ما تراك بعدها فاعل
عندما تمد يدك حانية و إن كانت جريحة ..لتحمل بها عناء غيرك
و تبسطها كالريح الندي بالسخاء ..لتنشر بها في الآفاق خيرك
و تتحمل في سبيل ذلك المشقة و العناء
و مع شدة الألم يطيب منك العطاء
فلا ترجو مدحا لا شكرا ولا ثناء
و فجأة تجد تلك الأيدي التي حرمت نفسك وأعطيتها
و من دماء فؤادك الطاهرة سقيتها وغديتها
و سرقت من أحلى لحظات عمرك و منحتها
تجدها تنطلق مسرعة كالطوفان تنطلق من كل الأمصار
كالبرق يكاد سناه يخطف نور الأبصار
تغمرك السعادة و يسلبك تدافعها إليك الإرادة
فتحمل لها أوداجك عبير فؤادك
و تهديها زهرات من طيب ودادك
كأعذب تحية وأجمل هدية
و تبتسم بفرح عندما تسابق الزمن يداك إليها
لتشابك تلك الأيدي التي طالما حنوت عليها
و في غمرات اللقاء يعم السكون
ويأسر نظراتك منك الشجون
و أنت تنظر إليها بتلك العيون
فإذا بتلك الأيادي تغدر بك بكل جرأة و تخون
و تتحول إلى سهام تنشر المنية و تزأر بالمنون
بكل قواها تمتد إليك
و تتجمع من كل صوب لتنقض عليك
و من كل ناحية و بكل قسوة تلوي يديك