عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-01-2009, 05:19 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي أحلام اليقظة ..نزعة خطيرة!


إن دماغ الإنسان يعمل باستمرار...
وكذلك عقله ، لا يفتأ يبحث عن مسألة ليحلها ، أو قضية يعالجها ،،لأنه دائم الحركة،
فإذا لم نوجه حركته ، يخضع خضوعا أعمى لمخيلة ..لا ضابط لها.


إن المزاج السلبي من أهم الأسباب التي تؤدي الى الخمول العقلي ، بسبب تهربه من كل عمل عقلي يتطلب مجهودا ،
وإذا ما اتفق وجوده في كائن ذي مزاج حساس أيضا ، كانت العواقب وخيمة .

نحن لا نعني المزاج السلبي العارض الذي لا يسلم منه بشر ،
وانما نعني ذا المزاج الخامل الذي يكره العمل ويتهرب منه ،
واذا عمل فهو بدافع حاجة أو مكرها .

هذا الخمول يجر الى البطالة بمختلف أشكالها ، فهو يشل الجسم والعقل والارادة ،
ان الشخص الخامل ينبغي أن يعتمد على بعضا من ( الحساسية ) لديه ، لتعينه في النضال ضد طبيعته السلبية بلا هوادة .

نحن نعيش أياما صعبة ،
قيمة المال آخذة بالتدني ، واسعار المواد ترتفع ،
ووصلنا الى نقطة لا مفر منها لأي انسان من الانتاج ليؤمن كفافه ،
ومن يتهرب منه يتدهور اجتماعيا ويصبح عالة على المجتمع .

الايحاء الذاتي ، هو علاج نافع فعال للخاملين ،
ويكون الايحاء الذاتي هنا مستمدا من " صور العواقب الوخيمة " ، لا من " أفكار متبناة "
ان الخوف من العواقب ينبغي أن يكون مهمازا يدفع الى الانتاج والعمل ،
والذعر من سوء العاقبة ، يدفع الى الجري ،
والخوف يدفع الى العمل ، ليتقي شر العوز الذي يقف بالباب .


وقد يندفع الخامل ذو المزاج السلبي ، بدافع من مخيلته في عالم الأحلام ،
هادرا الوقت دون انجاز

ان الاستسلام لأحلام اليقظة ، والاسترسال فيها
أشد خطرا على العقل البشري من المخدرات ،
فهي تبتعد بالحالم عن واقعه ، وتتدرج به في عالم الخيال ،
فتتعاقب في رأسه الأفكار والصور دون وجود رابط بينها ،
هذا التشويش وهذه الفوضى تجعل الحالم عرضة لتجاوزات كثيرة .

إن أحلام اليقظة ، تغري الحالم بالبقاء في جوها ،
فإذا ابتعد عنها قليلا ، يبدو في المجتمع وكأنه عنصر غريب ،
لا يستطيع التفاهم مع الناس ، ولا هم يطمئنون اليه !

إن الخاملين الحالمين يضمون في صفوفهم ، اعتى المجرمين والسفاحين
والكتّاب الذين يتحدون بآرائهم المتطرفة المجتمع
وذوي الأخلاق الغريبة ومرتكبي المخالفات والجرائم والتصرفات الشائنة ، من مكر وكيد وتجسس وغيبة .

ذلك أن الأحلام تفقد المرء السيطرة على نشاطه العقلي وتجعله عدوا للمنطق والأصول .

احلام اليقظة التي يخلقها الفراغ العقلي والخمول ... نزعة خطيرة عن السلوك السوي،

ان التحرر من نزعة أحلام اليقظة ، يكون بإيجاد عمل يتم التركيز في كل خطوة فيه، وتجنب الشعور بالسأم الذي يدفع بالانسان الى الخروج بأحلامه عن دائرة نشاطه وتحمله على الانكماش من المجتمع .
وكذلك ، اللجوء الى الإيحاء الذاتي وتبني أفكارا سوية والسعي الى تحقيقها ،
أو حتى تصور العواقب الوخيمة ،

فأنت أولا وأخيرا تعيش على أرض وكوكب ، له أصول وقوانين،
ولا مكان لأحلامك على سطحنا
ولا مكان لك في عالم الأحلام الوهمي
فنحن بشر... لا مكان لنا الا كوكب الأرض !
فإما نعيش على سطحه
أو نُدفن في باطنه !!
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة