[أبو البراء]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي المكرم ( أسد الله ) عن الحديث أعلاه ، فاعلم رعاك الله أن الحديث موضوع وليس له أساس من الصحة ، ولو تأملت في متن الحديث لعلمت حقيقة وضعه ، وبخاصة أنه يتعارض مع نصوص صريحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة البقرة – الآية 223 ) 0
وقد ثبت من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ قَالَ : ( قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةٍ ، فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي ،قَطُوفٍ فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي ، فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ ، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ الْإِبِلِ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا يُعْجِلُكَ ، قُلْتُ : كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ ، قَالَ : أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ، قُلْتُ : ثَيِّبًا ، قَالَ : فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ، قَالَ : فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ قَالَ أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا أَيْ عِشَاءً لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ ) ( حديث صحيح - أخرجه البخاري – كتاب النكاح ، والترمذي – كتاب النكاح ) 0
ومن سياق ما ذكر من نصوص نقلية صريحة يعلم يقيناً أن بعض ما جاء في متن الحديث غير صحيح 0
والحديث ذكره الكناني في كتابه ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة - 2 / 216 ) ، وذكره أيضاً السيوطي في كتابه : ( ذيل اللآلي المصنوعة – ص 133 ) أنظر ( موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة – للشيخ علي بن حسن علي الحلبي – حديث رقم 28967 ، 28968 – 11 / 301 ) 0

وأنصح كافة الإخوة والأخوات عند شراء أي كتاب الحرص في أن يكون الكتاب محققاً ومخرجاً ، ولا يخفى على الجميع خطورة الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة خاصة في مسائل الاعتقاد ، والمسائل الغيبية 0
سائلاً المولى عز وجل أن يوفقك أخي ( أسد الله ) ويحفظك ويبارك لك في عمرك 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني