عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-08-2008, 11:38 PM   #5
معلومات العضو
بوراشد
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

الألعاب الأولمبية من صميم دين اليونان الوثني



الألعاب الأولمبية التي مرت بتاريخ طويل منذ نشأتها وإلى ازدهارها في عصرنا الحاضر هي في أصل نشأتها من دين اليونان الوثني، وذلك يظهر في عدة أمور منها :
أولاً – هدف إنشائها :
كان اليونان وثنيين؛ ودينهم مبني على تعدد الآلهة، وكان رئيس آلهتهم الملقب برب الأرباب يدعى (زيوس) وقد مزجت العقيدة الإغريقية الوثنية بين طقوس العبادة والرياضة، وقد نشأت الألعاب الأولمبية تكريماً لإلههم الأكبر (زيوس) وأعوانه من الآلهة ( 1)
ويعتقدون أن مثل هذه الألعاب الرياضية تسر أرواح الموتى فلا تؤذيهم (2)
وبهذا نعلم أنها ليست مجرد ألعاب فحسب، بل هدف إنشائها التعبد لأصنامهم التي يعبدونها من دون الله – تعالى –، والمسابقات التي يقومون بها مقصودها إرضاء أوثانهم حتى لا تؤذيهم أرواحها – حسب أساطيرهم - .
ثانياً – مكانها المقدس :
الأولمبياد هي نسبة إلى (أولمبيا) وهو سهل صغير من أعمال (إيلييس) في اليونان القديمة، وكان هذا السهل (أولمبيا) مركز عبادتهم ومستودع تماثيلهم وذخائرهم المقدسة في دينهم .
وفي هذا السهل الصغير قرية أخذت اسمها من اسمه فسميت قرية (أولمبيا)، واشتهرت هذه القرية بما فيها من معابد فصارت مجتمع الدول الإغريقية ومحجهم الأكبر كل أربعة أعوام، ويكفي أن معبدهم الأكبر المحتوي على هيكل كبير آلهتهم (زيوس) على جبل يسمى (جبل الأولمب)، وهو أقدس جبل عندهم وواديه أقدس وادٍ، وقريته أقدس قرية .
والمهرجان الأولمبي بشعائره وألعابه يقام على ساحة مقدس تسمى (altis) تقع عند سفح تلال (كرونوس) الذي يعتقدون أنه والد ربهم (زيوس)، فإذا ما جاء وقت المهرجان ووفد الوفود نصبت الخيام حول البقعة المقدسة، وحول المنطقة الحرام شيدت ملاعب الرياضة حيث تقام المباريات (3 )
ولا زال يحتفظ – إلى اليوم – في متحف مدينة (أولمبيا) اليونانية بنص المعاهدة الجبرية التي عقدت بين شعوب الإغريق عام : 884م وفيها: ( أولمبيا مكان مقدس، من يتجاسر على دخوله وسلاحه في يده فقد انتهك حرمته ) (4)
ثالثاً – زمانها مقدس :
كان زمان هذه الأعياد الأولمبية البدر الأول من الانقلاب الصيفي، أي نحو أول شهر تموز (يوليو) .
وكان الرسل يخرجون من القرية الأولمبية ليعلنوا بداية الأيام الحرم، ولذا لقبوا برسل الهندسة الجبرية، وكان المقصود بهذا الأمن تمكن وفود الحجاج والرياضيين من السفر عبر البر والبحر، دون أن يتعرض لهم أحد من أعدائهم بسوء، وبإعلان دخول وقتها تقطع على الفور المنازعات والمشاحنات وتوقف الحروب؛ ليتفرغ الناس لها (5)
رابعاً - شعارها اليوناني القديم :
شعار الألعاب الأولمبية في العصر الحاضر خمس دوائر متشابكة، ويقولون: إنها ترمز لقارات العالم الخمس (6)
والظاهر أن لهذه الحلقات المتشابكة أصل قديم عند اليونان؛ إذ ليست رمزاً للقارات الخمس كما يقولون، ولكنها دوائر القرص الخمس الذي كان يتدرب به (إيفيتوس) ملك (إيلييس) والذي حفرت بنود الهدنة الإجبارية بين الإغريق عام 844م عليه (7)

خامساً - صبغتها الدينية الوثنية :
هناك العديد من الأمور التي تدل على أن الألعاب الأولمبية ذات صبغة دينية وثنية، ومن ذلك:
1 – أن خطيبهم المشهور (ايسوقراط) – الذي كان يلقب بنبي الوحدة اليونانية وخطيبها – قال في خطبة بمناسبة المهرجان الأولمبي المئوي: « ينبغي علينا أن نثني على هؤلاء الذي أوجدوا لنا أعياد الثناء وخلَّفوا لنا هذا التراث، فبفضلهم أصبحنا نلتقي في مكان واحد بعد أن نعلن هدنة ونتوقف عن الاقتتال، فنتلوا الصلوات، ونقدم للآلهة الأضاحي، ونحس في نفوسنا إحساساً واحداً بأننا من أصل واحد» (8)
2 – أنهم كانوا يشيدون بالأبطال الرياضيين الفائزين في تلك المسابقات، ويمدحهم الشعراء بقصائد يتلوها الناس في صلواتهم، وكان من أشهر أبطالهم : (دياغوراس) فنظم فيه الشاعر (بندار) قصيدة ينشدها المصلون في هيكل (منيرفة) – آلهة الحكمة عندهم – في (ليندي) حيث نقشت على جدراته بحروف ذهبية، وفيها: « في هذا المكان حيث يضحي بالخراف ويحتفل بالألعاب الأولمبية نال (دياغوراس) إكليل الغلبة والظفر مرتين .. » (9)
سادساً - الصلاة والذبح للآلهة :
استقرت مدة الألعاب الأولمبية عند اليونان – بعد تقلب – أسبوعاً كاملاً، وقد جعلوا أول يوم منه للذبائح، ثم باقي الأيام للمسابقات الرياضية .
وقد كان المشاركون في المسابقات الرياضيات وذووهم يؤدون صلوات الشكر ويقدمون القرابين والأضاحي بأسمائهم وباسم الدولة المضيفة .
سابعاً – أداء القسم للآلهة :
كان المشاركون يؤدون قسماً مقدساً أمام محراب الآله (زيوس) حامي العهود، وكان القسم يتلى على ضحية هي في الغالب خنزير بري مجزور إلى أربعة أجزاء، وكان ينضم إليهم في القسم المقدس ذووهم رمزاً لوحدة الأسرة اليونانية وتماسكها (10)
كما كان المشاركون قبل بدء المسابقات يخلعون ثيابهم، ويحتذون المداسات الخاصة، ويدهنون أجسامهم بالزيوت، ثم يظهرون على الملعب عراة تماماً فيتقدمون نحو تمثال الإله (زيوس) لتأدية القسم؛ حيث يأخذون عهداً على أنفسهم أنهم في الألعاب القدسية التي ستكون لن يخدعوا أو يختلوا.
ولذلك سميت هذه الألعاب (الجمنسيتك) من كلمة يونانية تعني (المجردّ أو العريان)(11)
وأقر في الألعاب الحديثة عام 1920م القسم رسمياً؛ ولكن بصيغة مختلفة؛ حيث يتوجه أحد رياضي البلد التي تقام على أرضها الألعاب وبجانبه رياضي آخر يحمل العلم الوطني لبلده، ويتوجهان إلى حاملي العلم الأولمبي، وأمام المقطع (الشرفة) التي تضم أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية ومقيمي الألعاب، يقف الرياضي ماسكاً بيده اليسرى العلم الأولمبي ورافعاً يده اليمنى قائلاً – بصوت مرتفع -: « باسم جميع الرياضيين المشتركين أعد بأن نشترك في الألعاب الأولمبية بشرف، أمناء على قواعد المباريات وقوانينها وبروح رياضة للإعلاء من دور الرياضة وشرف الفرق الرياضية »(12)
ثامناً – حماس اللاعبين إرضاءً للآلهة :
كانت المباريات الأولمبية تتم على أنغام المزامير؛ حيث يتنافس المتسابقون بحماس شديد طمعاً في الشهرة، وتعطشاً للمديح، ورغبة في الإحساس بأن الآلهة راضية عنهم بوقوفهم معها(13)
تاسعاً – الجائزة المقدسة :
في ختام (الأولمبياد) كانت تتلى أسماء الفائزين فيتقدمون لاستلام جوائزهم، وهي عبارة عن أغصان شجرة الزيتون المقدسة التي روت أساطيرهم أن (هيراكليس) قد أتى بها إلى هذا المكان المقدس (ألمبيا) وكانت أغصان شجرة الزيتون تقطع بطريقة دينية معينة، وعن طريق صبي يُختار من أسرة نبيلة يكون والده على قيد الحياة، وعلى مائدة القرابين المشهورة المطعمة بالذهب والعاج .
ثم يختم الأولمبياد بحفل كبير يقدم فيه الفائزون الأضاحي والقرابين فوق مذبح (زيوس) كما فعلوا في افتتاح الدورة الأولمبية (14)
عاشراً – الفائز يصبح قديساً ثم إلهاً :
لا توجد أمنية عند الرياضي الأولمبي اليوناني أسمى من أن يتوج فائزاً في إحدى هذه الأعياد الأولمبية، ويوم يفوز في جميع المباريات فإنه يعتبر نفسه قد وصل إلى غاية أمانيه؛ لأنه يلقب ببطل الدورة، وهو شرف يرفعه إلى مرتبة التقديس والتأليه .
ولما فاز (ثياجنيس) بطل جزيرة (ثاسوس) في كل مباريات الملاكمة قدسه، شعبه، ونسبوا أبوته لإلههم (أبوللو) نفسه عن طريق الاتصال المقدس مع أمه، فأقيمت له التماثيل في كل من (أولمبيا) البلدة المقدسة وفي (دلفي) وفي وطنه جزيرة (ثاسوس) ووجدت كثير من الكتابات والنقوش اليونانية تتحدث عن قصص مقدسة لهذا الصنم الفائز .
وسبب ذلك : اعتقادهم أن آلهتهم بشر مثلهم؛ لكنهم كانوا مكرمين فاقوا البشر بقوة أجسادهم(15)
حادي عشر : الشعلة الأولمبية :
يعود تاريخ الشعلة الأولمبية إلى العصر الإغريقي حينما كانت النار – في دينهم – تمثل شيئاً مقدساً ورمزاً للطهارة والنقاء وكان لهب النار المقدسة مشتعلاً دائماً في المعابد الإغريقية وخاصة معبد (زيوس) راعي الألعاب الأولمبية القديمة، وكان شرف إشعال اللهب الأولمبي يمنح للفائز في سباق جري ينتهي عند مخرج المعبد المقدس لزيوس .
وعندما تشتعل النار إيذاناً ببدء الدورة تتوقف كل الحروب في بلاد الإغريق القديمة، وتبدأ الهدنة الإجبارية .
وقد انقطعت شعائر إشعال الشعلة في بداية الأولمبياد الحديثة إلى عام 1928م حيث أشعلت أول شعلة، ثم دشن حملها بالتناوب في دورة الألعاب الحادية عشرة في برلين عام 1936م، وقديماً كانت تشعل على المذبح المقدس في أولمبياد وقد أصبحت لحظة إشعال الشعلة الأولمبية في العصر الحاضر أكثر اللحظات إثارة في حفل الافتتاح، حيث يأتي عدّاءان بالشعلة من وادي (أولمبيا) مكان إقامة البطولة القديمة – وهي في أثينا عاصمة اليونان حالياً -، ويشترك الآلاف من العدائيين في هذه الرحلة (للشعلة) من المذبح المقدس في الوادي المقدس (أولمبيا) إلى حيث تقام البطولة، ويبدأ العداؤون بحمل الشعلة قبل أربعة أسابيع من بدء البطولة، وتشترك الطائرات والسفن في نقل الشعلة عبر الجبال والبحار، ثم يقوم آخر العدائيين بحمل الشعلة إلى داخل الملعب وإشعال الشعلة الأولمبية، وتبقى الشعلة مشتعلة حتى نهاية المسابقة(16)
ثاني عشر - دخول اليونان للملعب أولاً إحياءاً للذكرى القديمة :
من شعائرها في العصر الحاضر أن رياضي اليونان يدخلون الملعب أولاً إحياءاً لذكرى الألعاب الأولمبية القديمة، ثم يلي ذلك دخول رياضي البلدان الأخرى في ترتيب ألفبائي لأسماء دولهم بلغة البلد المضيف، ويدخل رياضيو البلد المضيف آخراً، ثم يرفع العلم الأولمبي وتصدح الأبواق وتطلق المدفعية إيذاناً ببدئها(16)

الألعاب الأولمبية في العصر الحاضر وحكم المشاركة فيها

مما هو معلوم أن كثيراً من الشعائر الوثنية، والاعتقادات الباطلة التي يعتقدها اليونان القدماء في معبوداتهم من دون الله – تعالى – قد زال أكثرها في أولمبياد العصر الحاضر؛ وذلك كالذبح للأصنام وتألية الفائز فيها وتقديسه وما أشبه ذلك؛ لعدم مناسبة هذه الشعائر الوثنية الخرافية لهذا العصر، لكن من شعائرها وشعاراتها القديمة ما هو باقٍ إلى اليوم وليس أحد ينفي كون هذه الأولمبياد الحديثة التي تقام كل أربع سنوات امتداداً للأولمبياد القديمة وذلك ظاهر فيما يلي:
1 – أن بعثها في العصر الحديث عام 1896م على يد الفرنسي (كوبيرتان) انطلق من مهدها الأول اليونان رغم الصعوبات المالية التي واجهت منظميها وما ذاك إلا حفاظاً على امتدادها، وربطاً لحاضرها بماضيها .
2 – أنها أخذت التسميات الوثنية ذاتها التي عرفت بها قديماً؛ إذ يطلق عليها (أولمبياد) والمشاركون يطلـق عليهم: (اللاعـب الأولمبي، والمنتخب الأولمبي، والبطل الأولمبي) وذلك نسبة إلى القرية اليونانية المقدسة في دينهم التي كانت فيها تماثيلهم ومعبوداتهم من دون الله – تعالى -.
3 – أن زمانها في العصر الحاضر هو زمانها نفسه لما كانت أعياداً دينية لدى اليونان، وكذلك مدتها والدورة الزمنية التي تقام فيها الألعاب (مرة كل أربع سنوات).
4 – أن شعارها في العصر الحاضر هو شعارها عينه عند اليونان، وهو الحلقات الخمس المتشابكة المعبرة عن اتفاقية الهدنة الإجبارية المقدسة لتوقف الحروب في زمانها المقدس عند اليونان.
5 – أن الشعلة الأولمبية المقدسة القديمة التي كانت تشعل على المذبح المقدس قديماً في افتتاحية كل دورة باقية في الدورات الحديثة، وتنطلق في العصر الحاضر من (أولمبيا) البلد المقدس عند اليونان وتقطع البلدان إلى أن تصل إلى البلد المنتظم لها. وتبقى مشتعلة طيلة أيام الدورة.
6 – أن الرياضيين اليونايين هم أول من يدخل ملعب الأولمبياد في الافتتاح في كل دورة، ثم يتبعهم بقية اللاعبين من الدول الأخرى؛ وذلك اعترافاً بفضلهم في أن المهرجان مهرجانهم، والعيد عيدهم .
7 – أن جميع الكُتاب الذين كتبوا عنها – فيما وقفت عليه من مصادر – يقطعون بامتداد هذا الأولمبياد الحديثة واتصالها بمثيلاتها القديمة التي هي من دين اليونان، ويعزون فضلها في كل دورة تقام حديثاً إلى من أحدثوها قديماً .
وبناءً على ما سبق فلا يمكن أن ينازع أحد في أن الأولمبياد الحديثة هي امتداد القديمة بعد رفع بعض الشعائر الوثنية التي لا تناسب طبيعة هذا العصر .
فطلب تنظيمها في بلاد المسلمين أو المشاركة فيها مشاركة في عيد وثني من أعياد الكفار.
والنبي صلى الله عليه وسلم حظر العمل الذي قد يظن منه أن فيه تعظيماً لغير الله – تعالى – حتى ولو كان فاعله مخلصاً فيه لله وحده حذراً من الشرك وسداً لذرائعه؛ حيث روى ثابت بن الضحاك – رضي الله عنه – قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوفٍ بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» (18)
فيلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر أصل البقعة، ولم يلتفت إلى نية هذا الرجل في اختيار هذه البقعة بعينها، ولا سأله عن ذبحه لمن يكون: أهو لله – تعالى – أم للبقعة؛ لأن ذلك ظاهر واضح، وإنما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن تاريخ هذه البقعة : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ وهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ فلما أجيب بالنفي أجاز الذبح فيها لله – تعالى -.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: « وهذا يقتضي أن كون البقعة مكاناً لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر، كما أن كونها موضع أوثانهم كذلك، وإلا لما انتظم الكلام ولا حسن الاستفصال، ومعلوم أن ذلك إنما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها، أو لإحياء شعار عيدهم فيها، ونحو ذلك؛ إذ ليس إلا مكان الفعل أو نفس الفعل أو زمانه».. وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذوراً فكيف نفس عيدهم؟» (19)
قلت: وأعياد الأولمبياد ليست في زمان العيد أو مكانه فحسب، بل هو العيد عينه – كما سبق إيضاحه - :
وأعمال الأولمبياد التي تجري فيه، وإن كانت في العصر الحاضر مجرد مسابقات رياضية، إلا أن تجريدها من أصلها الوثني لا يصح من وجهين :
أ – ما يحتفُّ بها من بقايا العيد الوثني، وهو : اسمها، وزمانها، وشعارها .
ب – أن جل هذه المسابقات التي ينظر إليها على أنها مجرد مسابقات رياضية كانت عند اليونان الوثنيين عبادة تقربهم إلى آلهتهم الكبرى رب الأرباب (زيوس)؛ لأنهم يعتقدون أن ما يقومون به من مسابقات رياضية من جري وملاكمة ومصارعة وغيرها تجعل آلهتهم راضية عنهم، وتسري عن أرواح موتاهم فلا تؤذيهم .
فإذا انضم إليها في العصر الحاضر أصل اسمها وزمانها وشعارها ومكانها بانطلاق الشعلة المقدسة من مكانها المقدس عند عباد الأوثان فإنها – ولا شك – أصبحت عين العيد، وأعمالها أعمال ذلك العيد الوثني بغض النظر عن قصد المشترك فيها .
والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ما سأل الناذر عن مقصد نذره، وإنما سأله عن مكان النذر..
ولو كان الباعثون لهذه الأولمبياد في العصر الحاضر يريدون مجرد الرياضات التي فيها لما ربطوها بأصلها المقدس عند اليونان في الزمان والشعار والمدة والاسم والأعمال، ولأمكنهم إحداث مسابقات رياضية ليس لها علاقة بدين اليونان الوثني كما هو الحال في كثير من المسابقات الرياضية التي أحدثوها في العصر الحاضر، لكنهم في الحقيقة أرادوا القديمة عينها التي هي من صميم دين اليونان وأعيادهم .
ولو فرض أن أحد المعنيين بالتراث العربي حدد مكان (اللات أو العزى أو مناة) واطلع على شعائر مشركي العرب في عبادتها وتعظيمها، ثم نظم مسابقة رياضية ينطلق شعارها من هذه الأصنام التي كانت تعبدها العرب لكان فعله إحياءاً للوثنية والشرك، ولا يجوز الاشتراك في مسابقته الرياضية، ولو تجردت نية المشتركين فيها من قصد الشرك أو تعظيم هذه الأصنام، وكان قصدهم الألعاب الرياضية فحسب، فالأولمبياد كذلك، بل هو أشد وأعظم؛ لكثرة ما أحاط به من الشعائر الوثنية القديمة، ولأن اليونان كانوا يتقربون بمثل هذه المسابقات التي تقام في الأولمبياد الحديثة إلى معبوداتهم من دون الله – تعالى – فهي عبادة عندهم وليست رياضة، ولأن شرك قدماء اليونان أعظم من شرك العرب؛ لأنهم يعظمون الأصنام وأرواح الموتى لاعتقادهم أنها تنفع وتضر بذاتها، وأما شرك العرب – عند أكثرهم – فمبناه على اعتقادهم أن أوثانهم تقربهم إلى الله زلفى كما أخبر القرآن عنهم في قوله – تعالى -: ]مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [ [الزمر: 3].
فلا شك حينئذ أنه لا يجوز الاشتراك في الألعاب الأولمبية فضلاً عن الدعوة إلى إقامتها في بلاد المسلمين، ومن اشترك فيها فهو يشترك في مسابقات رياضية أصلها وثني كان عباد الأوثان يتقربون بها إلى أصنامهم والعياذ بالله – تعالى – من ذلك(20)
هذا وقد كان لليونان أيضاً أعياد عظيمة أخرى كأعياد باكوس وأعياد الجامعة الهيلينية وعيد الجامعة الأيونية وعيد الجامعة الأثينية وعيد الكرونيا وغيرها (21)
المرجع / كتاب أعياد الكفار وموقف المسلم منها
إبراهيم بن محمد الحقيل


http://www.islamlight.net/index.php?...5039&Itemid=34
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة