الموضوع: بركة بنت ثعلبة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-02-2013, 02:57 AM   #1
معلومات العضو
احمد سمير خالد

افتراضي بركة بنت ثعلبة

أم أيمن
بركة بنت ثعلبة
زارها أبو بكر وعمر لمواساتها فى وفاة
رسول الله فقالت :
أبكى على خبر السماء كان يأتينا غضاً جديداً
كل يوم .. وليلة
فقد انقطع .. ورفع
فعليه أبكى ..
فهيجتهما على البكاء
وعجب الناس من قولها
بركة بنت ثعلبة
أم أيمن
مولاة الرسول
وحاضنته
ـــــ

التعريف بها :
حبشية .. وهى بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن ..
وهى أم أيمن .. غلبت عليها كنيتها
كنيت بإبنها أيمن ابن عبيد الحبشى
وهى أم أسامة بن زيد .....
تزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد الحبشى
فولدت له أسامة
يُقَالُ لها : مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخادم رسول الله ...
شرفها :
من المسلمات الأوائل .. هاجرت الهجرتين ..
إلى الحبشة .. وإلى المدينة
وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قيل : كانت لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأعتقها الرسول حين تزوج خديجة بنت خويلد
وقيل : كانت لأخت خديجة ..
فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقيل : كان رسول اله صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه وخمسة أجمال أوارك
وقطعة غنم .. فأعتق أم أيمن .. حين تزوج خديجة
المشاهد التى حضرتها :
حضرت وقعة "أحد" ..
وكانت تسقى الماء .. وتداوى الجرحى
كما حضرت غزوة خيبر

حبها للرسول :
كانت أم أيمن تحنو على الرسول .. وتقوم على خدمته ... وتلاطفه .
إشفاقها على الرسول من الطعام الخشن جعلها تغربل له دقيقاً ..
لتصنع منه رغيفاً تقدمه للرسول صلى الله عليه وسلم ورآها الرسول فقال لها :
ما هذا يا أم أيمن ؟
قالت : طعام نصنعه بأرضنا .. أحببت أن أصنع لك منه رغيفاً
قال : كلا .. يا أم أيمن أما لا آكل الدقيق المنحول
رديه .. ثم أعجنيه
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التقشف والزهد فى الطعام والملبس والشراب ..
ليس عن قلة .. ولكن عن قناعة ورضى ..
أجوع يوماً فأصبر .. وأشبع يوماً فأشكر
حب الرسول لها :
كان يخاطبها بقوله : " يا أمه "
وكان إذا نظر لها يقول : " هذه بقية أهلى "
يروى عن جهجاه الغفارى رضى الله عنه قال :
- قدمت فى نفر من قومى يريدون الإسلام
فحضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم قال الرسول :-
" يأخذ كل رجل بيد جليسه "

فلم يبق فى المسجد غير رسول الله .. وغيرى ..
فقد كان جهجاه الغفارى رجلاً .. ضخماً .. طويلاً ...لا يرغب أحد فى الأخذ بيده
لإطعامه لجهامته وضخامته وطوله..
فذهب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله ليطعمه ..
فماذا حدث ؟! حلب الرسول له عنزاً .. فأتى على لبنها ...
حلب له أخرى .. فأتى عليها
ظل يأكل حتى حلب له الرسول سبع أعنز ..
فأتى .. رضى الله عنه .. عليها .. على حصيلة سبع أعنز
وصنع له الرسول طعاماً ملء برمة ..
فأتى أيضاً على كل ذلك ..
وكانت أم أيمن .. تنظر إلى هذا الرجل الذى لا يريد أن يشبع فقالت له:
" أجاع الله من أجاع رسول الله الليلة !
قال لها الرسول : " مه يا أم أيمن "
أكل الرجل رزقه .. ورزقنا على الله !
فأصبحوا فغدوا .. واجتمع الجهجاه بأصحابه ..
فأخذ كل منهم يقص لأصحابه ما قدم له
فقال : حلبت لى سبع أعنز ..فأتيت عليها
وصنيع برقة .. فأتيت عليها
وصلوا على رسول الله المغرب .. فقال الرسول :
" ليأخذ كل رجل بيد جليسه "

فلم يبق فى المسجد .. غير رسول الله وغير الجهجاه !
فذهب به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذهب به فى الليلة الماضية ..
فحلب له عنزا .. فروى وشبع ! ولم يطلب شيئاً آخر
قالت أم أيمن :
يا رسول الله : أليس هذا ضيفنا ؟!
قال : بلى .. ولكنه أكل الليلة فى مِعَى مؤمن
وأكل قبل ذلك .. فى مِعَى كافر ..
الكافر يأكل فى سبعة أمعاء .. والمؤمن يأكل فى معى واحد ..
يمزح .. ولا يقول إلا حقاً :
كان الرسول يلاطف أم أيمن

جاءت له فى إحدى الغزوات تقول : احملنى يارسول الله
تريد أم أيمن أن يدبر لها الرسول راحلة تركبها ..
قال : أحملك على ولد الناقة !
قالت : يا رسول الله .. ولد الناقة لا يطيقنى .. لصغره ..
وأنا لا أريده ..
قال : لا أحملك إلا على ولد الناقة
قالت : يارسول الله .. إن ولد الناقة صغير ..
وحتى لو كان يطيق حملى فإنه يجرى فى كل اتجاه .. لا يعقل
وقد يختل توازنى .. فيحدث مالا تحمد عقباه
تبسم الرسول وهو يقول :
" كل جمل .. كبر أو صغر .. هو ولد ناقة يا أم أيمن "
وضحكت أم أيمن .. وقالت : إنك لا تقول إلا حقا
وكانت عسراء اللسان :
فكانت حين تجئ وتريد أن تقول السلام .. تقول : لا سلام
فأحل لها رسول الله أن تقول : سلام بدلاً من السلام
فكانت إذا دخلت على النبى قالت :
سلام لا عليكم !
وفى يوم حنين .. يروى أنها جاءت وقالت :
" لا سبت الله أقدامكم "
فقال النبى صلى الله عليه وسلم
" أسكتى يا أم أيمن فإنك عسراء اللسان " !
يبدو أنها وضعت قبل كلمة "سبت" .. كلمة "لا" .. التى تقولها عفواً
أخوك وتنكحه أبنتك :
حين زفت فاطمة بنت النبى إلى على بن أبى طالب جاء النبى فضرب الباب فقالها :
يا أم أيمن : " أدعى لى أخى عليا "
فقالت : " أخوك هو وتنكحه أبنتك.. ! "
وكان النبى قد آخى بين أصحابه وآخى بين على ونفسه
وتقول أسماء بنت عميس :
إن أم أيمن كانت حبشية وكانت امرأة صالحة تظن أن هذا الاخاء يحرم الزواج
قال الرسول : " إن ذلك يكون يا أم أيمن "
فدعا النبى بإناء فيه ماء .. ثم قال ما شاء الله أن يقول ..
ثم مسح وجه عَلى وصدره
ثم دعا فاطمة .. فنضح عليها من ذلك الماء
وقال لها : يا فاطمة .. إنى لم أقصر معك .. فقد زوجتك أحب أهلى إلىَّ
ثم رأى سوادا من وراء الباب فقال : " من هذا ؟ "
قالت : أسماء ..
قال الرسول : " أسماء بنت عميس "
قالت : نعم يارسول الله
قال : " جئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ "
قالت : نعم .. إن الفتاة ليلة يُبْنَى بها .. لابد لها من امرأة تكون قريباً منها
إن عرضت لها حاجة .. أفضت ذلك إليها
قالت أسماء فدعى لى الرسول بدعاء .. إنه لأوثق عملى عندى .
أم أيمن تشرب من دلو من السماء :
لما هاجرت أم أيمن .. أمست بالمنصرف دون الردحاء
فعطشت وليس معها ماء .. وهى صائمة
فدلى عليها من السماء دلو من ماء .. برشاء أبيض ..
فأخذته فشربت منه حتى رويت ..
فكانت تقول :
ما أصابنى بعد ذلك عطش
ولقد تعرضت للعطش بالصوم فى أيام الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة ..
وقد كنت أصوم فى اليوم الحار .. فلا أعطش
زواجها من زيد بن حارثة :
إن حب الرسول لها .. كأم له .. وحبها لرسول الله ..
وحب المسلمين لها .. وتوقيرهم إياها ..
ليمثل جانباً من الجوانب المشرقة للإسلام الذى نَحَّى الفوارق الطبقية ..
وقرر أفضلية النسب الإسلامى على ماعداه
تنفيذاً لمبدأ .. " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
" ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى "
وطبق الرسول هذا المبدأ على نفسه وعلى أقرب الناس إليه
أولاً .. ليصير أسوة وقدوة لجميع المسلمين
فزوج زيد ابن حارثة لشريفة قريش .. وابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب ..
وهى زينب بنت جحش .. ثم تزوجها الرسول بعد زيد بأمر الله تعالى
ثم زوج زيد بن حارثة لأم أيمن ..
قال الرسول :
" مَنْ أراد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة وسره ذلك فليتزوج أم أيمن
فتزوجها زيد .. فولدت له أسامة بن زيد
حزنها على الرسول صلى الله عليه وسلم :
كان حزن أم أيمن لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً عاطفياً ودينياً فى نفس الوقت ..
ولهذا فإنها بكت وأبكت أبا بكر وعمر ..
قال أبو بكر رضى الله عنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم قلت لعمر رضى الله عنه :
انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها .. فلما انتهينا إليها بكت
فقالا لها : مايبكيك ؟
ماعند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم
قالت : والله ما أبكى لأنى لا أعلم أن ماعند الله خير لرسوله
ولكنى أبكى .. لأن الوحى أنقطع من السماء !!
فهيجتهما على البكاء .. فجعلا يبكيان ..
وقالت أيضاً :
إنما أبكى على خبر السماء .. كان يأتينا غضاً جديداً ..
كل يوم وليلة .. فقد انقطع ورُفِعَ ..
فعليه أبكى ..
فعجب الناس من قولها !
وبكت أم أيمن لمقتل عمر بن الخطاب
وقالت : "اليوم وَهَىَ الاسلام"
ابن حزم وأم أيمن :
خاصم ابن أبى الفرات .. الحسن بن أسامة بن زيد
ونازعه .. فقال ابن أبى الفرات فى كلامه للحسن ابن أسامة :
يا ابن بركة .. يريد ام أيمن
فقال الحسن : اشهدوا ..
ورفع دعواه إلى ابن حزم (أبى بكر بن محمد بن عمرو)
وهو يومئذ قاضى المدينة .. أو والٍ لعمر بن عبد العزيز ..
وقص عليه قصته ..
قال ابن حزم لابن أبى الفرات :
ماذا أردت بقولك : يا ابن بركة
قال ابن الفرات : سميتها باسمها
قال ابن حزم : إنما أردت التصغير بها
وحالها من الإسلام حالها ..
ورسول الله يقول لها :
"يا أمه" و " يا أم أيمن "

لا أقالنى الله إن أقتلك "

وقضى على ابن الفرات ..بالضرب .. سبعين سوطاً
لأنه استشعر أن ابن الفرات أراد التقليل من شأن أم أيمن التى كان يوقرها الرسول ويخاطبها كأم له ..
وهكذا عاشت أم أيمن تحظى بحب الرسول وتوقير الصحابة واحترام جميع المسلمين
فى جميع العصور رغم وفاتها .. فى أول خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه
ــــــــــــــــ
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة