عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-05-2005, 12:49 PM   #5
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ الحبيب ( جند الله ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أما بخصوص ما ذكرته أخي الحبيب عن الجن المسلم وأنهم كالأنس تماماً حيث قلت :

( واضيف توضيحا عن شكل الجن الجن شكلهم كالإنس تماما خاصة الجن المسلم منهم والشاهد هو : عن ابن مسعود قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود حتى خرج به إلى بطحاء مكة فأجلسه، ثم خط عليه خطًا، ثم قال: (لا تبرحن خطك، فإنه سينتهي إليك رجال، فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك)، قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أراد، فبينا أنا جالس في خطي، إذ أتاني رجال كأنهم الزط، أشعارهم وأجسامهم، لا أرى عورة، ولا أرى قشرًا، وينتهون إلي ولا يجاوزون الخط، ثم يصدرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ... ) والزط هم الغجر، أي أن شكلهم عاد جدا لا فارق فيه بيننا وبينهم . أما بخصوص الشياطين من الجن فأشكالهم تزداد قبحا بزيادة كفرهم بالله تعالى، فهم يغيرون خلق الله تبعا لأمر إبليس اللعين، قال تعالى: (ولأمرنهم فليغيرن خلق الله)، وقد خصص الله تعالى الشياطين من دون الجن بقبح الصورة، وبالتالي ففصل الجن المؤمن عن الجن الكافر في جمال الصورة وقبحها، قال الله تعالى عن شجرة الزقوم (طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) 0

وهذا مجانب للصواب ، والاستدلال في غير محله ، أذكرك أولاً بالأحاديث التي دلت على الواقعة المذكورة ، كما بين ذلك أهل العلم ، ثم أبين المسألة من أساسها :

يقول الدكتور ( عبدالكريم نوفان عبيدات ) – حفظه الله – تحت عنوان ( رأي الجمهور أن الجن يرون إذا تشكلوا في غير صورهم الأصلية ) : ( وقد رأى ابن مسعود – رضي الله عنه – الجن على غير صورهم الأصلية ، حين ذهب عليه الصلاة والسلام لتكليم الجن 0

فقد روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي ؟ فسكتوا ، ثم قال الثانية ، ثم قال الثالثة ، ثم قال عبد الله ابن مسعود : أنا أذهب معك يا رسول الله ، فانطلق حتى جاء الحاجون ( الحجون : الجبل المشرف مما يلي شعب الجزَّارين بمكة 0 وقيل : هو موضع بمكة فيه لعوجاج ، والمشهور الأول – أنظر النهاية في غريب الحديث " 1 / 348 " ) ، عند شعب أبي دب ، فخط علي خطا فقال : لا تجاوزه ، ثم مضى إلى الحجون ، فانحدر عليه أمثال الحجل ، يحدرون الحجارة بأقدامهم يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة دفوفها ، حتى غشوه فلا أراه ، فقمت : فأوحى إلي بيده أن أجلس ، فتلا القرآن ، فلم يزل صوته يرتفع ، ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم ، فلما انفتل ( انفتل : أي رجع ) إلي قال : أردت أن تأتيني ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : ما كان ذلك لك ؟ ، هؤلاء الجن أتوا يستمعون القرآن ، ثم ولوا إلى قومهم منذرين ، فسألوني الزاد ، فزودتهم العظم والبعر ، فلا يستطيبن أحدكم بعظم ولا بعر ) ( أخرجه الهندي في " كنز العمال " بنحوه ونسله لعبد الرزاق ، أنظر كنز العمال ( 6 / 168 ) ، وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير حديثاً قريباً منه ( 1 / 85 ) عن الزبير بن العوام ) 0

وقد جاء من طرق هذا الحديث : ( ثم انطلق – أي ابن مسعود – حتى قام علي أي رسول الله صلى الله عليه وسلم – فافتتح القرآن ، فجعلت أرى أمثال النسور تهوي وتمشي في رفرفها وسمعت لغطا وغمغمة، حتى خفت على النبي صلى الله عليه وسلم، وغشيته أسودة كثيرة ، حالت بيني وبينه ، حتى ما أسمع صوته ، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين ، ففرغ النبي صلى الله عليه وسلم مع الفجر فقال : أنمت ؟ قلت : لا والله ، ولقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس ، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك تقوا : اجلسوا ، فقال : لو خرجت لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم ، ثم قال : هل رأيت شيئا ؟ قلت : نعم رأيت رجالا سودا مستثفري ( الاستثفار : أن يدخل الإنسان لإزاره بين فخذيه ملوياً ثمو يخرجه ) ثياب بيض ، فقال : أولئك جن نصيبيين ، سألوني المتاع ، والمتاع : الزاد 000 الحديث ) ( أخرجه الهندي في " كنز العمال " قريباًُ من هذا الاافظ ونسله لعبد الرزاق ، أنظر كنز العمال ( 6 / 168 ، 169 ) ، وذكر البيهقي في " دلائل النبوة " نحوه ( 2 / 15 ) 0

وفي أحدى الوايات عن ابن مسعود جاء فيها : ( 000 فلما أصبحت قلت : لأعلمنَّ عَلَما حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فذهبت ، فرأيست موضع مبرك ستين بعيراً ) ( ذكر البيهقي في " دلائل النبوة " بنحوه " 2 / 16 " ) ، وذلك حين ذهب الرسول عليه السلام ليكلم نفراً من الجن 0 وفي هذا دلالة على أن الجن الذين كلمهم عليه الصلاة والسلام لهم أجسام ، بحيث يمكن مشاهدتهم ، فقد تركوا أثراً يدل على تشكلهم ، وهيَّ آثار مقاعدهم عندما كانوا مجتمعين حول الرسول عليه الصلاة والسلام 0

وعن الزبير بن العوام – رضي الله عنه – قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في مسجد المدينة ، فلما انصرف قال : أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة ؟ فأسكت القوم ، فلم يتكلم منهم أحد ، قال ذلك ثلاثاً ، فمر بي يمشي ، فأخذ بيدي ، فجعلت أمشي معه ، حتى خنست عنا جبال المدينة كلها وأفضينا إلى أرض براز ، فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستدفري ثيابهم من بين أرجلهم ، فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة ، حتى ما تمسكني رجلاي من الفَرَق ، فلما دنونا منهم خط رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهام رجله في الأرض خطاً فقال لي : أقعد في وسطه ، فلما جلست ذهب عني كل شيء أجده من ريبة ، ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآناً رفيعاً حتى طلع الفجر ، ثم أقبل حين مر بي فقال لي : إلحق ، فجعلت أمشي معه ، فمضينا غير بعيد فقال لي : التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد ؟ فقلت يا رسول الله أرى سوادا كثيرا، فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض ، فنظم عظما بروثه ثم رمى به إليهم وقال : رشد أولئك من وفد قوم ، هم وفد نصيبين سألوني الزاد ، فجعلت لهم كالعظم وروثة ، قال الزبير : فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبدا ) ( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( 1 / 85 ) ، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 1 / 210 ) رواه الطبراني في " الكبير " وإسناده حسن ، ليس فيه غير بقية وقد صرح بالتحديث 0 والفرق : الخوف والفزع 0 أنظر النهاية في غريب الحديث ( 3 / 438 ) ونظم : جمع – لسان العرب ( 12 / 578 ) ، وخنست : أي غابت وابتعدت – النهاية في غريب الحديث " 2 / 83 ، 84 " ) 0

وعندما قدم ابن مسعود الكوفه ، رأى شيوخا شمطا من الزط ( الزُطُّ : جنس من الهنود والسودان لونهم ضارب إلى السواد – أنظر النهاية " 2 / 302 " ) فراعوه ، قال : من هؤلاء ؟ قالوا : هؤلاء نفر من الأعاجم ، قال : ما رأيت للذين قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام من الجن شبها أدنى من هؤلاء ( أخرجه الإمام أحمد بنحو هذا اللفظ ، انظر الفتح الرباني لتلاتيب مسند الإمام أحمد ( 18 / 25 ) ، تفسير الطبري ( 26 / 31 )0 وذكر البيهقي في " دلائل النبوة نحوه " 2 / 16 " ) 0

فهذه الروايات تدعم قول القائلين بإمكانية رؤية الجن ، فقد ظهروا لابن مسعود وغيره مرة في صورة النسور ، ومرة في صورة الحجل ، ومرة في صورة رجال سود ، عليهم ثياب بيض . ورآهم ابن مسعود يجتمعون حول الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرعهم بعصاه ، ثم يتلو عليهم القرآن ، ويطلبون منه الزاد فيزودهم الاعظم لهم ، والروث لدوابهم .

وقد تكررت وفادات الجن على الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر الألوسي أنه كان للجن ست وفادات ( أنظر تفسير روح المعاني ( 15 / 83 ) 0 وقد ذكر البيهقي في دلائل النبوة ( 2 / 12 ، 16 ) مختلف الوايات التي تبين وفادات الجن على الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0 وهذه الوفادات تدل على رؤية الجن من قبل ابن مسعود وغيره عند تكليم الرسول صلى الله عليه وسلم للجن ودعوتهم إلى الله 0

أما حديث ابن عباس – رضي الله عنه – الذي يقول فيه : ( ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وخبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم ؟ قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، فالنطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ، فمرّ النفر الذين أخذوا نحو تهامة ، وهم بنخل عامدين إلى سوق عكاظ ( نخل وعكاظ : موضعان قرب مكة ، عكاظ كانت سوقاً في الجاهلية ، ونخل صوابها نخلة كما ورد في رواية البخاري 0 انظر فتح الباري " 2 / 253 " ) وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فرجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا ( إنا سمعنا قرآناً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) ( سورة الجن – الآية 1 ، 2 ) ، فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) " سورة الجن الآية 1 " ) ( متفق عليه ) 0

هذا الحديث الذي يبين فيه ابن عباس أن رسول الله ما رأى الجن ، يقول فيه ابن العربي : ( وابن مسعود الذي يثبت رؤية الرسول للجن – في الحديث المتقدم – أعرف من ابن عباس لأنه شاهده، وابن عباس سمعه، وليس الخبر كالمعاينة ) ( تفسير القرطبي – 19 / 2 ) ، ويقول السبكي: ( ويقدم قول ابن مسعود لأنه إثبات وقول ابن عباس نفي ، والإثبات مقدم على النفي ، لاسيما وقصة الجن كانت بمكة ، وكان ابن عباس إذ ذاك طفلا ، أو لم يولد بالكلية ، فهو إنما يرويها عن غيره ، وابن مسعود يرويها مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالأولى أن يجعل كلام ابن عباس غير معارض لكلام ابن مسعود ، وأن يكونا مرتين : إحداهما التي ذكرها ابن عباس ، وهي التي أشار إليها القرآن في سورة الأحقاف وفي سورة الجن ، إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قصدهم ولا شعر بهم ولا رآهم ولا قرأ عليهم قصدا ، بل سمعوا قراءته وآمنوا به كما نطق بذلك الكتاب العزيز ، وثبوتها من حيث الجملة قطعى ) ( فتاوى السبكي – 2 / 599 ) ، وهذه المرة كانت بنخلة، والثانية التي تثبت رؤية الرسول للجن وهي بمكة ( أنظر تفسير القرطبي – 19 / 3 ) 0

وأما قوله تعالى: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) ( سورة الأعراف – الآية 27 ) حكاية عن إبليس وقبيله من الشياطين، فقد قال الإمام الشوكاني : ( وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة، وليس في الآية ما يدل على ذلك، وغاية أنه – أي إبليس – يرانا من حيث لا نراه، وليس فيها أنا لا نراه أبدا، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم إنتفائها مطلقا ) ( تفسير فتح القدير – 2 / 197 ) 0

ثم إن المقصود من الآية عدم رؤيتنا لهم على صورتهم الأصلية التي خلقهم الله عليها، وليس معناها انتفاء رؤيتنا لهم في حالة تشكلهم بمختلف الصور، التي ثبت تشكلهم بها، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك. قال الحافظ ابن حجر: ( إن الشيطان قد يتصور ببعض الصور، فتمكن رؤيته، وأن قوله تعالى: ( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها، ...وأنهم يظهرون للإنس بالشرط المذكور ) ( فتح الباري – 4 / 489 ) ، يقصد إذا تشكلوا بغير صورهم ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 31 ، 35 ) 0

ومن هنا فإن ما ذكر أخي الحبيب ( جند الله ) لا يقبل شرعاً وعقلاً ، أما شرعاً فللأسباب التالية :

أولاً : أن الاستدلال المذكور يدل على رؤية الجن بعد التشكل ، وقد رآهم ابن مسعود في حالة التشكل ولم يرهم على خلقتهم التي خلقوا عليها 0

ثانياً : أن الأصل بالنسبة لنا أنه لا يمكن أن يروا الجن على الخلقة التي خلقوا عليها ويمكن مراجعة ذلم مفصلاً على الرابط التالي :

ثالثاً : الجن ليسوا بالنسبة لنا مصدر التشريع والمعلومات فيما يتعلق بعالمهم الغيبي ، وهذا بخلاف بعض المعلومات التي قد تعرف وتفع الحالات المرضية في العلاج والاستشفاء 0

أما عقلاً :

أولاً : حيث أنهم خلقوا من ( مارج من نار ) فمهم مستترون عن أعين البشر بحيث لا يمكن لأبصارنا إدراكهم 0

ثانياً : كون أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر ( عالم الإنس ) فمؤمنهم وكافرهم على خلقة واحدة ، وهكذا بالنسبة لعالم الجن ، فهم على خلقة واحدة ، ويمكن تميِزهم بإلإيمان والكفر 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( جند الله ) ، فأرجو منكَ مراجعة المسألة وزيادة البحث فيها للوصول إلى الحق المنشود ، والشكر موصول للأخت الفاضلة ( وضحى ) ، مع تمنياتي لك أخي الحبيب بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة