عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-01-2010, 04:27 PM   #2
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

كيف يكون إلقاؤك مؤثراً؟

أولاً:- أسس لابد منها:-

1-الإخلاص لله تعالى:

يقول الله تعالى:** وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء **[ البينة5] ، ويقول جل من قائل: ** يأيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولا سديدا ** [ الأحزاب 70] ، فأمر سبحانه بتقواه أولاً، ثم القول السديد المستقيم الموافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيـبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) [ رواه البخاري فتح الباري كتاب بدء الوحي المجلد الأول رقم الحديث (1) ].

فما كان الله ليبارك في عمل لم يرد به صاحبه وجه الله. ففي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) [ صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4189 المجلد 3-4].

وروى مسلم أيضا في صحيحه حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، المقاتل ليقال جريء، والمعلِّم ليقال عالم، والمتصدق ليقال جواد [رواه مسلم 6/47].

وكما أثر عن سلفنا الصالح أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه تعالى وموافقا لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.


2-اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه وخطبه وأحاديثه:


هذا هو الشرط الثاني من شروط قبول العمل، ولا ريب أن عملا لا يقبله الله لا يمكن أن يكون مؤثرا في الناس تأثيرا يرضاه الله. كما أن الله قد علم نبيه أفضل الطرائق والأساليب لدعوة الناس إلى دين الإسلام، فهو صلى الله عليه وسلم خير متبوع في هذا الأمر وفي كل أمر. يقول الله تعالى:** قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم **[ آل عمران 31].ويقول تعالى: ** لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ** [ الأحزاب 21].ويقول جل وعلا: ** وإنك لتهدى إلى صراط مستـقيم، صراط الله ** [ الشورى52-53]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي) [ صحـحه الألباني في صحيح الجامع برقم(2934 المجلد3-4) ] ، ويقول: ( أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، و شر الأمور محدثاتها ) [ صحيح الجامع برقم (1365) المجلد 1-2] ، ويقول أيضا: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) [ صحيح الجامع برقم (6274) المجلد5-6] .


3- القدوة:

إن كلامك لن يكون مقبولا إلا إذا صدَّق فعلُك قولَك، يقول الله تعالى: ** يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ** [ الصف 2]، ويقول سبحانه على لسان شعيب عليه السلام ** وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ** [ هود 88]،ويقول أيضا: ** لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ** .

وتقول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم: ( كان خلقه القرآن) [ صحيـح الجامع برقم4687 المجلد3-4].

فلقد كان صلوات ربي وسلامه عليه يدعو الناس للعمل بالقرآن وكان هو أول من يتخلق بأخلاق القرآن، فهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الدعاة المخلصون.

4-وضوح اللغة:

يجب أن يكون الإلقاء باللغة التي تناسب المستمعين فبالنسبة لنا نحن العرب يجب أن يكون إلقاؤنا باللغة العربية الفصحى ، مع ضرورة تجنـب اللهجات الدارجة إلا في أضيق الحدود. يقول الله تعالى: ** إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ** [ يوسف2]، ويقول :** نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ** [ الشعراء195]، ويقول جل من قائل: ** ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ** [ فصلت 44]. إن مراعاة النطق السليم وقواعد اللغة له أكبر الأثر في تقبل الجمهور لما يلقى إليهم. كما أن استخدام المحسنات البديعية دون ما مبالغة يضفي على الإلقاء جمالا وقبولا لدى المستمعين.



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة