عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2005, 08:47 PM   #13
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اما عن دليل نطق الجن على لسان الإنس فسأشرحه هنا مفصلا والله المستعان لى ذلك:



أولا لابد أن نتفق على قاعدة وهي أن الأصل في الإنس أنهم لا يستطيعون رؤية الجن، باستثناء الأنبياء عليهم السلام، ويدخل في هذا الحكم أيضا عدم إمكان رؤية الملائكة عليهم السلام، هذا الحكم بخصوص الإنس، فهل ترى الجن الملائكة؟ الجواب من قوله تعالى: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) قال المفسرون أن إبليس تصور يوم بدر في صورة سراقة، فلما ظهرت الفئتان بعضهما لبعض نكص على عقبيه وذكر أنه يرى ما لا يراه الإنس، وكان قد رأى الملائكة حينئذ، إذا فهذه قاعدة في أن الإنس لا يرون الملائكة بينما الجن ترى الملائكة. حتى أن إبليس نفسه كان في صفوف الملائكة يتعبد الله تعالى، فأمر معهم بالسجود لآدم عليه السلام، قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن فسق عن أمر ربه)، إذا فالجن ترى الملائكة.

على أساس هذه القاعدة سأبني استنباطي القادم:



ففي قصة السامري قال تعالى: (قال فما خطبك يا سامري، قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي، قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه)

قال المفسرون أن السامري بصر فرس جبريل فأخذ قبضة من أثره، اي أنه رأى الملائكة، فالفرس هنا من خيل الملائكة لا من خيل الجن أو الإنس، فعدم إمكان رؤية الإنس للفرس تكون تبعا لحكم عالم الملائكة، فحكم عدم إمكان رؤية الفرس كحكم عدم رؤية الملائكة .

فبصر السامري بما لم يبصر به قوم موسى، وهناك فارق بين الرؤية والإبصار، فالرؤية هي وظيفة العين، ومنه تصل الصورة عن طريق العين إلى المخ، أما الإبصار فهو خاصية من وظائف المخ في إدراك الصورة الواصلة إليه من رؤية العين أو في حالة منام، أو خيالات حين إغماض عين، لأن الصورة المتخيلة تقع في مركز الإبصار في المخ مباشرة لا من خلال العين. قال تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فذكر تعالى البصر ولم يذكر العين أو الرؤية، وهذا يعني أن الكشف هنا متعلق بالإبصار لا بالرؤية وهي وظيفة العين.

إذا بصر السامري بخاصية الأبصار ما لم يبصر به قوم موسى، فلم يقل رأيت ما لم يروا، أي أن المشاهدة تمت بواسطة خاصية الإبصار لا بما تراه عينه المجردة، وهذا نجده عند المرضى فيبصر المريض الجن سواء أغمض عينيه أم فتحهما، أي أن صورة الجن تقع هنا على جهازه البصري لا من خلال خاصية الرؤية بعينيه، وكذلك الرؤى المنامية يتم تصويرها من خلال خاصية الإبصار في المخ.

ولأن السامري ساحر، أي مقترن به شيطان، فمن خلال حضور قرينه على جسده استطاع رؤية الملك، لأنه حسب القاعدة الإنسي لا يرى الملك، لكن هذا ممكن في حق الجني، وهذا شاهد أن السامري بصر بواسطة الجن لا برؤية العين، وهذا شاهد على الكشف البصري.

إذا فالذي بصر بالملك هو من الجن، وليس السامري الإنسي نفسه، وإلا نكون خالفنا القاعدة السابقة.

إذا فمع من كان موسى عليه السلام يتكلم؟ هل كان يكلم السامري الإنسي؟ أم كان يكلم جنا؟ فإذا كان الذي رأى الملك جنا إذا فالذي نطق على لسان السامري هو قرينه، لأن موسى عليه السلام سأل السامري، والقرين يحمل نفس اسم وشكل مقرونه، وهذا مفاده من كلمة قرين والتي تفيد الاقتران في كل شيء.

ثم قال له موسى من قوله تعالى: (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه)، لاحظ معي هذه الآية الكريمة، فهي تتحدث عن مرحلتين من مراحل من كان يخاطبه موسى عليه السلام، مرحلة إبان حياته، ومرحلة بعد موته، ففي مرحلة الحياة أن يقول لا مساس، وبعد الموت له موعدا لن يخلفه، أي أن له وعيد بميقات معين لوعيد آخر خلاف الوعيد الأول، ولو كان المقصود الوعيد البرزخي، او وعيد يوم القايمة، لما قال (موعدا)، أي ميقات محدد خاص به هو دون غيره من الخلق.

من المعروف لدينا أن محضري الأرواح يحضرون قرائن الأموات، أي أن القرين حياته ممتدة بعد موت مقرونه، إذا فحياة القرين لها مرحلتين مرحلة قبل موت مقرونه، ومرحلة بعد موت مقرونه، إذا فالوعيد الأول سيقع على السامري الإنسي، والوعيد الآخر هو بعد موت السامري الإنسي، اي متعلق بقرينه، إذا فالوعيد هنا شمل القرين ومقرونه، لأن ابصار السامري لم يتم بعينه المجردة ولكن تم من خلال مقرونه من الجن، إذا فالذي كان ينطق على لسان السامري ويخاطب موسى هو قرينه من الجن.




يتبع في وقت لاحق بمشيئة الله تعالى



تكملة باقي الأدلة على الكشف البصري

ونطق الجن على لسان الإنس،




أسأل الله ان يوفقني في ذلك، وان أسدد في الاجتهاد

عسى أن أنال أجري الاجتهاد والإصابة في الاجتهاد



ادعوا الله لي بالتوفيق


التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 07-05-2005 الساعة 08:52 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة