الوقفة الأولى.. المتاع الزا ئل..
تلكم هي الدنيا التي اغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله، و أكبر همه.. وصفها ربها بقوله: وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو و لعب [العنكبوت:640]، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور [الحدبد:121].
وبين خلـيله حاله معها بقوله: ** ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ** [رواه الترمذي].
ذلك أنه عرف منزلتها؟ وتبين له دنوها وحقارتها..
قال : ** لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء ** [رواه الترمذي]،
وهي مع ذلك لا يدوم لها حال، إن أضحكت قليلا أبكت كثير و إن سرت يوما أبكت أياما ودهورا..
لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته، أو مرض يوهن قوته ويعكر مبا ته..
ومن يحمد الدنيا لعيش يسره *** فسوف لعمري عن قليل يلومها
ولذلك كانت وصية من عرف قدرها : ** كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ** [رواه البخاري].
وهكذا.. من عرف حقيقة الدنيا زهد فيها.. ومن زهد فيها هانت عليه أكدارها ومصائبها..
.