى فيه الأسرة البيضاء

هذا هو المكان الذي ترى فيه المسعفين

هذا هو المكان الذي تحمد الله تعالى فيه على نعمة الصحة والعافية

هذا هو المكان الذي تحمد الله تعالى فيه على نعمة العقل

هذا هو المكان الذي تحمد الله فيه على نعمة الحركة

وتحمد الله .... وتحمد الله ..... وتحمد الله على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى

أدخلت والدتي الحبيبة المستشفى لطارئ ألم بها ، فما كان مني إلا التزامها طوال الفترة العلاجية وفي يوم من الأيام بعدما تحسنت حالتها قليلا ، استأذنت منها لأصلي العصر في جماعة مسجد المستشفى وهو قريب من غرفتها ، فأذنت لي ، فخرجت ومشيت قليلا والممر هادئ جدا جدا ، فرأيت رجلا مقعدا على كرسي متحرك ، وهذا الكرسي ليس كهربائي ، أي يتحرك بالدفع الذاتي ، المهم وإنه كان لا يحرك يديه ليمشي بالكرسي بل يدفع رجليه أرضا ليتحرك الكرسي وهذا أمر شاق جدا لمريض مثله ، المهم أنا كنت أراه من الخلف وإذا برجل آخر من دوله آسيوية يدفع سريرا يتوجه نحوي قائلا : ماما هذا رجل مسكين ؟

فصدمت ... وقلت في نفسي : هو يقصد أن أساعده وأوصله حيث يريد .... نعم كنت عازمة أن أفعل ذلك ، ولكني تحرجت كونه رجل ، وكان الأولى أن يساعده هو ، ولكن تشجعت وقلت لن أضيع الأجر

المهم تقدمت نحوه .... ويا الله ..... فإذا هـــو رجل كبير جدا جدا في العمر .... ذو لحية بيضاء كثيفة جدا ... ويلبس نظارة كبيرة ... فقلت الحمدلله ، فسلمت عليه قائلة : السلام عليكم يا والدي ، فقال : وعليك السلام وهو يدفع نفسه للذهاب من أمامي ، فقلت له : ممكن أساعدك ؟ سكت المسكين ..... بصراحة خفت ، ثم أعدتها يبه ممكن أساعدك ، فقال : الله يجزاك خير ، فأنزلت له موضع الأقدام فرفع قدميه عليها ودعا لي ، وأحسست بفرحة الله يعلم بها ، فسألته : والدي عندك أحد ؟ فقال لي : لي الله وحده ، سبحان الله قصدت هل له أبناء وبنات يعينونه ، فأجابني إجابة أسكتتني .... المهم بدأ يرشدني على طريق غرفته والممرات هادئة جدا جدا وليس بها أحد ، يقول لي امشي ....... فمشيت به ثم قال مري من الباب فدخلنا ، ثم لفي يسارا فلففت به الكرسي يسارا ، ثم يمينا ....وهنا الصدمة

أين أنا

انحرجت ..... لا أرى سوى رجالا .....ولكنهم ليسوا عاديين .... إنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ... لا أدري خفت في البداية ولكني حزنت عليهم .... الله يفرج عنهم ويعينهم ... والله بعضهم شباب فقدوا الحركة ، وبعضهم أحسست أن مرضهم عقلي ... المهم مشيت به إلى غرفته 107 ، فشكرني وعدت أدراجي وإذا بغرفة مغلقة يصدر منها صراخا ليس عاديا على الإطلاق ... أحببت أن أعرف ما سبب الصراخ ولكن الخوف قد تملكني من شدة الصراخ ، وسبحان الله مع إنهم في حالة يرثى لها إلا أنهم ابتسموا جميعا عندما دخلت ... لا أدري لماذا ؟؟؟

وعندها رأيت ممرضات فقلت الحمدلله ، وكانت إحداهن تطعم مريضا في الممر ، فالتفتت نحوي فأحسست أنها ستقول شيئا ، فقلت لها أوصلت مريضا لغرفة 107 فقالت لي : شكرا ، فإذا بآخر يرفع جسمه من السرير محاولا رؤية من في الممر ..... يا الله كم هو محزن أن ترى مثل هؤلاء ، والمحزن أكثر أن ترى كبار السن والله العظيم أموات .... أموات ..... أموات ولكنهم أحياء
أموات شكلا وجسما ولكنهم أحياء بأرواحهم ، الله المستعان .... أيعقل أن ليس لديهم أحد على الإطلاق !!!!

فخرجت فإذا بي اقرأ اسم القسم : ( وحـــــدة تـــأهــــيــــل الــــرجــــال ) لم أحسب الوقت الذي قضيته هناك فخرجت نحو المسجد مرة أخرى فإذا برجل على كرسي كهربائي متحرك يلصق نفسه بباب زجاجي يطل على المسجد يصلي مع الناس جماعة ، لا أدري كيف يصلي ولكنه يصلي .... جميع صلواته بهذه الكيفية من وراء الباب الزجاجي الذي يطل على المسجد .... وأنا أراقب المشهد وأقول : الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاهم وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا ...

انتهت صلاة الجماعة وأنا انظر المشهد وأقول رجل مقعد ليس له رجلين ويحافظ على الجماعة ، وهناك شباب ولله الحمد بكامل قوتهم ينامون ويتكاسلون عنها بل ويمرون على المساجد مرور الكرام دون دخولها ، يا الله

وخرج الرجال .... والمسن المقعد ينظر إليهم وهم يلبسون أحذيتهم ( أعزكم الله ) ، وعيناه تلمعان من الدموع فلم احتمل أكثر فعدت إلى أمي لأصلي في غرفتها فلم يكتب الله لي صلاة الجماعة معهم ذلك اليوم ، فاستغربت أمي وقالت : ألم تصلي ؟ أين كنتي ؟ فأخبرتها بالأمر

هدفي من هذه المشاركة

أولا : أن الإنسان المؤمن يجب أن يتحلى بالصبر والرضا بقدر الله تعالى له ،

ثانيا : المحافظة على نعم الله تعالى بالشكر والعبادة والدعاء ،

ثالثا : وجب علينا جميعا أن نأخذ بيد أخوتنا المرضى والمقعدين ومساعدتهم وزيارتهم وخصوصا المسنين الذي لا يجدون من يزورهم أو يكلمهم سوى الممرضين والممرضات

رابعا : الدعاء للمرضى بأن يفرج الله عنهم ويزيل همهم وغمهم وألمهم ... اللهم آمين

وفقكم الله جميعا لما يحبه ويرضاه




كتبه / إسلامية
1/6/2008م


التعديل الأخير تم بواسطة إسلامية ; 08-06-2008 الساعة 09:04 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة