في ديار أبي لهب
علي أن أكون من " الصالحات "
فأدّعي حسن الجوار
واتقن مسألة قلب الحوار
و أثبت مهارتي في التمثيل
فأعلن أن" الغصّة" لم تعرف لقلبي سبيل
وأني في تقواي النادر أرفل بالنعيم
وأن قلبي لم يخفق يوما
الاّ خشية من الله
وأن حرارتي لم ترتفع يوما
الا غضبا لله
أن أكذب فأقول
أني ولدت وفي فمي لسان الفضيلة
وأنّي من الذاكرين
و لكلام ربي من الحافظين
ولرواة السنة من المتابعين
أن أراوغ فأعلن
أني أتردد في أكمال تعليمي العالي
خوفا من الاختلاط
وأني أهرب بديني
بعيدا عن التعليم و الجامعات
وأنني لم أغشّ في امتحان الاجتماعيات
ولم أتوسل الى الاستاذ كي " يمرّقني" في اختبار الرياضيات
وأني حصلت على تقدير "جيد جدا"
دون تدخّل الواسطات
لكي أكون من الصالحات
علي أن أغمض عيني
حين تمر أمامي قصائد نزار
واتبرأ من معرفتي له
وانكر تعلّق أحلام مراهقتي
بجنون مشاعره
مطلوب مني في مدينة الفضيلة
أن أدّعي الحياء
ولا أكلم الرجال
وأهرب الى خيمة حريم أبي لهب
إذا مرّ طيف ذكر
في مدينة الصالحات
علي أن أتقن " متى يتمنّعن وهنّ وراغبات"
ومتى أقوم أو لا أقوم " بتمرير " التجاوزات
في مدرسة الفضيلة
علي أن أتقن صنع" مصيدة الفهود "
فأنسى " متعمدة " فردة حذائي على أحد الجبال
لتعود لي ب " أحد الفرسان "
فأقول له من خلف قناع الوجه ...وترسانة المحظورات..
عفوا ...لا أكلّم الرجال