عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-12-2008, 01:14 PM   #2
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

قلت أن الإصابات الروحية تؤثر على الإصابات النفسية
فإن كانت الإصابة النفسية قبل الروحية أي منفصلة عنها فإن هذه الأخيرة تتفاعل معها
و تندمج و تعمل على تحصين نفسها بتقويها و تنميها و مضاعفت الأعراض فيها
و إن لم تكن موجودة و سبقتها الإصابة الروحية فإنها تعمل على إيجادها و خلقها
و بالتالي التأثير من خلالها على المريض
(و هذا ما قصدته بكلمة متصلة أي أن الإصابة الروحية جرت إصابة نفسية أوصلتها و إتصلت بها )
و كل مريض روحي معرض للإصابة النفسية و كل مريض نفسي على حسب حدة و شدة المرض
قد يتعرض للإصابة الروحية
و لهذا فإن تقوية الإيمان في النفس و حثها على الطاعات
و إبعادها عن المعاصي و تقوية صلتها بالله و تذكيرها بالجهاد و المجاهدة و تيسير الطرق لضبطها و تهذيبها قبل الإصابة
كلها تعد من الوسائل المناعية لحماية و صيانة الإنسان من الوقوع في الضعف الذي قد يجر وراءه ضعفا أكبر و أخطر
و كذلك إخراجها من أوحالها و تزكيتها و النهوض و الرقي بها و ردها لمنابع الصفاء و النقاء و تطهيرها يعد أهم مطلب يوجه له المريض المصاب
و نضرب مثلا يعرفه المرضى و المعالجين
هو أن المريض الروحي إذا بدأ العلاج و مقاومة المرض و العارض و العرض توجه الأسلحة بقوة تجاه النفس
لتضعف و تتأثر فتكثر عليه الوساوس كردات فعل و مقاومة من المرض ليوقف المريض عن متابعة العلاج
و مازلنا مع الأمثلة نضربها لتوضيح المقصد
إن شعور المريض بالحزن و الضيق و الدجرالذي قد يتطور و يمتد بجذوره في أعماق النفس
فيولد تبعات و يلحق به أعراض أخرى كالخمول و فقد الشهية غالبا و كثرة النوم أو الإصابة بالأرق حب الإنطواء
و العزلة توتر العلاقات الزوجية أو الاسرية ...
(هذه أعراض الطبيب النفسي يفسرها على أرضه بأنها أعراض نفسية )
و قد يشخص حالة المريض بأنه مرض نفسي إزداد إنتشارا و شيوعا في هذا العصر و هو الكآبة
هذا المصاب يكون أكثر عرضة للإصابة الروحية لأنه في حالة ضعف
فإن أصيب حدثت له أعراض مشابهة لتلك الأعراض النفسية فتتفاعل جميعها و تقوي بعضها بعضا فيجد المرض و العارض و العرض في إستخدامها لصالحه للتغلب على المريض
و يأتي المعالج الراقي فتظهر له أعراض المرض الروحي (و قد لا يلتفت إلى أن الكثير منها نفس الأعراض للإصابة النفسية )فيسعى لمعالجة المريض روحيا فقط
فيحس المريض بتأثر لأن نفس الأعراض في المرض الروحي و يحس بتحسن ثم ما يلبت أن تتراجع حالته و تنتكس
و تعاوده نفس الأعراض في الظهور فيجد المعالج معه دون أن يجد تجاوبا إيجابيا و قد تطول به المدة حتى يكتشف الأمر
و قد ينكر بعدها المريض و ربما المعالج أيضا الإصابة بأنها إصابة روحية و يرشده للطبيب النفسي فيحدث نفس الشيء عند الطبيب النفسي و يبقى المريض لا يتقدم خطوة واحدة في العلاج فيتركه جملة و تفصيلا
و نحن هنا نتكلم عن الأسباب الكونية التي هي أيضا من تقدير الله عز و جل
يعني أن المريض مثلا يعاني من أرق و خوف و ضيق و ألم في الصدر... لسببين أحدهما روحي و آخر نفسي
و خلاصة النقطة الأولى التي أردت إيصال القارئ إليها
هي أن العلاج للمرض الروحي يجب أن يكون مصحوبا بعلاج نفسي في الغالب
حتى إذا خرج المريض من محنته لم يجد الحالة النفسية عائق له لمواصلة شق طريقه في الحياة
و لا أقصد بعلاج الحالة النفسية أن كل مريض روحي يجب أن يذهب لطبيب نفسي و يعالج عنده
بل إن الراقي و المعالج قد يقوم بالدور في حالات كثيرة و هذا لا يتاح لكل المعالجين
بل لقلة قليلة كيف لا و الكثير منهم إنتهجوا نهج الأطباء النفسيين
الذين ينكرون الأمراض الروحية فأنكروا هم أيضا الأمراض النفسية
ثانيا : نأتي إلى علاقة الأمراض العضوية بالأمراض الروحية
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة