عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-12-2009, 07:19 PM   #3
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

الإسلام ومكافحة الأوبئة

لقد جاء الإسلام في هذا المجال بتعاليم سبق بها الطب الحديث فمن ذلك:

الأمر بعزل المريض المعدي عن غيره من الأصحاء، إذ يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لا يورد ممرض على مصح

وكلمة الممرض هنا معناها المريض الذي قد يمرض غيره أي ينقل العدوى إليه وهو تعبير آية في البلاغة..

يأمر الإسلام الأصحاء بعدم مخالطة المريض المعدي (الممرض) إلى أن تزول فترة العدوى، ويصبح غير ناقل للمرض، وفي هذا يقول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: (إن من القرف التلف
والقرف هو مقارفة المريض أي ملامسته، والتلف هو الهلاك أو العدوى..

وقد سن الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- مبدأ الحجر الصحي،

أي عزل المريض الذي لا يُرجى شفاؤه كالمجذوم، وفي هذا يقول- صلى الله عليه وسلم-: (اجعل بينك وبين المجذوم قدر رمح أو رمحين)..

في التعامل مع الوباء يضع الإسلام قاعدة خطيرة تُطابق أحدث ما هو في عصرنا، إذ يقول- صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم بالوباء بأرض فلا تقدموا إليه، فإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه).

ينهى الإسلام عن العطس في وجوه الناس، إذ إن ذلك ينتشر بينهم كالانفلونزا والتهاب الحلق، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا عطس غطى وجهه بكفيه أو طرف ثوبه..

هذه نبذة ضئيلة من تعاليم الإسلام التي اتسع المجال لذكرها في باب صحة البيئة ومكافحة الأوبئة، فانظر في أثر هذه التعاليم في وقاية الشعوب عندما كانوا يطبقون هذا الدين عقيدة وسلوكا.

أثر هذه التعاليم

لقد ألف الأوروبيون الذين احتكوا بالعرب في عصور ازدهار الإسلام في الأندلس أو الشرق أثناء الحروب الصليبية مئات من الكتب يقرون فيها ان المدن الإسلامية مثل بغداد ودمشق والقاهرة كانت أنظف مدن الدنيا قاطبة، وهي أول مدن في التاريخ مهدت شوارعها ورُصفت وأُضيئت، وكان لدى العرب مستشفيات متخصصة تُعزف فيها الموسيقى وكان لديهم نظام للعزل الصحي والمراقبة الصحية، ولم تحدث لديهم اوبئة..

ويذكر برناردشو في كتابه حيرة الطبيب Doctorsص Dilemmaانه عندما ابتدأت بريطانيا في استعمار العالم الإسلامي عملت على إجبار سكان جزر السندويتش على ترك الإسلام، فما أن نجحت في ذلك حتى ابتدأت الأوبئة الفتاكة تظهر بينهم وتقضي عليهم بسبب تركهم لتعاليم النظافة في هذا الدين..

وهكذا يكون الإسلام أول دين في تاريخ الإنسانية يخلق الأسلوب العقائدي في الطب الوقائي ويطبقه بنجاح، قبل أن تلجأ إليه الدول الأخرى وتنسبه إليها بأكثر من 14 قرناً..

الأسلوب العقائدي

في مكافحة الأوبئة وتحسين الصحة

رغم التقدم المذهل في مجالات الطب العلاجي بالأدوية الحديثة والأجهزة المبتكرة فما زال المبدأ الرئيسي في الطب هو: (الوقاية خير من العلاج)..

ولهذا لا بد من اتباع الأسلوب العقائدي، أي ربط تعاليم الصحة والنظافة بعقيدة الأمة وجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية السياسية والمدنية وهذا ما فعله الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان ونجح في تحقيقه أعظم نجاح.
المصدر صيد الفوائد
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة