2- وسوسة الجن والشياطين : سيأتي الحديث عنها - بَعْدُ- إن شاء الله تعالى .
3- وسوسة شياطين الإنس :
شياطين الإنس هم عمدة إبليس من بني آدم الذين اختارهم في صفوف جنوده لإغواء بعضهم البعض ..
يقول الله سبحانه مبيناً تعاونَ شياطين الجن والإنس في الإغواء والإضلال ، وإيحاءهم لبعضهم البعض بذلك : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْـــرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) سورة الأنعام،الآية: 112 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : (أخبر-سبحانه- أن جميع الأنبياء لهم أعداء وهم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض القـول المزخرف ،وهو المُزَيَّن المحسَّن يغررون به ، والغـرور هو التلبيس والتمويه ، وهذا شأن كل كلام وكل عمل يخالف ما جاءت به الرسل.. )(1).
وعن قتادة -رحمه الله - قال مفسراً هذه الآية : ( إن من الجن شياطين،ومن الإنس شياطين يوحي بعضهم إلى بعض )(2).
وعند الطبري في التفسير(5/315) عن مجاهد-رحمه الله- قال في تفسير هذه الآية : (كفار الجن شياطين، يوحون إلى شياطين الإنس، كفار الإنس زخرف القول غروراً ) .
وقال مالك بن دينار-رحمه الله-: (إن شيطان الإنس أشد عليَّ من شيطان الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي )(3).
ويقول الإمام ابن جرير -رحمه الله- في التفسير(5/314) :
(وأما قوله: ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) فإنه يعني : أنه يُلقي الملقي منهم القول الذي زيَّنه وحسَّنه بالباطل إلى صاحبه ، ليغتر به من سمعه ، فيضل عن سبيل الله ) .
__________
1- مجموع الفتاوى (9/33و18/56) وانظرها : (28/36) ومنهاج السنة النبوية(5/187ومابعدها ) .
2-رواه عنه عبد الرزاق في تفسيره (2/216) ومن طريقه الطبري في التفسير(5/315).
3-تفسير القرطبي(7/68) قال العجلوني في كشف الخفاء(2/23) :
( قال القاري: هو من كلام مالك بن دينار ،ولعله مقتبس من قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ ) حيث قدم شياطين الإنس ، لأنَّ شيطان الجن تذهب وسوسته بالتعوذ ، ولأنَّ قوة تأثير الصحبة في اتحاد الجنس ) .