عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-03-2007, 07:09 PM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




الأخت الفاضلة ( أزهار الشتاء ) حفظها الله ورعاها


لا يليق بنا إلا أن نحتفل بقدومكم وانضمامكم لأسرة المنتدى ، فنقول :


بكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

ونتمنى لكم فيها قضاء أسعد الأوقات وأطيبها

ونحن بانتظار إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .

ونتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ، وجنبكم مايبغضه ويأباه .

مع أمنياتي لكم بالتوفيق


أقدم لكم أخيتي الفاضلة ما ذكرع العلامة ( ابن الجوزي ) لعلاج هذا الداء حيث قال - رحمه الله - :

( وعلاج هذا المرض - يعني الحسد - أن يعلم الإنسان أولا أن الأقدار السابقة لا بد أن تجري ، وأن الاحتيال في صرف المقدور غير ممكن ، وأن القسام حكيم ، ثم هو مالك يعطي ويحرم ، فهو الذي خلق الطرف السابق والكودن ، وكان الحاسد مضاد لإرادة المعطي سبحانه 0
ثم إن المحسود لم ينقص الحاسد من رزقه ، ولم يأخذ شيئا من يده ، فقصد الحاسد زوال ما أعطيه ظلم محض 0

ثم ينبغي للحاسد أن ينظر حال المحسود ، فإن كان أنما نال الدنيا فقط ، فهذا ينبغي أن يرحم لا أن يحسد ، لأن الذي ناله في الغالب عليه لا له ، وهل فضول الدنيا إلا هموم كما قال المتنبي :

ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته........مـا فاته وفضول العيش أشغال


ثم ليعلم الحاسد أن النعم كثيرة الأكدار ، ثم هي قليلة اللبث والمصائب تردفها ، فإن صاحب النعمة نفسه ينتظر زوالها أو زواله عنها 0

ثم ليوقن أن ما يحسد عليه المحسود ليس هو عند المحسود كما هو عند الحاسد ، فإن الناس يظنون في أرباب المناصب أنهم في غاية اللذة ، ولا يدرون أن الإنسان يسمو إلى أمر فإذا ناله برد عنه ، وصار عادة له ) ( الطب ال****** - ص 35 - 36 ) 0

وقد ذكر الشيخ مصطفى العدوي - حفظه الله - في كتابه القيم ( جامع أحكام النساء ) أسباب متعلقة بالحاسد لو علمها لانزجر وكف حسده وأذاه ، وهي على النحو التالي :

* إذا علم المسلم أنه بحسده للشخص معترضا على قضاء الله وقدره :

فإن الله هو الذي يقسم الأرزاق ، هو سبحانه الذي يعطي ويمنع ، هو سبحانه المعز المذل ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ، إذا علم أن الله هو القابض الباسط الخافض الرافع 00 إذا علم ذلك كله تيقن وتأكد أنه بحسده للمسلم معترضا على تقسيم الله وأقدار الله فانزجر وكف حسده عن المحسود فيطيب الله قلبه ولا تتراكم على قلبه تلك الذنوب التي جرها إليه الحسد 0

* إذا علم الحاسد أنه متشبه بالمشركين :

فإن المشركين هم الذين يرغبون في زوال الخير عن المؤمنين ونزول البلايا والنقم والأمراض والأسقام عليهم وتفشي الفاحشة فيهم والجهر بها في أوساطهم ، إذا علم أن المشركين حسدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نبوته وقالوا : ( 000 لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ( سورة الزخرف - الآية 31 ) ، وأن الله أجابهم على ذلك بقوله : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) ( سورة الزخرف - الآية 32 ) إذا علم المسلم ذلك وعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ( صحيح الجامع 6149 ) لانزجر عن تشبهه بالمشركين ، ومن ثم انزجر عن حسده للمؤمنين فطاب قلبه وطهر وصقل 0

* إذا علم الحاسد أنه متشبه بالشياطين :

وملب لإبليس رغبته فإن الشيطان هو الذي يتمنى زوال جميع النعم عن المؤمنين ويتمنى أن يكون مآلهم جميعا إلى الجحيم ، إذا علم الحاسد ذلك وعلم أنه بحسده للمؤمن يلبي لإبليس رغبته ويشبع له شهوته ويعطيه مناله ومراده لانكف عن حسده وبادر بالتوبة والدعاء للمؤمنين بدلا من الدعاء عليهم وتمني الخير لهم بدلا من تمني زواله عنهم ، ومن ثم يبيض قلبه ويزكو عمله 0

* إذا علم الحاسد أنه بحسده للناس يغضب الله سبحانه وتعالى عليه :

ويجلب مقت الله له وأي غضب وأي مقت أكبر من غضب الله ومقت الله عافانا الله والمسلمين من ذلك إذا علم الحاسد هذا : ( 000 وإن الله إذا أبغض عبدا نادى جبريل : إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض ) ( جزء من حديـث – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب البر والإيمان ( 157 ) - برقم 2637 ) ، إذا علم الحاسد هذا كله لتاب وأسرع في الإنابة إلى ربه والإستغفار إليه 0

* إذا علم الحاسد أنه يجلب كراهية الناس له :

لما يعلمون منه من تمنيه لزوال النعمة عنهم فيبغضونه كما يبغضهم ويكرهونه كما يكرههم ويمقتونه كما يمقتهم ، ويتمنون زوال النعمة عنه كما يتمنى زوال النعمة عنهم إذا علم ذلك لترك حسده ومن ثم طهر قلبه 0

* إذا علم الحاسد أنه لن يضر الناس شيئا ولن يضر إلا نفسه :

فالله يبسط الرزق على الناس وهو في هم زائد والله يعافي ويعز من يشاء وهو في قلق دائم ، والله يرزق من يشاء البنين والبنات وهم في نكد دائم وكرب متصل ، يرفع الله العباد ويزيده خيبة وخبالا ، يعز الله العباد ويزيده مذلة وهوانا 0 إذا علم الحاسد ذلك كله لترك حسد العباد ولنام وليس في قلبه دغل لأحد 0

* إذا علم الحاسد أن مثله مع المحسود :

كمثل رجل أخذ حجرا ليقذفه في وجه آخر فقذفه بقوة تجاه وجهه ففوته الرجل فارتد الحجر على عين راميه وقاذفه ففقأ عينه ، فاشتد غضب الرامي فأخذ حجرا آخر فرماه بقوة أشد في عين عدوه ففوته العدو فارتد على عين الرامي الأخرى ففقأها ، فاشتد حنق الرامي واشتد وقوى غيظه واحتد فأخذ صخرة كبرى يرميها بقوته ويقذفها بشدته على رأس عدوه ففوتها العدو فنزلت على رأس راميها وقاذفها فهشمته ، ففقأت عينا الرامي وهشمت رأسه والآخر لم يصب بسوء ولم ينله مكروه ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ ) ( سورة فاطر - جزء من الآية 43 ) ( وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( سورة الزمر - جزء من الآية 26 ) ( وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) ( سورة الرعد - جزء من الآية 34 ) 0 إذا علم الحاسد هذا كله لانزجر وانكف عن حسده ولبادر بالاستغفار الذي بدوره يطهر قلبه ويزيل ما ران عليه ، ومن ثم تظهر فائدة العلم الشرعي في تطهير القلوب ) ( جامع أحكام النساء - 261 - 264 ) 0

حاولي أن تطبقي كل ذلك في الواقع العملي مع تثبيت ذلك في القلب ، وأنا على يقين بأنك سوف تتخلصين من هذا الداء العظيم بإذن الله عز وجل 0

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( أزهار الشتاء ) ، وحياكم الله وبياكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة