عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-11-2009, 12:37 PM   #1
معلومات العضو
الفلك

Icon41 بقايا الشاعر المنكوب..! (قصيدة)

أَوراقُ أيَّامِ الشَّبابِ تَسَاقَطتْ وَمَضى ضِياءُ العُمْرِ نَحوَ غُرُوبي
وَعَقارِبُ الزَّمَنِ السَّحِيقِ تَوقَّفَتْ مِن بَعدِ ساعاتٍ مَضَتْ تَزْهُو بِي
وَجَعِي وَنَفْسِي وَالفؤادُ وَخاطِريْ نَارٌ تلَظَّى مِن جَحِيمِ خُطُوبِ
إنِّي أَرَى خَلْفَ السِّنِينِ فَظائعاً قَدْ خَطَّهَا قَلَمِي عَلى المَكتُوبِ
سِتُّونَ عَاماً وَالحُرُوفُ أَلُوكُها وَأَمُجُّها نَاراً وَرِيحَ هَبُوبِ
أَقْتاتُ مِن خُبزِ المَعَاصِيْ جَهْرَةً وَمَلأتُ مِن مَاءِ الضَّلالِ ذَنُوْبِي
أَصبَحتُ أُسْدِي لِلأَنامِ نَصَائحاً وَنَسِيْتُ أَنِّي مُثْقَلٌ بِعُيُوبي
أَحْرَقتُ شَمْعِي كَيْ أُنيرَ طَريقَهُمْ وَأَنا المُكَبَّلُ في ظَلامِ دُرُوبِ
أَصْلَحتُهمْ وَوَعَظتُهم وَهَدَيتُهمْ وَغَفَلْتُ عَن نَفْسِي وَعنْ مَعْطُوبي
الصُّبحُ في أَقْصَى الشِّمالِ بِمَسْجدٍ وَاللَّيلُ يَمضِي مَرْقَصاً بِجَنُوبي
كالحائِكِ الخَيَّاطِ أُصْلِحُ ثَوبَهُمْ وَأَنا المُرقَّعُ مِن أَعالِي ثوْبي!
هذا أَنا، وَبِكُلِّ مَا تَعنِي الأَنا أَنا مُسْرِفٌ، أَنا مُنهَكٌ بِذُنُوبي
أَنا غَارِقٌ في لُجَّةٍ، وَسَفِينَتي لَمْ أَلْقَ فِيها مَقْعَداً لِرُكُوبِ
قَدْ صَارَ عُمْرِي للذُّنُوبِ غَنائِماً وَلِعَسْكَرِ الشَّيطانِ أَرضَ حُرُوبِ
كمْ جَرَّنِي لَهْوُ الصِّبَا في غَفلةٍ نَحْوَ القَصِيدِ مُعَذِّباً لِقُلُوبِ
أَرْسَلتُ حَرفِي كَيْ أَصِيدَ فَرِيسةً مَا بَينَ صَادِقةِ الهَوَى وَكَذُوبِ!
والآنَ أَبْكِي ما جَنَيتُ.. وَما أَنَا إلاَّ بَقايَا شَاعِرٍ مَنْكُوبِ
وَأَتَيتُ بَابكَ - يا إِلهِي - طَارِقاً مَنْ لي سِوَاكَ لِكَي يُزِيلَ كُرُوبِي؟!
مَنْ لي سِواكَ لِكَي يُزِيحَ قَبَائحاً لَعِبَتْ بِها الزَّلاَّتُ دَوْرَ لَعُوبِ؟
منقول

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة