عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-10-2006, 12:31 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي البيوت السعيدة مسؤولية كل فرد !

في هذا الطابور الطويل في موقف (الباص) في يوم من أيام الصيف الحارة وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا...... كان واقفا ينتظر دوره...

كان يتصبب عرقا... وعلاوة على حمل أكياس حاجيات البيت... كان يحمل جسده الثقيل.

لم يظهر عليه الغضب ... عندما تجاوزه احدهم واخذ دوره... فقد اعتاد على هذا النوع من المضايقات... واعتاد أيضا على عدم رغبته في العراك....فقد اعتاد جسده الثقيل على حمل التعب.

واعتاد روتين حياته اليومي ...يذهب إلى عمله صباحا.... ينهي أكوام الأوراق التي أمامه للمراجعين..ثم يعود إلى بيته مترنحا من التعب.

اعتاد كل شيء في حياته ....................

حسنا... ها هو الآن يجلس في مقعده (بالباص) وقد أتى دوره أخيرا....

وصل إلى بيته، كعادته، لا يقرع الجرس.... دخل من غير أن يقول كلمة....رمي الاكياس من يده بالمطبخ ، ثم اغتسل وغير ثيابه... وما ان جلس على (الكنبة) حتى كان أمامه (بحيرة من الباميا) إلى جانبها (جبل من الأرز.....!!)........... وأفنى نفسه في الأكل كالعادة....حتى تكور (كرشه الكبير)....

وبمجرد ان قال (الحمد لله) رفعت زوجته السفرة وأحضرت له (الشاي) ....وبعد ان شربه...
سوى وضعية جسده على الكنبة ...استعدادا للنوم.....

كان هذا روتين حياته اليومي الممل.....

ترى...!؟ متى أصبح يومه وحياته كلها هكذا..............؟؟
هذا ايضا............. ما اعتاد ان يفكر به قبل ان ينام ساعة الظهيرة.........!!!!!!!!!!!!!!

لقد تزوج بعد أن هام عشقا بزوجته... وتذكر كم مرة أرسل (أم عزيزة) إلى بيتها لتقنعها بقبول الزواج منه................!! وتذكر كم كانت فرحته عندما أعلنت موافقتها ........أخيرا...

وكم كان سعيدا في بداية زواجه.. كانت الألوان والبهجة تملأ حياته..... كان لا يأكل إلا معها....!!
ولا ينام ساعة الظهرابدا ....بل يجلس ليتحدث معها... ماذا فعلت في يومها؟
ويتبادل معها الأفكار والمشاعر........

كان يهمه كثيرا أن يعرف ما يسعدها... وما يجرحها....
ويهتم كثيرا أن يرضيها ويحضر لها ما تريد على قدر استطاعته....

تذكر كم كانت زوجته سعيدة وراضية معه.... كانت تتصل به عدة مرات لتطمأن كيف وصل إلى عمله، وكيف هو يومه ، وكان يتصل بها كذلك عدة مرات ليقول لها كم هو مشتاق للعودة إليها....!!

أما الآن... فهو يتصل فقط ليعرف إذا احتاجت لشيء من أغراض المنزل (فالسوبر ماركت) قريب من مكان عمله.. ولا يريد أن يتكبد مشقة الذهاب إلى الدكان البعيد عن بيته مشيا.

ولا تتصل هي أبدا...............فما الداعي........!!

ترى متى انقلبت حياته دون أن يشعر، وأصبح هذه الآلة الروتينية.. التي لا تتعب ولا تحس ولا تتكلم.....!!

تذكر انه سار على هذه الدرب منذ فترة.... والغريب أن زوجته لم تعترض..ولم تشكو...
بل تقبلت الوضع كما هو...

إذن فهما الاثنان كأنما اتفقا بدون كلام على هذه الطريق....!!
هو........... لا يعلم إن كان سعيدا أو راضيا أو ساخطا.... كل ما يعلمه أن هذا ما يجب أن يفعله،

ويعود ويسأل نفسه.... ترى......!؟
هل هي سعيدة بما آلت إليه الأمور بينهما ؟؟؟

أحس بتأنيب ضمير قاسي... وعزم على أن يصحح الوضع ليعود كما كان....

بعد أن يفيق من نومه لن يذهب إلى أي مكان كما تعود...بل سيجلس إلى جانب زوجته ، ويعتذر لها عن إهماله، ويلومها أيضا، لماذا لم تذكره انه يسير دربا آخر.... لماذا وافقته عن صمت؟؟؟
لماذا لم تتكلم...ولم تعترض...ولم تحارب............

ارتاح لهذه الفكرة...ثم.... نام مطمئنا...
************************************************** *******


وبعد ساعة ونصف، افاق من نومه وهو يفرك عينيه.... وصرخ : القهوة !!!
جاءته زوجته بالقهوة على عجل ، شرب فنجانه... وارتدى ثيابه....
وذهب الى قهوة الحارة التي تعود الجلوس فيها حتى منتصف الليل...
ثم عاد ليتناول عشائه.... وينام.........!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


العلاقة الزوجية... علاقة سامية...... وصفها الله عز وجل في القران الكريم.
" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"

وهي علاقة عقل وروح ومودة وتفاهم وانسجام واحترام ورحمة وتسامح. اكثر من ان تكون غزل وحب وكلمات فوق الخيال!

وكلاهما مسؤول عن صنع البيت السعيد.

صدق القائل:
روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها



وكلاهما سيتحمل مسؤولية كبيرة..... مسؤولية طاعة الله ، في الزوج والزوجة والاولاد.

فلتسأل كل زوجة نفسها دائما.......................هل زوجها سعيد وراضي...؟؟
هل البيت والاولاد بخير....؟؟
هل تحافظ على ما امر الله تعالى به؟؟
وليسأل كل زوج نفسه دائما.........................هل زوجته سعيدة راضية...؟؟
وهل البيت والاولاد بخير...؟؟
وهل يحافظ على ما امر الله تعالى به؟؟

وأتقو الله جميعا.............................فهي مسؤولية نحن مسؤولين عنها امام الله يوم الحساب.....

واجعلوا بيوتكم سعيدة دائما.................نظفوا سعادتها من المنغصات اولا بأول............

ولا تنتظروا..................حتى تنطوي الايام..........

فتتبلد الاحاسيس والمشاعر.......... ويصبح من العسير ازالة الركام الهائل من الغبار.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة