عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-05-2012, 12:38 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة ؟

هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة ؟
--------------------------------


لايخفى على الجميع بأن المهر هو المال الذي تتسلمه الزوجة من الزوج قبل الزواج .. وهذا شي طبيعي يحدث دائماً قبل كل كتب كتاب بين العريس والعروس....

والآن ما هي نظرة الزوج والناس لهذا المهر؟ ..
-هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة وكرامتها بين الناس ؟
-هل المهر القليل سوف يجعل الزوج لا يحترم الزوجة وينظر لها نظرة قليلة المستوى ، وبأنها يوم قبلت بالمهرالقليل فهذا يعنى ان بها عيب ؟
-هل المهر القليل يساهم فى بناء وانجاح الزواج والحصول على التقدير والاحترام من الزوج ، ام يُصور على انه عيب وعار ومستحيل ؟
الآن سؤال إلى المهر الكبير ..
هل المهر الكثير يساهم ويجعل البنت محترمة وكبيرة وغالية بين الناس ؟
هل المهر الكثير يجعل الزوج يحترم ويقدس الزوجة بحكم انه دفع فيها مهر كبير ؟؟
هل المهر الكبير يساهم فى إنجاح الزواج وضمان ان ( الرجال ما يلعب بذيله ) كما نقول ؟ هل المهر الكبير ضروري ؟.. وخصوصا ان بعض الفتيات شفاهن الله يتباهين بكثرة المهر ونسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعظم النساء بركة ايسرهن مؤونة ) وكفى بنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم .


بعد هذة التساؤلات اقول لكم واحب ان ابين معلومة بسطية ولكم الاختيار
المــهر

قال تعالى:**وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً** [النساء:4].

لقد كرم الإسلام المرأة وفرض المهر على من أراد الزواج بها، و لم يضع الإسلام حداً لهذا المهر بل ترك الأمر للطرفين يتفقان عليه حسب المقدرة. ورغب في يسره، وعدم المغالاة في طلبه، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها)) [رواه أحمد والطبراني].

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة " [رواه أحمد والحاكم].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره المغالاة في المهور، ولقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم موقف أحد الصحابة حينما فرض على نفسه مهراً لا يطيقه ثم جاءه يطلب المساعدة ففي رواية للإمام مسلم: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) قال: قد نظرت إليها، فقال صلى الله عليه وسلم: " على كم تزوجتها؟ " قال: على أربع أواق، فقال صلى الله عليه وسلم: " على أربع أواق؟ كأنكم تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه )).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تيسير أمر الزواج بأقل المهور؟ فقد زوج أحد الصحابة بما تيسر معه من القرآن. روى البخاري وغيره أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجينها فقال صلى الله عليه وسلم: " هل عندك شيء تصدقها إياه؟ " قال: لا والله يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً؟ " فذهب الرجل ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ما وجدت شيئاً، فقال صلى الله عليه وسلم: " انظر ولو خاتماً من حديد " فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تصنع بإزارك؟ إن لبتته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء)) فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله مولياً فأمر به فدعي فلما جاء قال له: " ماذا معك من القرآن؟ " قال معي سورة كذا وسورة كذا، قال: " وتقرأهن عن ظهر قلب؟ " قال: نعم قال: " اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن " [رواه الخمسة واللفظ للبخاري].

وعن عامر بن ربيعة أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرضيت عن نفسك ومالك بنعلين؟ " فقالت: نعم فأجازه [رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأعظم قدوة لنا في هذا الأمر، فلم يزد صداق نسائه وبناته على خمسمائة درهم عدا أم حبيبة رضي الله عنها فقد كان صداقها أربعمائة دينار، دفعها النجاشي عن النبي صلى الله عليه وسلم إكراماً له.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون اليسر والبساطة في تزويج بناتهن فكانت زيجاتهن أعظم بركة.

وكان الفاروق عمر رضي الله عنه ينادي بعدم المغالاة في صداق النساء، فقد خطب في الناس يوماً فقال: (يا أيها الناس لا تغالوا في صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم... ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية. وإن كان الرجل ليبتلى بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه، وحتى يقول: كلفت إليك علق القربة) علق القربة: الجبل الذي تعلق

ولقد لجأ كثير من الناس في هذا العصر إلى المغالاة في المهور، معتقدين أن غلاء المهور يزيد من تمسك الزوج بزوجته، حريصين على حب الظهور والتفاخر أمام الناس بالمهور الكبيرة، مما أدى ذلك إلى عرقلة سنة الزواج التي هي من أسمى سنن الحياة، مما أدى إلى انتشار الفساد بين الشباب، وقلة البركة بين المتزوجين، وكثرة المشاكل الزوجية، وتضاعفت حالات الطلاق عما كانت عليه في العصور الإسلامية السابقة. فلو أنهم اتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في فرض المهور لما وصلت العلاقات الزوجية إلى ما وصلت إليه الآن.

فالرحمة الرحمة أيها الآباء في طلب المهور تحصيناً لشبابكم وعفة لبناتكم، وكونوا كمن قال الله تعالى فيهم: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )الآية [الفتح:29].
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة