عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-04-2012, 02:31 PM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

إنّ غدا لناظره قريب:

خرج النعمان بن المنذر ملك الحيرة ذات يوم للصيد، فانفرد عن أصحابه، و أمطرته السماء، فلجأ إلى بيت رجل من طيّء، و طلب المأوى، فاستضافه الرجل و زوجته و أكرماه دون أن يعرفاه، و في الصباح أخبرهما أنّه الملك النعمان، و أنّه يحبّ أن يكافئهما على كرمهما و حسن صنيعهما.
و مرت الأيام، و أصابت الطائيّ ضائقة، فذهب إلى النعمان يطلب بعض العون - و كان للنعمان يوم يسمى يوم البؤس، لا يقدم عليه أحد فيه إلا قتله - فقدم الطائي في ذلك اليوم، فساء النعمانَ، إذ كان يودّ أن يحسن إليه، و لكنّه اضطر إلى الأمر بقتله.
و لم يجزع الرجل، و لكنّه استمهل النعمان حتى يرجع إلى أهله فيودعهم ثمّ يعود. تقدّم رجل و كفل الطائي فرضي النعمان، ثمّ أعطى النعمان الطائي بعض المال، و حدّد له وقتا كافيا يعود فيه.
مضى الوقت، و لم يبق على الأجل المضروب إلا يوم، فأرسل النعمان للكفيل ليستعدّ للقتل بدل الطائي الذي لم يعدْ، فاستمهله الرجل قائلا:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى
فإنّ غدا لناظره قريب
فلمّا أصبح النعمان ركب خيله، و اصطحب فرسانه و معهم الأسلحة، و ذهب إلى المكان الذي قابله فيه الطائي، و أمر بقتل الرجل، و أوشك السياف أن يقتله، فقال له وزراؤه: " ليس لك أن تقتله حتى يكمل يومه " ، فتركه. و كان النعمان يريد أن يقتل الرجل حتى ينجو الطائي من القتل. فما كادت الشمس تغيب، حتى ظهر شخص من بعيد، فأمر النعمان السياف بقتله، فقيل له: " ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو ". فانتظر حتى وصل الرجل، فإذا هو الطائي.
فلمّا نظر إليه النعمان شقّ عليه حضوره، فقال له: " ما دفعك إلى الرجوع بعد أن نجوت من القتل؟ " قال: " الوفاء ".
تأثر النعمان بفعل الطائي و قوله، فعفا عنه و عن الرجل، و ترك القتل منذ ذلك اليوم.

إنّما أُكِلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض:

عاشت ثلاثة ثيران في أجمة، و كان واحد منها أبيض، و الثاني أسود، و الثالث أحمر. و كان في هذه الأجمة أسد، لا يقدر أن يفترسها لاجتماعها عليه، و اتحادها.
و ذات يوم قال الأسد للثورين الأحمر و الأسود: " إنّ وجود الثور بيننا خطر علينا، لأنّه يدلّ علينا ببياضه، أمّا نحن الثلاثة فألواننا متماثلة، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة " فقالا: " هو أمامك فكله " فأكله.
و مرت الأيام و جاء الأسد إلى الثور الأحمر و قال له: " إنّ لوني مثل لونك، فدعني آكل الثور الأسود، لتصفو لنا الأجمة " فقال له الثور الأحمر: " هو أمامك فكله " فأكله.
و لم يبق في الأجمة إلا الأسد و الثور الأحمر، و رأى الأسد أنّه قد تمكن من هذا الثور بعد فقد صاحبيه، فقال له: " أيّها الثور، سآكلك لا محالة! " فقال الثور: " دعني أنادي ثلاثا." فقال الأسد: " افعل"، فنادى الثور بأعلى صوته: " ألا إني أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور البيض."

إنّ من البيان لسحرا:

وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجال من بني تميم، فيهم عمرو بن الأهتم، و الزبرقان بن بدر، فسأل الرسول عمرو بن الأهتم عن منزلة الزبرقان، فقال عمرو: " إنّه رجل مطاع في قومه، قوي الحجة، سريع البديهة، حام لحماه " فقال الزبرقان غاضبا: " يا رسول الله، إنّه ليعلم مني أكثر من هذا، و لكنه حسدني " فقال عمرو: " أما و الله إنه لقليل المروءة، أحمق الوالد، لئيم الخال "
فعجب الرسول كيف غيّر عمرو رأيه، فقال عمرو: " و الله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، و لقد صدقت في الأخرى "، ثمّ فسّر هذا التناقض الظاهر قائلا: " و لكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، و سخطت فقلت أقبح ما وجدت "
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنّ من البيان لسحرا "

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة