عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-09-2015, 04:45 PM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي ((فَيْضُ الإحتجَاجِ على أداءِ الحُجّاجِِ))

((فَيْضُ الإحتجَاجِ على أداءِ الحُجّاجِِ))

منْ تأمّل الحجّ مشاعراً و مناسكاً و قارن تأمّله هذا بحجّة نبيّه صلى الله عليه و سلّم السنة العاشرة للهجرة...لرضيَ و ترضّى على الخدمات القائمة.

يُزعجني تأفّف الحجّاج إنْ نقصتْ خدمة ما....كأنّهم حجّوا للرفاهيّة!!! فإن ضاق بحجّاجنا الزّهد فعلى الدّنيا السّلام.

سؤال يطرح نفسه كما يُقال:

هل كانت قريش إبّان الجاهلية بكرمها و جودها و حرصها على خدمة البيت...تُوفّر للحجّاج مأكلا و مشرباً و مبيتاً!!!

ناهيك....عن رحلة الحاجّ راكباً أو راجلاً...فأنا على علمٍ بأنّ الحاجّ يدفع مقابل بعض الخدمات...و أكثرها تأتيه دون مُقابل...

منْ ترك المخيط من الثّوب...و بدتْ أجزاء من جسده عارية...و ترك الأظافر و الشعر و الإغتسال...و الوطء (النّكاح)...الاّ يدلّ هذا كلّه على أنّ للحاجّ أن يعيش حجّته زاهدا بالدّنيا...بلى و الله.

فاحتسب أيّها الحاجّ زُهدك...و ترفّع عن الخدمات...و ليكنْ حجّك يُشابه حجّ النّبي صلى الله عليه و سلّم و صحبه و رعيله.

فإنْ كان حجّك لتنام مُنعّماًً...لتُشرب مُبرّداًً...لتسعى مُحمّلاًً...حُجّ في بلدك...بين زوجك و أولادك.

و اعلم أنّ الله سيبَتليك...بعطشٍ...بجوعٍ...بشمسٍ...بمطرٍ...ليرى منك سُخطا أو رضاً...

فلا تتأفّف بعد اليوم...و ليكنْ لسانك شاكراً ذاكراً...فأنت و نقص الخدمة أنعم ممّن حجّوا قبلك....فحجّك أشبه بنعيمٍ...سل التّاريخ ممّن سبقك بالحجّ ليقصّ عليك زُهد الأوّلين.

هذا و أسأل الله تعالى أنّ يمنّ علينا بحجّة...فيها البرّ و الزّهد

تمّتْ بقلم: علي سعد سليم (رحم الله والده)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة