عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:26 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي نقاش علمي موضوعي حول كتيب ( توعية المرضى 000 ) للدكتور النفسي الصغير !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

وقفت منذ مدة على كتيب نافع بشكل عام للدكتور الفاضل " محمد بن عبدالله الصغيّر " استشاري وأستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الملك سعود في الرياض ، وقد قرأت هذا الكتيب بتمعن فوجدته مفيداً في محتواه ومضمونه بخصوص كافة المعلومات التي تضمنها ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بقضايا الطب النفسي والاضطرابات النفسية ، أما ما تضمنه من طرح يتعلق بالرقية الشرعية فقد حصل فيه إجحاف كبير ، وانتقاص بيّن في حق من تصدر هذا الأمر ، وقد لمست من صفحاته مدى المعاناة والألم الذي يجول في صدر كاتبه ، وما كان ذلك إلا بسبب ما يُرى على الساحة اليوم من شطحات وتجاوزات يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان ، وتحتار فيها العقول والأفئدة ، فبدأ الدكتور مقدمته بتلك الكلمات المعبرة :

( فهذه الصفحات تحوي عدداً من الموضوعات المتعلقة بالتداوي بالرقية وما يرتبط بها من مسائل السحر والمس والعين ، مع نبذة مختصرة عن أهم الاضطرابات النفسية الشائعة في المجتمع ، يدفعني لإخراجها ؛ ما هو ملاحظ اليوم من تكالب الناس على كل من يدعي الرقية والمعالجة بالقرآن والأدعية الشرعية ، وانتشار المعالجين المتكسبين والمتطببين ممن قلّ علمهم وورعهم وزاد طمعهم في الدنيا وجشعهم وابتزازهم للناس باسم الدين 0
يلاحظ الأطباء والمختصون معاناة المرضى ودويهم وما يقعون فيه من حيرة وتردد في فهم حالة المريض وأسبابها وطرق علاجها خاصة إذا تم عرض المريض على بعض الرقاة المتكسبين المتطببين ممن يظن بهم الناس خيراً ويكبرونهم بسبب ما يسمعون عنهم من إنجازات ويخفى على كثير منهم حقيقة كثير من هؤلاء وأخطائهم وتخبطهم ، مما يبين الحاجة الماسة إلى توعية دينية – عقدية وشرعية – وطبية صحية ، ترشد المرضى وذويهم إلى طرق التداوي الصحيحة ، وتحذرهم من الوقوع في مخالفات دينية وأخطار طبية ) ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 3 ، 4 ) 0

ومن أجل الإنصاف والعدل وكي نكون متجردين في الحكم على كافة المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية والطب العضوي والنفسي ، ولمعرفة مدى التوافق فيما بين تلك الأمراض المتنوعة ، ولأجل أن نسير وفق منهج شرعي علمي يحقق المصلحة الشرعية للإسلام والمسلمين ، كان إضافة هذا المبحث بجزئياته وتفصيلاته 0

وقد رأيت أن أقدم بعض الوقفات والتعليقات على هذا الكتيب بحسناته وعثراته ، لأني شعرت حقيقة بأن الكاتب ونتيجة للأساليب والممارسات المعتمدة في الرقية والعلاج والتي اتسع فيها الخرق على الراقع ، مال ميلاً أفقده في بعض الأحيان الوصف والحكم الدقيق ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً التقليل من مكانة الدكتور الصغيّر العلمية والعملية ، إنما واجب الأخوة يحتم التناصح والتآخي ، والتقارب لا التنافر 0

وقبل أن أبدأ بسرد بعض الوقفات في هذا الكتيب ، أبدأ بعرض بعض المرتكزات الأساسية كنصائح لنفسي أولاً ولأخي الدكتور الصغيّر ثانياً ولكافة الأطباء المتخصصين في الطب العضوي والنفسي ثالثاً ، كي تكون منطلقاً في الحكم على كافة المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية ، وهي على النحو التالي :

أولاً : الرقية الشرعية علم له قواعد وأصول ومرتكزات 0

ثانياً : لا بد أن نفرق بين علم الرقى الذي يعتمد على القواعد والأصول والمرتكزات وبين ما يمارس باسم هذا العلم من تجاوزات وشطحات لا تمت لهذا العلم بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ، ومن هنا يقال : " بأن الجهل بالعلم لا يلغي العلم نفسه " 0

ثالثاً : الحاجة الماسة في الآونة الأخيرة إلى التوعية الدينية العقدية ، وكذلك التوعية الصحية وإرشاد المرضى إلى الكيفية الصحيحة لعلاج الأمراض العضوية والنفسية والروحية 0

رابعاً : لا بد من اجتماع الشمل والكلمة فيما بين العلماء وطلبة العلم والدعاة والمثقفين والكتّاب والمعالجين بالرقية والأطباء العضويين والنفسيين لإظهار العلاقة المطّردة فيما بين الرقية الشرعية والطب العضوي والنفسي وتقنين كافة المسائل المتعلقة بالرقية وإظهار هذا العلم بما يجب أن يكون عليه 0

خامساً : في خضم كافة المهاترات والمزايدات والممارسات غير المسؤولة التي ترتكب باسم الدين وادعاء الرقية الشرعية ، فإنني أدعو أهل الحسبة في بلاد المسلمين عامة ، وفي المملكة العربية السعودية بصفة خاصة للتدخل بقوة في هذا الأمر ، وهذا ما عهدناه من الإخوة في هذا البلد الطيب – وفقهم الله لكل خير - ، إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من القوة والشدة والحزم في التعامل مع المتكسبين والجهلة الذين لا يرقبون في مسلم إلاّ ولا ذمة ، وبالتالي تقنين المعالجين بالرقية وفق القواعد والأحكام الإسلامية المتعارف عليها ، لكي نقدم الصورة المشرقة عن هذا العلم وأهدافه النبيلة السامية 0

سادساً : لا بد من ترسيخ الاعتقاد لدى الإخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي أن الرقية الشرعية وما يدور في فلكها هي تعامل مع الآثار المترتبة عن التقاء عالم الإنس مع عالم الجن ، أو التعامل مع الآثار التي تترتب عن الإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين 0

سابعاً : لسنا مطالبين بالدليل الشرعي في إثبات تفصيلات التعامل مع الآثار المشار إليها آنفاً علماً بأن النصوص قد دلت بشكل عام على مثل تلك الآثار ، أما التفصيلات المتعلقة بتلك الآثار فهي تخضع للتجربة والممارسة وتواتر النقل عند الثقات من المعالجين ، شريطة توفر ضوابط معينة لمثل تلك التجارب 0

ثامناً : لا بد من الإشارة إلى مسألة هامة تتعلق بقضايا التشخيص والمتابعة والعلاج في الرقية الشرعية ، فكل ذلك يحتاج إلى الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية لكي يكون المعالج قريباً من معرفة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، ولا بد للإخوة من أهل الاختصاص في الطب العضوي والنفسي من تصحيح معلوماتهم حول هذه الجزئية ، حيث أنهم يعتقدون بأن المعالجين ينظرون إلى الأسباب فقط وأنها وراء معاناة الحالة المرضية ، وهذا مجانب للصواب ، فالعلاج لا يعتمد بأي حال على دراسة المسببات فقط بقدر ما يعتمد على الدراسة العامة الشاملة للحالة المرضية ، وسوف تتضح الصورة كاملة في الوقفة الأولى من هذا البحث 0

تاسعاً : الأولى أن يجمع الإنسان في العلاج والاستشفاء بين الأسباب الشرعية والحسية، من خلال العلاج بالرقية الشرعية ، ومراجعة المستشفيات والمصحات والأطباء الأخصائيين في مجالاتهم المتنوعة 0

عاشراً : لا يجوز التعميم في الحكم على المعالجين بشكل عام ، بناء على ما يُرى على الساحة اليوم من تجاوزات وشطحات في الأساليب والممارسات ، وكل ذلك لا يقلل من قيمة الرقية الشرعية وما قدمته عبر سنين طوال خدمة للإسلام والمسلمين في علاج كثير من الأمراض العضوية والنفسية والروحية ، بل قد كانت سبباً بإذن الله تعالى في شفاء بعض الحالات المرضية المستعصية ، ولا بد أن نعلم جيداً أن هناك بعض الإخوة الأفاضل من أهل الاختصاص في الرقية الشرعية أصحاب علم شرعي ، يسيرون في منهجهم وطريقة علاجهم وفق الأصول والأحكام الشرعية المقررة ، ويحتسبون الأجر من الله سبحانه وتعالى ، ومن هنا كان لا بد من التأني في إصدار بعض المصطلحات كـ ( أكثر ) أو ( وهُم ) ونحو ذلك مما يعطي انطباع لدى الآخرين بتعميم الأمر وشموله لكل من تصدر لموضوع الرقية الشرعية 0

حادي عشر : الأساس في الرقية الشرعية أن يرقيّ كل إنسان نفسه وأهل بيته ومحارمه ، فهذا أسلم وأتقى وأورع ، ولو دعت الحاجة لمراجعة المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق في صنعته المتمرس صاحب الخبرة والممارسة فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى ، أما أن يُعتقد بفلان وفلان فهذا لا يجوز مطلقاً ، وإن وصل مثل هذا الاعتقاد بفلان من الناس وأنه يملك الشفاء والعافية ونحو ذلك فهذا من الشرك والعياذ بالله ، وهنا تكمن أهمية التوعية الدينية والعقدية من قبل المعالجين للمرضى وتوجيههم الوجهة الشرعية والسلوكية الصحيحة وترسيخ الاعتقادات الصحيحة لديهم 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة