عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-03-2006, 02:47 AM   #14
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

والحادثة المذكورة آنفا كانت بعد ماكان من أمر جن نصيبين أي أن الجن أو أن طائفة من الجن قد علموا بالدعوة وآمنوا بها وانطلقوا دعاة لها :

قال ابن اسحاق : ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من الطائف راجعا إلى مكة ، حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي ، فمر به النفر من الجن الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى ، وهم - فيما ذكر لي - سبعة نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا .

فقص الله خبرهم عليه صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن )... إلى قوله تعالى : ( ويجركم من عذاب أليم ) .
وقال تبارك وتعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة .


وقيل أن هؤلاء الجن أرسلهم إبليس ليستطلعوا في الأرض السبب الذي منعوا به من استراق السمع من السماء.

فلما رأوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بوادي نخلة ‑استجابوا له وتأثروا بقراءته، ورجعوا دعاة إلى الله .



وبعد ذلك ربما لم تنجح محاولات إبليس وجنوده وكيده فلاننسى خبر الجني الذي تغنى مستبشرا بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة ...
وذلك ما ذكر عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - حين خفي عليها ، وعلى من معها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدروا أين توجه ....

قالت ثم انصرفوا . فمكثنا ثلاث ليال وما ندري أي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول

جزى الله رب الناس خير جزائه *** رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر ثم تروحا *** فأفلح من أمسى رفيق محمد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم *** ومقعدها للمؤمنين بمرصد.



وبعد ذلك بلغت دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الجن سواء كان ذلك عن طريق توافدهم عليه، واستماعهم إليه صلى الله عليه وسلم، أو عن طريق ذهابه إليهم، وقراءته عليهم وسؤالاتهم وجواباته لهم.

عن علقمة قال: سألت ابن مسعود رضي الله عنه هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه، فالتمستاه في الأودية والشعاب! فقيل استطير؟! أو اغتيل؟!

قال ابن مسعود: فبتنا بشرِّ ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حِراء، فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال صلى الله عليه وسلم: "أتاني داعي الجن، فذهبت معهم، فقرأت عليهم القرآن".

قال ابن مسعود: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه عن الزاد، فقال: "كل عظم ذكر اسم الله يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم" رواه مسلم.

وعن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا. فقال: "لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم! كنت كلما أتيت على قوله - تعالى -: {فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ** قالوا: لا شيء من نعمك ربَّنا نكذب، فلله الحمد".

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة