[فاديا]

شاعت قبل سنوات قليلة قصة الفتاة التي تبكي ، فتنزل دموعا زجاجية

هجم الاعلام على هذه الفكرة وسُلطت الأضواء على تلك الفتاة التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات
وانطلق الاهل بابنتهم من شيخ الى آخر ومن معالج الى معالج ليخرج هذا الجني الزجاجي من عيون ابنتهم الباكية

وتبرع الكثيرون لعلاج الفتاة مهما كانت تكاليف العلاج لتبكي كباقي البشر
وفحصت عيون الفتاة من كل النواحي ونفت التحاليل وجود اي شيء غريب من نوعه في التكوين الخلقي لمحجر العين ومحتوياته ، ولم يجدوا تفسيرا لهذه الظاهرة السحرية العجيبة

والفتاة مستمرة في اطلاق الزجاج بدل الدموع ، حتى تبين لدى فحص القطع الزجاجية انها زجاجية مصنوعة كطرق صنع الزجاج وليس ثمة خاصية معينة فيها وانه من الممكن ان تكون اجزاءا من زجاج عادي مكسور ، وتم التأكد ان هذه الاجزاء مضافة الى العين ولا تصدر منها .

وبقي ان يحاولوا معرفة ما قصة الفتاة التي حيرت العلم وماذا وراء هذه الدموع الزجاجية وما الكيفية التي دخلت بها الزجاجيات الى عين الفتاة


وبعد عدة اشهر تبين ان الفتاة تعاني من نقص الاهتمام الموجه من الاهل
وانها ضمنت بهذه القطع الزجاجية التي تنحدر من عينيها اهتمام الجميع بها ومتابعتهم لحركاتها اولا بأول
وكانت بآلية معينة تدخل هذه القطع الصغيرة الى مقلة عينيها حتى اذا ما بكت تدحرجت قطع الزجاج مع الدموع المنهمرة

وفي الدرجة الاولى تم ارسال الفتاة الى المشفى لتتابع العلاج خوفا من ان تكون تلك القطع قد سببت لها مخاطر داخلية
ثم تم ارسالها الى دور تهتم بالعناية لنفسية للأطفال لتصويب اهتماماتها بحيث تصبح مثيرة للاهتمام بشكل ايجابي .


عرضت هذه القصة لنتبين اننا احيانا نتابع الأساطير التي تُقصّ علينا حتى وان كان مصدرها ...أطفالا
وانه لا زالت فكرة الجني المختبئ بالقمقم تسيطر على تفكيرنا في اول احتمالية لأي ظاهرة غريبة تحدث لنا او امامنا !