[( القلم )]

الأخت القصواء

رائعة تجذبني مواضيعك بارك الله فيك

نعم ما جاء به الشارع فهو القول الفصل لا جدال في ذلك ..

ولنعلم ان الإنسان بطبعه يقع في أتون حرب هسترية هوجاء حين يحتدم الأمر بين ضنك شيطان رجيم ووسوسته وتزيينه للأفعال القبيحة حين يزين القبيح ويقبح الجميل وكذا هوى نفس وميلها وبين أحكام سماوية منزهة من كل عيب ..

ولهذا فحين يركن المرء إلى أحكام الشرع ويتسلح بالعلم فهو بذلك قد نجى بإذن الله من رحى تلك الحرب الضروس ولكن حين يكون المرء ذو علم محدود او لا يتسلح بالعلم فان الشيطان قد يزين له زخرف القول .. ويتذرع ذلك المرء بقوله أنا اجهل الكثير ويتخذ من ذلك ذريعة لسوء أفعاله وأقواله ويقبل ان تظل تلك النفس تـُـلاك بين فكي مكر شيطان رجيم وهوى نفس ميالة بطبعها إلى كفة الرغبات ..

فان يكن المرء من عامة الناس وليس ملم بإحكام الشرع في كل شئون الحياة أوكما يقول عامة الناس لا يقرا ولا يكتب فقد ترك لنا رسول الهدى راحلة تنجو بالعالم والجاهل وأيا كان وفي مكان وزمان راحلة قادرة باذن الله ان تنجو بنا من كل مهلكه وتصل بنا إلى بر الأمان ان اعتلينا ناصيتها فهي سهلة الامتطاء يقودها الطفل والذكر والأنثى والصغير والكبير والعالم والجاهل مطواعة

فقد قال عليه صلوات ربي تترااا إلى يوم الدين وهو الذي قد أوتي جوامع الكلم عن الراحلة المنجية الأولى :

الإثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس ..

والرحلة الثانية أوضحها لنا عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله :عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( إن الحلال بيِّنٌ وإن الحرام بيِّنٌ , وبينهما أمورمشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه , ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه , ألاوإن لكل ملك حمىً , ألا وإن حمى الله محارمُه , ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله , وإذا فسَدت فسَد الجسد كله : ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم .

إذا فلكل أمر صاحبة سمو يا القصواء بارك الله جهدك لا يختلف على روعتها اثنان ابدااا .

ولان ما لم يرد به نص شرعي صريح في الكتاب والسنة فان الشارع يخضعه للقياس بما يوافق الشرع .. فان لم يوجد به قياس فان هناك ما يسمى بالعرف بشرط ان يوافق العقل والمنطق وقبل ذلك فيه مرضاة لله عز وجل وعند ذلك يكون العرف مقبولا لا محاله ..

وكلاهما خير فالقياس هو ان يقيس اصحاب العلم أمرا لم يصدر فيه حكم شرعي على ما شابهه أوقريب منه في الحكم الشرعي ..

والعرف هو ما تعارف الناس على حسنه وانه لايقبح جميل ولا يجمل قبيح ولا يبطل حق ولا يحق باطل ..

والله اعلم

شكرا على روعة ما جاء بموضوعك وصاحبة السمو ستظل تسمو فوق كل قياس أو عرف أو هوى نفس أو وسوسة شيطان رجيم ..
ولنعلم جميعا أختي القصواء ان المؤمن يمتلك نفس وثابة دائما نحو الفضائل والقيم والأخلاق الرفيعة ولا يمكن ان تدفع به نحو الحضيض إلا ان تنسلخ تلك النفس عن رضاء ربها ويمتهنها إبليس وأعوانه فان أصحاب تلك النفوس لايتجاوزا بان يكونوا بالمواد الهلاميه وان يكون على هيئة بشر نعوذ بالله السميع العليم من الشيطان وأعوانه ومن هوى النفس ومن المهلكات جمبعها
..
بارك الله فيك وكما بدأت اختم بقولي مواضيعك رائعه راقيه فبارك الله فيك وفي مدادك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته