عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-07-2005, 11:38 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،

بخصوص سؤالك أختي ( فلسطينية ) حول مسألة الذين يتعاملون مع العدو الصهيوني أو ما يسمون بالعملاء ( الخونة ) ، وهل يجوز قتلهم والتمثيل بهم ، فاعلمي رعاك الله أن هؤلاء خطرهم عظيم على أهل فلسطين المسلمة الحبيبة ، وهؤلاء يتعاملون مع العدو الصهيوني بالمعلومات الإستخباراتية التي قد تؤذي المسلمين إيذاءً عظيماً ، بل قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى قتل المسلم ، والمعلوم شرعاً أن من قتل مسلماً أو ساعد على قتله فجزاءه جهنم خالداً مخلداً فيها ، فما بالُكِ أختي الكريمة والأمر قد يتعدى ذلك إلى إخوة أحبة أعزة في هذه الأرض المباركة المقدسة ، ويكفي أن الحق جل وعلى يقول في محكم كتابه :

( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) ( سورة المائدة – الآية 33 ) 0

وهذه الآية تدل على أن جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أو يسعون فساداً في الأرض هو القتل ، أما باقي الآية فهو منسوخ أو مؤول كما سوف يمر معنا في إجابة الشق الثاني من السؤال 0

ويقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) ( سورة الأنعام – الآية 151 ) 0

وقال تعالى : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق 000 ) ( سورة الإسراء الآية 33 ) 0

وقد ثبت في الحديث الصحيح عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ – رضي الله عنها - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لا يَحِلُّ قَتْلُ مُسْلِمٍ إِلا فِي إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ : زَانٍ مُحْصَنٌ فَيُرْجَمُ ، وَرَجُلٌ يَقْتُلُ مُسْلِمًا مُتَعَمِّدًا ، وَرَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ الإِسْلامِ فَيُحَارِبُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ فَيُقْتَلُ أَوْ يُصَلَّبُ أَوْ يُنْفَى مِنَ الْأَرْضِ ) ( صحيح النسائي 4418 ) 0

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضي الله عنه - : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ) ( صحيح الترمذي 1126 ) 0

ومن هنا يتبين أن الأدلة النقلية الصريحة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تبيح قتل هؤلاء العملاء ، لا سيما وأن خطرهم عظيم على الإسلام والمسلمين ، بل هم أشد خطراً من المنافقين ، ولكن لا بد أن يوكل هذا الأمر واتخاذ القرار فيه إلى أهل العقد والحل الذين لا بد لهم من التثبت والتأكد من وضع العميل وذلك بالبينة والقرينة والدليل ، ولا بد لكافة المجاهدين في سبيل الله من طاعة أهل العقد والحل دون اتخاذ قرار فردي قد يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة ، يقول تعالى يقول في محكم كتابه : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 000 ) ( سورة النساء – الآية 59 ) 0

أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك أختي الكريمة ( فلسطينية ) حول مسألة التمثيل في جثث هؤلاء العملاء ، فالراجح بل الصحيح أنه لا يجوز التمثيل بجثث هؤلاء ولا بغيرهم ، لعموم الأدلة النقلية الصريحة في الكتاب والسنة :

عن عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قال : سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الأنْصَارِيَّ ، وَهُوَ جَدُّهُ أَبُو أُمِّهِ قَالَ : ( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النُّهْبَى وَالْمُثْلَةِ ) ( البخاري ) 0

عن أَنَس - رَضِي اللَّه عَنْه - حَدَّثَْ : أَنَّ نَاسًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَكَلَّمُوا بِالإِسْلامِ فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ ، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ ، وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ ، قَالَ قَتَادَةُ : بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ يَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ ) ( البخاري ) 0

وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ – رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، فَقَالَ اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ ، اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا وَلا تَغْدِرُوا وَلا تُمَثِّلُوا ، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْمُثْلَةَ ) ( صحيح الترمذي 1136 ) 0

يقول المناوي – رحمه الله - : ( والمثلة : مُثِلَ بالمقتول ، أي جدعه ، أو قطع عضوه ، والمثلة المروية في قصة العرنيين منسوخة أو مؤولة ) ( فيض القدير – 6 / 325 ) 0

ولو ترك الأمر لنا لفعل في هؤلاء الأفاعيل ، ولكن المسلم الحق يدور في رحى الكتاب والسنة ، ويتخلق بأخلاق القرآن ، كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ثبت عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : ( كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده–حديث صحيح ) 0

تلك أخلاقنا وهذا ديننا ، ويقال لأمثال هؤلاء : ( وما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ) لو علم هؤلاء ما أعد الله سبحانه وتعالى لهم من العذاب المقيم لتمنوا أن لم يولدوا في هذه الأرض ، فنسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والاستقامة على دينه ، وأن يقبضنا لا ضالين ولا مضلين إنه سميع مجيب الدعاء ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة