سقط سهوا ... قيلت لي ذات يوم فأحسست بمرارة شديدة
في السنة النهائية من الجامعة وفي اليوم الذي كنا نستعد به لختم أوراقنا استعدادا للتخرج ، كنت بصحبة أخوات وزميلات لي نسير لإنهاء الأوراق ، ولله الحمد كانت نتائجنا ممتازة ...
فإذا بإحدى الأخوات تصرخ قائلة تعالوا شوفوا النتائج للمادة كذا هنا قد أنزلوها الآن ...
وكنا نعرف من اليوم الذي قبله النتائج من خلال مقابلتنا للدكتور في ساعته المكتبية ...
ولكن لعله حب التطلع إلى النتيجة بجانب الاسم ... فكم هو جميل أن يكتب (***** ) تقديره ممتاز أو جيد جدا ... وهكذا
كان هناك ازدحام ... وكل واحده ترى نتيجتها تقف تنتظر زميلاتها لإكمال مسيرة إفادة التخرج ..
نظرت ... ثم نظرت ... ثم نظرت ... فلم أقوى على النطق أو المشي ... ومن ورائي من تقول لي لو سمحتي ممكن شوي ... وأنا لا حياة لمن تنادي
تفاجأت من النتيجة !!!
فإذا بزميلتي تناديني هيا ... وإلا محتاجة صورة جنب النتيجة ... فلم أجبها !!!
كنت حينها أتأكد من رقم القيد من خلال بطاقتي الجامعية ...
الرقم هو هو .... والنتيجة (( رســــوب ))
وتناديني أخرى ... يا الله تأخرنا هذا b+ وتسمرتي بمكانك لو A أيش بتسوين ؟؟؟
حينها ذهبت إليهم ولا أدري كيف مشيت ... فسقطت مني الورقة ، فالتقطتها زميلتي ...
وقالت ما بك تأخرنا هيا .. فقلت لن أذهب معكم نازل لي رسوب !!!
فقالت خايفة من العين ... فقلت لا والله لست مازحة
فما أنهيت كلمتي إلا وأخت أردنية جزاها الله خيرا سحبت البطاقة من يدي لتتأكد بنفسها ، أما الأخت العمانية فقلبتها مناحة ، وتأكدت من النتيجة ، وكلنا مستغربين ...
وبدأت الأخوات في الاتصالات حتى أحضروا الدكتور ظهرا من منزله ... وأنا لساعات انتظر في الشمس ، من الصدمة لا أريد أن أجلس ولا أشرب الماء ولا أي شيء ...
وما أن رآني الدكتور عرفني ، فدخلت الأخوات إليه فقال لماذا لم تدخل معكم ؟ فسكتت الأخوات ... فظن أني أبكي ... فجاء بنفسه فقال أنتي تعرفين نتيجتك ، فمافي داعي للقلق ، ولكنه خطأ من السكرتير ، فسقطت منه بعض النتائج سهوا ، وأنا اعتذر لك ، وقام جزاه الله خيرا وعلق النتائج بنفسه ... فما أن أدار ظهره ورأيت نتيجتي حتى استسلمت للبكاء ...
نعم سقط سهوا آلمتني بموقف لن أنساه ما حييت ...
سقط سهوا جعلتني أشعر بموقف نبيل لزميلاتي وأخواتي في الله ...
سقط سهوا أفرحت إحدى الطالبات بتقدير جيد وبعد التعديل أصبحت مقبول ...
سقط سهوا بينت لي معدن الدكتور وتواضعه واحترامه ...
وأخيرا ... لن يكون هذا الموضوع أيضا سقط سهوا
جزاك الله خيرا أختي فاديا