عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2006, 04:22 AM   #11
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الاسلام اسلام ) ، بخصوص أسئلتكم فيسرني الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول : لما لم يقرأ النبي عليه السلام على نفسه كما يفعل الرقاة اليوم ليبطل السحر ؟؟؟

الجواب : اعلم أخي الحبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بأنه مسحور ، وعندما علم ذلك لجأ إلى أقصر الطرق لعلاج ذلك الداء ، ومما لا شك فيه بأن معرفة مكان السحر واستخراجه يعتبر من أفضل وأنجع وأسرع وسيلة لفك السحر 0

كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف قال طلعتي ذكر ، قال : فأين هو ؟ قال في بئر ذروان ، يا عائشة ! والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأسانيد مختلفة 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( استخراج السحر وتبطيله هو أبلغ علاج كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدله عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال 00
فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب " المسحور " وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة من الجسد ) ( زاد المعاد – 3 / 104 ) 0

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - : ( ومن علاج السحر أيضا - وهو من أنفع علاجه - بذل الجهد في معرفة موضع السحر من أرض أو جبل أو غير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ) ( فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – برقم ( 8016 ) – الصادرة بتاريخ 22 / 1 / 1405 هـ ) 0

وهذا لا يعني مطلقاً أن علاج السحر يقتصر على استخراج مادة السحر بل أن هناك وسائل مشروعة لاستخراج السحر وإبطاله ومن ذلك :

1)- التوجه الخالص لله سبحانه وتعالى ودعائه لتفريج الكربة وإزالة الغمة :

إن من أنجع وأنفع الوسائل التي قد يسلكها المريض بالسحر هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت : ( فدعا 000 ثم دعا 000 ثم دعا ) ويقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ 000 ) ( النمل – الآية 62 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( 000 بحيث أنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم 0 ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم ( فدعا ، ثم دعا ، ثم دعا ) وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا 0 وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد ( فرأيته يدعو ) 0 قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره والالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك 0

وقال - رحمه الله - : ( سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة - يعني قصة السحر - مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب ، ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه ، ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء ، وكل من المقامين غاية في الكمال ) ( فتح الباري – 10 / 228 ) 0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بوحي السماء عن ذلك الأمر ، فعلم بالساحر ومكان السحر المعقود كما ثبت في الصحيح ، أما بالنسبة لنا فقد يحصل ذلك الأمر بإحدى طريقين :

* الأول : الدعاء :

أن يدعو المصاب ربه ويجتهد قدر طاقته في البحث والتحري عن مكان السحر حتى يوفق لرؤيته والعثور عليه ومن ثم إبطاله ، هذا وسوف يعرج على هذا الموضوع بالتفصيل لاحقا 0

* الثاني : الرؤى والمنامات :

كثيرا ما توجه بعض المرضى بالدعاء والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ، وفرج الله كربتهم عن طريق رؤى رأوها في منامهم تبين لهم من خلالها مكان السحر ، ويتطابق ذلك مع الواقع في بعض الأحيان فيزيلون مادة السحر ويتلفونها ويحمدون الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

( قصة واقعية )


أذكر قصة واقعية حدثني بها أخي الفاضل الشيخ ( صالح بن حمود التويجري ) نقلا عن والده العلامة ( حمود بن عبدالله التويجري ) عن امرأة كانت بارة بجدها ، وكتب الله سبحانه وتعالى لها أن تزوجت بأحد علماء القصيم ، وبعد الزواج شعرت هذه المرأة الصالحة بكراهية شديدة للزوج ، ولكنها لم تفاتحه بالأمر ، وما توانت ولو للحظة واحدة عن أداء حقوقها الزوجية ، وصبرت وتحملت إلى أن ضاق بها الأمر وأخبرت الزوج عن حالها فذكرها بالله وبالصبر والاحتساب ، وذات يوم رأت في نومها جدها وهو يبين لها الداء الذي تعاني منه ، حيث أخبرها بأنها تعرضت لسحر ، وأنه معقود لها وموجود في مكان معين ، وفي الصباح لم تعر تلك الرؤيا أي اهتمام ، حتى جاء اليوم الثاني ، فرأت ما رأته في اليوم الأول ، ونامت وفي اليوم الثالث رأت مثل سابقيه ، عند ذلك أخبرت الزوج بالأمر ، فما كان من الزوج إلا أن ذهب إلى حيث أشارت الرؤيا ، وفعلا وجد السحر في ذلك المكان فقرأ عليه وأحرقه ، وعادت الألفة والمحبة بين الزوج وزوجه ، ولله الحمد والمنة والفضل والله تعالى أعلم 0

2)- معرفة مكان السحر عن طريق الجن والشياطين :

وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن يكون المعالِج على قدر كافي من العلم الشرعي والخبرة والتجربة والفراسة التي تؤهله لمعرفة صدق أو كذب الجني الصارع ، وأن يكون السؤال بقصد الاختبار والامتحان لا أن يكون بقصد التصديق والإقرار دون الدخول في أية مناقشات لا فائدة منها البتة ولا يتحقق من ورائها أي مصلحة شرعية 0

والسؤال الذي قد يطرح نفسه هل تشرع الرقية في مثل تلك الحالة ؟؟؟

والإجابة : نعم بالتأكيد ، فالرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل السحر بعد وقوعه بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في طرد الأرواح الخبيثة وإيذائها بإذن الله تعالى ومن ذلك : الفاتحة وأوائل سورة البقرة ، آية الكرسي ، أواخر سورة البقرة ، سورة البقرة كاملة ، الكافرون ، الإخلاص ، المعوذتين 0

أما سورة البقرة فقد ثبت فيها قوله صلى الله عليه وسلم : ( 000 البقرة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) ( حديث صحيح ) 0

وأما المعوذتين فكما ذكر أخي الفاضل بأن لهما تأثير قوي وعجيب بإذن الله عز وجل ، وبالعموم فقد ثبت بالنصوص النقلية الصريحة الصحيحة بأن القرآن شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) ولمزيد من التفصيل في الموضوع أرجو مراجعة الرابط التالي :

( && هل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة شفاء للأمراض العضوية ؟؟؟ && )


السؤال الثاني : ولما إنتظر حتى إستخرج السحر , أفلا ينفع أن أن يقرأ عليه عن بعد ككما يفعل الرقاة اليوم ؟؟؟

الجواب : لأن استخراج السحر من أنفع وأقرب الوسائل للعلاج والشفاء بإذن الله عز وجل ، ويرى ذلك من استعراض أقوال علماء الآمة كما مر معنا آنفاً 0

أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( هذا كله يدلنا معاشر الإخوة على أنه هناك فرق بين القراءة على السحر حين إيجاده وإستخراجه وأنه أجدى من القراءة عليه عن بعد )

الجواب : هذا مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0

أما إن كان الحديث عن مستعيني الجن فنحن لا نقصدهم مطلقاً ومنهجنا يرفض ذلك جملة وتفصيلاً في منتدانا الغالي 0

أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( فائدة : إنتظار النبي عليه السلام وعدم إسترقائه بالقرءان حتى نزول المعوذات فيه دليل على قوتهما في إبطال السحر على وجه التخصيص )

الجواب : هذا الكلام مجانب للصواب ، فالحديث الثابت في المسألة ما روي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - حيث قال :

( كان رجل [ من اليهود ] يدخل على النبي ، [ وكان يأمنه ] ، فعقد له عقدا ، فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، [ فاشتكى لذلك أياما ، و في حديث عائشة : ستة أشهر ) ] ، فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلا ن الذي [ كان ] يدخل عليه عقد له عقدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل [ إليه ] رجلا ، و أخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد صفر [ فأتاه جبريل فنزل عليه بــ المعوذتين ) ، و قال : إن رجلا من اليهود سحرك ، و السحر في بئر فلان ، قال : ] فبعث رجلا و في طريق أخرى : فبعث عليا ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] ، [ فأمره أن يحل العقد و يقرأ آية ] ، فحلها ، [ فجعل يقرأ و يحل ] ، [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ ، و في الطريق الأخرى : فقام رسول الله كأنما نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم نشط من عقال ) ، و كان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي فلم يذكر له شيئا منه ، و لم يعاتبه [ قط حتى مات ] ) ( حديث صحيح - الألباني - السلسلة الصحيحة - برقم 2761 ) 0

قال ابن حجر في الفتح : ( ومن رواية عمرة عن عائشة " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع – تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وإذا فيه إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، وكلما نزع إبرة وجد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألماً ثم يجد بعدها راحة – فتح الباري – 10 / 230 ) 0

وكثير من الرويات ضعيفة أذكرها من باب الفائدة العلمية :

( قال ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود ، فسحروا فيها ، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له ابن أعصم ، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه ، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟ قال : طب ، قال : وما طب ؟ قال : سحر ، قال : ومن سحره ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي ، قال : وبم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة ، قال : وأين هو ؟ قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان ـ والجف : قشر الطلع ، والراعوفة : حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح ـ فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورا وقال : يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال وجعل جبريل عليه السلام يقول : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين ، الله يشفيك ، فقالوا : يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن يثير على الناس شرا ) ( فيه غرابة - ابن كثير - تفسير القرآن العظيم - 8 / 557 ) 0

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غلام يهودي يخدمه يقال له : لبيد بن أعصم ، وكانت تعجبه خدمته ، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذوب ولا يدري ما وجعه ، فبينما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات ليلة نائم إذ أتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما وجعه ؟ قال مطبوب . فقال : من طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم . قال : بم طبه ؟ قال : بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بـ ( ذي أروى ) ، وهي تحت راعوفة البئر فاستيقظ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فدعا عائشة فقال : يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني بوجعي ، فلما أصبح غدا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وغدا أصحابه معه إلى البئر ، وإذا ماؤها كأنه نقيع الحناء ، وإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سيفه كأنه رؤوس الشياطين ، قال : فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة ، فإذا فيها مشط رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن مشاطة رأسه ، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وإذا فيها إبر مغروزة ، وإذا وتر فيه إحدى عشر عقدة ، فأتاه جبريل بـ ( المعوذتين ) فقال : يا محمد ** قل أعوذ برب الفلق ** وحل عقدة ، ** من شر ما خلق ** وحل عقدة حتى فرغ منها ، وحل العقد كلها ، وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة ، فقيل : يا رسول الله لو قتلت اليهودي ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : قد عافاني الله عز وجل ، وما وراءه من عذاب الله أشد ) ( إسناده ضعيف جدا وبالجملة فحديث العرزمي وما فيه من الزيادات منكر جدا - الألباني - السلسلة الصحيحة - 6 / 617 ) 0

( عن --------- أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت سورة الفلق والناس ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ) ( إسناده ضعيف - ابن حجر العسقلاني - تلخيص الحبير - 4 / 1348 ) 0

( عن --------- ابن عباس في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة وأنزلت سورة الفلق والناس وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ) ( إسناده ضعيف - ابن حجر العسقلاني - فتح الباري - 10 / 235 ) 0

عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - : ( أنهم وجدوا وترا فيه عقد ، وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين ) ( في إسناده ضعف - ابن حجر العسقلاني - فتح الباري - 10 / 246 ) 0

فالمسألة هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ، بمعنى أنه لم ينتظر حتى نزول المعوذتين بل أوحي إليه في تلك اللحظة عن طريق جبريل الأمين عليه السلام 0

أما فضل المعوذتين وأثرهما في علاج جميع الأمراض فلا نشكك مطلقاً في ذلك وإليكم الأدلة :

1)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) 0

2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) ( متفق عليه ) 0

3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ) ( صحيح الجامع 4783 ) 0

4)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما ) ( صحيح الجامع 4902 ) 0

5)- عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) الى آخر السورة و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) إلى آخر السورة ) ( صحيح الترمذي 2324 ) 0

6)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ المعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما ) ( صحيح الجامع 1160 ) 0

7)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عقبة ، ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ) ( صحيح الجامع 7949 ) 0

8)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة ) ( السلسلة الصحيحة 1514 ) 0

9)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر ، فقال لي : ( يا عقبة ، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا فعلمني ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( صحيح أبو داوود 1298 ) 0

10)- عن عبد الله بن خبيب – رضي الله عنه - قال : ( خرجنا في ليلة مطر وظلمة ، نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : قل ، فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل قلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قل : ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ، حين تمسي وحين تصبح ، ثلاث مرات ، تكفيك من كل شيء ) ( صحيح الجامع 4406 ) 0

11)- عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعا سبعا ( في مجلسه ) حفظ إلى الجمعة الأخرى 0 قال وكيع : فجربناه فوجدناه كذلك ) ( أخرجه ابن الضريس 118 / أ ، وابن أبي شيبة في مصنفه - 2 / 159 ، وأبو عبيد في فضائله ص 204 عن طريق عون به - وقال الشيـخ محمد طرهوني اسناده صحيح وقال أيضا : وهو في حكم المرفوع لما ذكرناه غير مرة من الشروط في ذلك ، فهو لا يقال من جهة الرأي ، لأنه أمر غيبي وليس مما يمكن تلقيه عن أهل الكتاب ، وليس مما يمكن استنباطه من النصوص – أنظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن – 2 / 371 ) 0

قال ابن القيم : ( وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان في الأجسام أو الأرواح ، والاستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذا غاب ، تتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهار يحول بينها وبين الانتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت 0 والاستعاذة من شر النفاثات في العقد تتضمن الاستعاذة من شر السواحر وسحرهن 0
والاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها 0
والسورة الثانية : تتضمن الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها 0 ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، وفي هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة 0 وقال : ما تعوذ المتعوذون بمثلهما 0
وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزل عليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنما أنشط من عقال ) ( الطب النبوي – 181 - 182 ) 0

وقال – رحمه الله – عن أهمية سورة الفلق : ( هي من أكبر أدوية الحسد ، فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شرّ حاسد النّعمة ، فهو مستعيذ بولي النعم وموليها 0 كأنه يقول : يا من أولاني نعمته وأسداها إليّ ، أنا عائذ بك من شرِّ من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني 0 وهو حَسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه ، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ويجير المستجير ، وهو نعم المولى ونعم النصير 0 فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاّه وحفظه وحرسه وصانه ، ومن خافه واتقاه أمّنه مما يخاف ويحذر ، وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع ) ( تفسير سورة الكافرون والمعوذتين – ص 65 ) 0

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - معلقا على قراءة الإخلاص والمعوذتين : ( يشرع تكرار السور ثلاث مرات ) ( فتح الحق المبين - ص 128 ) 0

قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظة على قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص كل صباح ومساء فمن استجاب لتوجيه الله تعالى وتوجيه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد أخذ بأسباب حماية الله له وحفظه من الشيطان ونسله وهمزاته ووساوسه ) ( مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

حيث أن المعوذتين كانتا قد نزلتنا عليه صلى الله عليه وسلم بدليل مما لا نشك به مطلقاً ، ولكن لماذا يعمد كثير من المعالجين لعلاج السحر بالرقية الشرعية ، والإجابة على هذا السؤال لأن كثير من الأسحار لا يعلم مصدرها وأي هي ، والمعالج صاحب العلم الشرعي لا يلجأ إلا الى الله ثم الرقية الشرعية التي تكون له عوناً من اله في ذلك 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( الإسلام اسلام ) ، مع الترفق بأخيكم في مسألة النقاش والحوار العلمي ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة