عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-10-2008, 07:41 PM   #3
معلومات العضو
علينا باليقين
راقية شرعية ومشرفة عامة على ساحات الرقية

افتراضي

و للفـــائده

الأسباب التي تمنع الرزق و تقلل من بركته

بسم الله الرحمن الرحيم


دأب الكثيرون على ذكر أسباب جلب الرزق وزيادته أو طرح البركة فيه من تقوى الله ودعائه وصلة الرحم والتوكل عليه سبحانه وغير ذلك من الأسباب الجالبة للرزق في موضوعاتهم فجزاهم الله عنا خيرا ، ولكننا هنا بصدد محاولة متواضعة لحصر بعض الاسباب التي ((( تمنع الرزق ))) أو حتى تقلل من بركته ، وذلك ليس من باب السبق بقدر ماهو يقيناً مني بتجاهل الأغلبية لهذا الموضوع المهم والذي في تقديري المتواضع لو استشعره الجميع لأيقنوا بأن الله جل جلاله يعاملنا جميعاً بالقسط والعدل وبما نحن أهله..


واختصارا للموضوع سأبدأ به على شكل نقاط بسيطة :


* بما أن العبد المتقى لله موعود بأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب ، فمن باب العدل أن من يصيب الذنوب كالربا وغير ذلك يحرم الرزق من حيث لا يحتسب من بعد الامهال له طبعاً ..

* ان تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب وبالتالي فمن لم يعظم شعائر الله فهناك ضعف في تقوى الله في قلبه وذلك قد يكون سبباً من منع نعمة أو رزق عنه ..

* إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وهذا في حديث ثابت .. أي أنه الله قد يمنع وصول الرزق إليه أو من استغلاله بشكل متزن ، أو يمسك عنه الرزق ويعطى منه شيئاً فشيئاً .. والله أعلم

* قد يرزق الشخص مالاً كثيرا لكنه وبسبب بعض موانع الرزق قد يصرف أمواله الضخمة كلمح البصر وإن حرص على طول المدة التي سينفق أمواله فيها ..

* أن الهداية والتوفيق لفعل الخير نعمة من نعم الله العظيمة فهي رزق وفضل معنوي من الله سبحانه وليس لنا الخيرة من أمرنا إن منعها الله عنا بسبب ذنوبنا ..

* العبد يحرم التوفيق لعمل الخير بالذنب يصيبه .. مثل الذي شكا لوكيع سوء حفظه .. ومثل من حرم قيام الليل لذنب وقع فيه ..

* إن الذنوب تحرم من كل خير أو نعمة أو فضل ، ولكن المتعارف عليه حتى الآن أنها تحرم العبد من الطاعة والثبات عليها ، وكذلك تحرمه من الرزق والبركة فيه ، وكما أننا لا نحصي نعم الله فقد يمنع عنا الاستفادة من بعضها مثل الدابة وغير ذلك ..

* ثبت أن من يصل رحمه فإنه ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه ، والعكس فمن يقطع رحمه فقد يضيق عليه في رزقه عدلاً منه سبحانه لأنه لا يعامل المسيئين كما يعامل المحسنين .. والله أعلم

* بما أن الاستغفار يجلب الرزق فإن اللامبالاة بالذنب تحرم العبد من الرزق وهي بعكس الاستغفار من الذنب ، ومن هو مقيم على ذنوبه فليعلم أنه وإن رزق مالاً فإن الله سيقلل من بركته وقد يصرف المال كله على شئ تافه وبسيط أو لمصيبة واقعة به وكان من الممكن الاستفادة منه بشكل أفضل مع لزوم الاستغفار ..

* كما هو معلوم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يرد القدر إلا الدعاء ، فكيف يحمي نفسه من الكوارث الاقتصادية من لا يدعو ربه ليحميه ..

* نرى بعضهم يقول يا رب يا رب (مثلاً يطلب من الله الرزق) ولكن مطعمه حرام بعلم بذلك أو شاك فيه ولم يكلف نفسه سؤال الراسخين في العلم والمتخصصين في الجزئية التي تهمه ، فأنى يستجاب له وكيف يرزق ومطعمه حرام كما ثبت ذلك ، لذلك فمن يستمرئ كسب المال الحرام (الربا وغيره) فإنه سيحرم الاستجابة ولن يرزق بحسب دعائه لو سأل الله من فضله او أي سؤال آخر ..

* ثبت في حديث أن من يتوكل على الله حق توكله فإن الله يرزقه كما يرزق الطير تغدو خماصا (فارغة الحواصل) وتروح بطاناً (ممتلئة من الطعام) ، وبالتالي فإن من لا يتوكل على الله قد يحرم الرزق بقدر عدم اتكاله عليه ، فليكن التوكل رديفنا عند ابتغاء فضل الله وأيضاً كلما أصبحنا وأمسينا.. والله أعلم

* بما أن الله هو أعلم بأحوالنا فهو يعاملنا على حسب قلوبنا وبما يعلمه منا وقد يحرم الرزق عن عبدٍ مجدٍ في سؤاله المتواصل له وطلبه الرزق منه سبحانه إلى جانب بذل الاسباب لأن الله يعلم أن من طبيعة عبده هذا عند توفر المال في يديه أنه سيفسق فيه مهما عاهد ربه بخلاف ذلك ..

* نعلم أن النفقة واجبة على الرجال للنساء ومن يؤديها على أكمل وجه فإن الله سيخلفها له ، وعلى العكس فالمقصر فيها تقل بركة أمواله بحسب تقصيره مع أهله ، لكن خير الأمور الوسط.. والله أعلم

قال تعالى : ** .. وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ** (39) سورة سبأ

* الكل يعلم بأن الصدقة تزيد من المال ولا تنقصه كما هو ثابت والصدقة هي فضلة من أموالنا ، وبالعكس فالبخل بالمال ينقصه ولا يزيده أو بالقليل يحرم الاستفادة منه حتى لنفسه وهو إمساك فضلة الأموال والخوف عليها ، ويحدث ذلك من باب العدل بين الناس ولكل متصدق نصيب يناله مقابل اجتهاده وكل مقصر يعاقب بقدر تقصيره .. والله أعلم

قال تعالى : **.. وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء ..** (38) سورة محمد


* لو تأخر الشخص عن عمله فإنه قد يوبخ لذلك أو يخصم من راتبه فما بالكم بالتأخر عن تكبيرة الإحرام في الصلاة المفروضة بالنسبة لمتداولي الأسهم أو تاخير الصلاة عن وقتها .. أعتقد بأن حرمان الرزق توبيخ مناسب لذلك وقريب من ذلك .. أما من يترك الصلاة بالكلية من أجل التداول فله أن يتوقع العقاب المناسب لمثل حالته ولا يلومن إلا نفسه فإن عقاب الله شديد ولنجدد التوبة في كل مرة نقع فريسة للشهوات ..

* أن ترك الامر بالمعروف والحث عليه والنهي عن المنكر والتحذير منه وبالذات فيما يخص الاسهم وهي محل حديثنا يقود الى خسائر شبه مؤكده ..

* من ضمن ما يعتري اهل الأسهم هو الغضب الشديد أو الهلع الشديد والذي قد يقود لكارثة صحية وهي نتيجة للضعف الديني لدى بعضهم خوفاً على ضياع المال وانقطاع الارزاق رغم يقينهم بوجود الرزاق سبحانه وهوالرحيم بعباده (المؤمنين) ويقدر على من يشاء منهم أو من غيرهم..


* لا يحسبن الذين يذنبون وهم بعيد عن أعين الناس وإن سلمت أجسادهم بأنهم في مأمن من عذاب الله الدنيوي سواء الحسي أو المعنوي (الروحي) ، فإن لم يستشعروا ذلك فإنهم لا يعلمون حقيقة همومهم ومصائبهم وكوارثهم الاقتصادية والاجتماعية وتعثراتهم الحاصلة لهم في معيشتهم وأنها إن لم تكن ابتلاءً منه سبحانه ليرى صبرهم تجاه ذلك فهي نتيجة طبيعية لذنوبهم ومن منا لا يذنب؟؟ فرحم الله إمرءا عرف قدر نفسه ..

* على كل مذنب أو (مرابي) أن يستغفر ويتوب في كل مرة يقع في الذنب مع تحقيق شروط التوبة ففي كل مرة عليه أن يجاهد نفسه في اتباع الشركات النقية كدليل عملي على صدق نيته على أن لا يعود في الذنب فإن عاد فلا يترك التوبة بشروطها المعروفة ولا ييأس فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، ولعل في معرفة العبد أن له ربا في كل مرة يقر بذنبه أمامه رادع على الاستحياء منه وعدم مباشرة الذنب مرة أخرى وبلا مبالاة ، أما إن تاب الله عليه فليجتهد في ترك الشبهات كي لا تجره للوقوع في المحرمات أو الاستهانة بها ..الله أعلم


* وموانع الرزق التي حاولت أن أحصرها هنا طلباً للثواب والأجر إن شاء الله فهي مختصرة :


- عدم تقوى الله .

- الاستهانة بشعائر الله .

- قطيعة الرحم .

- الاستسلام للذنوب .

- اللامبالاة عند فعل الذنب .

- ترك الدعاء .

- عدم الاتكال على الله حق التوكل ، أو الاتكال على غيره في الرزق .

- أكل الحرام (مثل كبيرة الربا) .

- منع المال عن مستحقيه من الأهل .

- البخل وقلة الصدقة أو انعدامها بالكلية .

- التقصير في الواجبات وأهمها الصلوات الخمس .

- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة