عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-12-2008, 03:06 PM   #9
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

إحصائية العضو






زهراء و الأمل غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة britain

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

نأتي للحديث عن الأمراض العضوية و الروحية
والتي لا تختلف العلاقة بينهما في الكثير من الأحيان من ناحية التداخل و التفاعل و التأثر و التأثير
عن العلاقة بينها و بين الأمراض النفسية إلا في أمور قليلة
و أهمها أن أعراض الأمراض العضوية تكون أكثر وضوحا و شيوعا و ظهورا للعيان
من الأمراض النفسية التي تستتر غالبا و تحتجب عن الظهور
و الذي يعتقده الكثير كما يبدو لهم أنه لا علاقة البثة بين المرض الروحي و العضوي
و أن كلاهما يلعب بأعراضه وأسبابه و مسبباته في ساحة مختلفة تماما عن ساحة الآخر
بل ما يشاع إعتقادا أن الفصل بين المرضين واضح و الخلاف جلي
و لا يخلط و يمزج بينهما في الأعراض أو الأسباب أو المسببات و حتى النتائج
إلا قليل خبرة ناقص علم فقير معرفة ...
و لكنني أختلف مع هذا الرأي في بعض النقاط
بل و أقول ما قلته سابقا بأن المرض الروحي يؤثر على العضوي و كذلك العكس و هذا في غالب الأحيان
و لو تتبعنا مجريات الأمور التي تدور في ساحة المريض الروحي بدقة
لوجدنا أن هناك إرتباط وثيق و تأثير و تأثر عميق خاصة لبعض الأمراض و الأعراض
و ما لا يختلف عليه العقلاء المعالجين للأمراض الروحية المتتبعين لحالات المرضى لا شك سيهتدي إلى
أن الإصابة العضوية إما تسبق الروحية و إما تعقبها مباشرة أي تأتي بعدها بزمن قصير
و تواجد المرضين في ساحة واحدة يسهل
تأثير و تفاعل كلاهما و كذلك فإن المرض والعارض الذي يهاجم روح المريض و يضعف نفسه
و يؤثر علي مسيرة العلاج يفعل ذلك أيضا مع المرض العضوي
حيث إما يتسبب فيه إن كان غير موجود قبل الإصابة
( و الكثير من الأمراض العضوية جاءت نتيجة أمراض روحية )
و إما يؤثر و يتحصن به و يضغط على المريض
عن طريقه بطرق شتى إن كان تواجده قبل الإصابة الروحية
و أضرب أمثلة لذلك لأمراض شائعة و معروفة
فقر الدم مثلا االأنيميا
يعاني منه الكثير من المرضى و هو مسرح يجيد العارض فيه التمثيل و التأثير
وعن طريقه يسهل عليه إضعاف المريض بل و خلط أعراضه مع أعراض أخرى للبس على المريض و المعالج ....
هذا المرض الشائع على ساحة العلاج العضوي نجد أن معالجة الأعراض التي تنتج عنه تكون في الحقيقة غير مجدية و لا تعالج المرض و لذلك فإن المعالجة الناجحة هي تلك التي تعتمد على كشف السبب الحقيقي الذي قد يكون واضحا في بعض الأحيان، ويكون خفيا صعبا في أحيان كثيرة

و ينتج عن الأنيميا أعراضا مختلفة
تسبب في الغالب الشحوب فقد الشهية الأرق الدوار الإمساك التوتر و القلق قلة التركيز الإحساس بالتعب و الإرهاق ....هذه الأعراض التي يفسرها الطبيب العضوي تفسيرا عضويا ليست أعراض المرض الأصلي المسبب لفقر الدم، بل الحقيقة أن هناك أسباب أخرى تختفي وراء فقر الدم هذا، والذي يكون نتيجة للمرض الأصلي المسبب له
عضويا يكون من الأسباب الحقيقية لفقر الدم
سوء التغذية و هذا ما يظنه الكثير من الأطباء السبب الرئيسي خاصة في البلدان الفقيرة
إلا ان هناك أسباب أخرى كثيرا ما يهملها الطبيب كوجود النزيف الذي يصعب الكشف عنه بالفحص السريري

و نأتي للساحة الأخرى التي يفسر فيها المعالج الروحي الأعراض و ليس المرض على أرضه تفسيرا روحيا محظ
و لا يلتفت للمرض و لا لأصله و كل ما يهتم به هو معالجة المريض روحيا لتختفي تلك الأعراض الملازمة له فحسب
و قد لا يلتفت لفقر الدم الذي يعاني منه الكثير من المرضى روحيا و كذلك الأمر بالنسبة للنزيف ...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة