عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-05-2007, 01:54 PM   #1
معلومات العضو
طلعت

افتراضي **زوجة شهيد تتسأل.... هل لى لقاء..بعد الفراق!!؟؟...**.

زوجة شهيد فلسطيني: هل فقدت حبيبي للأبد

'أنا زوجة شهيد ولي طفل يبلغ من العمر سنة واحدة، أحتسب زوجي عند الله شهيدا، وأنا أحب زوجي كثيرا، وأتمنى من الله عز وجل أن يجمعني معه وابننا في الجنة.

أنا والحمد لله تقبلت الوضع لأن هذا قضاء الله وقدره، وأعلم أن الله عز وجل كرم زوجي بالاستشهاد الذي طالما تمناه هو، وتتمنيته أنا له، فمن شدة حبي له تمنيت له أقصى ما يمكن أن يتمنى المرء لنفسه في هذه الحياة، وهو الاستشهاد في سبيل الله. فرحت لأجله من كل قلبي وحمدت الله كثيرا كثيرا، وأعلم أنه ما كان ليحدث له خير أكثر من هذا.

وأنا أطلب من الله عز وجل أن يعينني على تربية ابننا كما يحب الله ويرضى إلى أن يأتي أجلنا ونلتقي أنا وابني بزوجي الحبيب.

أريد أن أسأل هنا -حتى يطمئن قلبي- هل بالتأكيد سألتقي بزوجي العزيز؟ هل هو يشعر بي الآن؟ هل سيكون بانتظاري، أم...؟.

يراودني تخوف دائما وشعور أن زوجي لن يتعرف علي يوم القيامة، ولن يتذكرني، خصوصا أنني لم أكن زوجته إلا لمدة عام!! كيف سيتذكرني وهو في نعيم الجنة مع الحور العين!! والله لا تعلمون كم هذا الأمر يشعرني بأنني فقدت حبيبي للأبد.. فعلا.. عندما أتذكر هذا أشعر أن الدنيا أظلمت في وجهي.. أتمنى منكم أن تطمئنوني.. زوجي.. هل يذكرني الآن؟؟؟

بحثت كثيرا في الكتب عن ثواب زوجة الشهيد، لكن لا أحد يتحدث عنها.. الجميع يتحدث عن شفاعة الشهيد لوالدته وأهله.. أريد أن أعلم هل يشفع لزوجته..'

رد الاستاذ / رمضان بديني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلا بك أختنا المرابطة من أرض العزة والجهاد، أهلا وسهلا بك أختنا التي تشرف أي أمة بأن فيها مثلك، أهلا بك أختنا يا مصدر عزنا وسر بقائنا..

أهلا بك يا زوجة الشهيد الصابرة وأم اليتيم المحتسبة.. فما أرفعه من وسام وما أشرفها من درجة لا يصل إليها ولاينالها إلا من وفقه الله تعالى وأراد به خيرَي الدنيا والآخرة، لا يصل إليها إلا من أعانه الله على حظوظ نفسه فتعالى على لذائذها، وترفع عن شهواتها، وجعل شعاره في هذه الدنيا {وعجلت إليك رب لترضى**.

أختي لقد توقفت كثيرا أمام استشارتك؛ فقد شعرت أنني أخاطب عقلا كبيرا وقلبا أكبر؛ فأي عقل وأي قلب أكبر من قلب يخرج منه هذا الكلام وتنضح منه هذه العاطفة الصادقة التي تجلت في قولك: 'فمن شدة حبي له تمنيت له أقصى ما يمكن أن يتمنى المرء لنفسه في هذه الحياة، وهو الاستشهاد في سبيل الله. فرحت لأجله من كل قلبي، وحمدت الله كثيرا كثيرا، وأعلم أنه ما كان ليحدث له خير أكثر من هذا'.

وهكذا عهدنا أخواتنا الفلسطينيات اللاتي ملأ الإيمان قلوبهن وعرفن فضل الشهيد وثوابه عند الله تعالى؛ فنجد الأم تشيع ابنها بالزغاريد المصحوبة بدموع ممزوجة بألم الفراق وفرحة الشهادة، ونجد الزوجة تزف زوجها بنفس راضية إلى الحور العين وهي واثقة أنه سيأتي يومٌ تصبح فيه ملكة وأميرة على هؤلاء الحوريات. ونجد الأب يتقبل التهاني في استشهاد فلذة كبده بكل عزة وفخار.

أختي يدور محور استشارتك حول سؤالك هل ستلاقين زوجك في الجنة وتجتمعان معا مع ابنكما؟ وما هو فضل زوجة الشهيد؟

وبداية أسوق لك ما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: 'لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش. فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب؛ فقال الله -عز وجل-: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله هذه الآيات {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون** وما بعدها'.

إذن أختي فزوجك حي عند الله عز وجل بنص القرآن، وهو يتمنى أن تعرفوا ما هم فيه من طيب المأكل والمشرب بنص السنة النبوية المطهرة. وما دام حيا يرزق عند الله فهو يشعر ويدرك ما تقومين به وما تجاهدينه في تربية ولده والقيام على شئونه؛ بل يتمنى أن تعرفي ما هو فيه من نعمة ورغد حتى تستمري على طريق الجهاد، الذي تسيرين فيه؛ فمفهوم الجهاد أوسع من قتال الأعداء؛ فما تقومين به هو جهاد، وتربيتك ولدك على روح الجهاد هو أيضا جهاد؛ فليس جهاد أفضل من صناعة مجاهد.

أختي إن لك ميزتين تفخرين بهما وتنتظرين الثواب عليهما من الله؛ ألا وهما أنك زوجة شهيد، وأنك أم يتيم من هذا الشهيد؛ فأي فخر للمرأة بعدهما. وهاك الحديث عنهما..

أجر زوجة الشهيد:

لا أكرر ما هو معروف عن فضل زوجة الشهيد في الدنيا، وما تناله من رفعة في عين الخلق، خاصة إذا كان مقصدها هو تمني الخير لمحبوبها رغم ما تعانيه هي من ألم الفراق والبعاد، كما في حالتك؛ فهذا أرقى درجات الحب؛ أن تتمنى الخير لمحبوبك حتى لو كان فيه أذى لنفسك؛ فهنيئا لك..

أما عند الله تعالى فتعالي بنا نر حديث القرآن عن زوجات المؤمنين الصالحين، ولا شك أن منزلة الشهيد عند الله أعلى من منزلتهم..



1- يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ** (الرعد: 22، 23).

2- ويقول عز من قائل: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ** (يس: 55، 56).

3- ويقول سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ** (غافر: 7، 8).

4-ويقول جل جلاله: {يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ** (الزخرف: 68-70).

أدعوك أختي أن تقرئي هذه الآيات وأن ترجعي البصر فيها كرتين ينقلب إليك البصر واثقا وهو مطمئن بوعد الله، الذي قطعه تعالى على نفسه أن يجمع كل زوجين صالحين في الجنة معا.

فالآية الأولى وعد من الله تعالى للذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا سرا وعلانية بأن لهم عقبى الدار التي هي جنات عدن التي يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم. يقول البيضاوي في تفسير هذه الآية: 'والمعنى أنه يلحق بهم من صلح من أهلهم، وإن لم يبلغ مبلغ فضلهم تبعا لهم، وتعظيما لشأنهم. وهو دليل على أن الدرجة تعلو بالشفاعة، أو أن الموصوفين بتلك الصفات يُقرن بعضهم ببعض لما بينهم من القرابة في دخول الجنة زيادة في أنسهم'.

والآية الثانية تصف حال أصحاب الجنة وهم فاكهون وعلى الآرائك متكئون في صحبة أزواجهم، وكأني بهذه الآية -ولم تذكر أحدا إلا الأزواج- تصف ما بين الزوجين من خلوة –حتى لو كانا في الجنة- لا يقطعها عليهم أب أو أم أو ذرية.

والآية الثالثة تزف دعاء الملائكة للذين آمنوا بأن يدخلهم الله الجنات ومن صلح آبائهم وأزواجهم وذرياتهم.

ثم تأتي قمة اليقين بوعد الله عز وجل وتجليه بذاته العلية على عباده يوم القيامة مطمئنا لهم مبشرا لهم بأفضل ما سمعه وما تمناه بشر (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)؛ أي تسرون وتنعمون وتكرمون.

أختي أظن أنك قد اطمأننت الآن بعض الشيء، ويزيد اطمئنانك إذا تذكرت ما قلته لك منذ قيل أن هذه الفضائل هي لعموم المؤمنين فما بالك بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله؟.

ويبلغ اطمئنانك مداه بالآثار التالية:

- روت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: 'الشهيد يشفع في سبعين من أهله'..

فكيف أختي تقولين إنك لم تقرئي شيئا عن فضل زوجة الشهيد؟ ألا تعدين نفسك من هؤلاء السبعين الذي يشفع فيهم؟ ألست من أهل الشهيد؟

بلى إنك من أخص أهله؛ بل إذا اطلقلت لفظة الأهل في بعض السياقات فيكون المقصود بها الزوجة. فقد قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ...** فالأهل هنا هي الزوجة.

- قال سعيد بن جبير: 'يدخل المؤمن الجنة، فيقول: أين أبي؟ أين أمي؟ أين ولدي؟ أين زوجتي؟ فيقال: إنهم لم يعملوا مثل عملك، فيقول: إني كنت أعمل لي ولهم؛ فيقال: أدخلوهم'.

فأبشري أختي بأنك إن شاء الله ستلحقين بزوجك في جنات الخلد إذا ظللت على طريقه، وإذا حافظت على عمل الصالحات؛ فالعمل الصالح شرط للحوق بأهل الجنة.

أجر أم اليتيم:

لا جدال أختي الكريمة في عناية الإسلام باليتيم وحثه على الاهتمام به والقيام على أمره، وقد أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه 'خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه' (سنن ابن ماجه).

ولقد رتب عظيم الأجر والثواب لكافل اليتيم، فلا أعظم أجرا ولا أكبر ثوابا من مرافقة النبي –عليه السلام- في الجنة؛ فقد أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى قائلا: 'أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما' (رواه البخاري). وقد علق الحافظ ابن حجر في شرح الحديث قائلا: 'قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به؛ ليكون رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك'.

وربما يتبادر إلى الذهن أن هذا مقصود به من يكفل يتيما غير ابنه.. ولكن هذا الكلام مردود عليه بأن لفظ (كافل اليتيم) في الحديث مطلقة لا يوجد ما يقيدها، ويؤيد ذلك بقوة ما روي في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: '‏أنا وامرأة ‏ ‏ سفعاء ‏ الخدين كهاتين يوم القيامة -وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى- امرأة ذات منصب وجمال آمت من زوجها حبست نفسها على أيتامها حتى بانوا ‏ ‏أو ماتوا' (رواه أحمد في مسنده).

فهذا الحديث واضح الدلالة على منزلة أم اليتيم التي تحبس نفسها على تربية يتيمها.. هكذا أي يتيم على الإطلاق.. فما بالك إذا كان هذا اليتيم هو ابن شهيد جاد بروحه في سبيل ربه؟

لا شك أن الأجر سيكون أفضل عند الله عز وجل.

إذن أختي فانت إن شاء الله ستكونين في مرافقة الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- في الجنة إن أحسنت القيام على أمر يتيمك.. فهل تخشين بعد ذلك من عدم مقابلة زوجك؟!

إذا كنت كذلك فاعلمي أنك بمرافقتك النبي –صلى الله عليه وسلم- ستكونين في نفس الدرجة إن شاء الله التي فيها زوجك الشهيد؛ لأن الأنبياء والشهداء في مرتبة متقاربة في الجنة بصريح القرآن الكريم؛ حيث قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا**.

إذن أختي فالتمسي مرافقة من هو أفضل من زوجك في الجنة وهو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بحسن كفالتك ليتيمك، وحسن القيام بشئونه حتى يكون صورة مشرقة واحرصي على أن تجعلي منه المجاهد ابن المجاهد.

فكم من يتامى برزوا وبزوا أقرانهم، ويكفي اليتيم شرفا أن الرسول الكريم نشأ يتيما، ويكفي اليتيم شرفا تعدد ذكره في القرآن الكريم، الذي جاء فيه {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ**.

وأبشري أختي بحفظ الله تعالى ليتيمك بصلاح والده واستشهاده في سبيله؛ فقد أرسل الله نبيا ورجلا صالحا ليقيما جدارا على كنز لغلامين يتيمين كان أبوهما صالحا، كما جاء في قصة موسى والخضر عليهما السلام {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ**.

وأما تخوفك أختي من انشغال زوجك عنك بالحور العين فلا تقلقي من ذلك فستكونين لزوجك في الجنة إن شاء الله، وقد ورد عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: 'يا رسول الله، المرأة تتزوج مرتين في الدنيا فيموتان ونموت؛ فلمن تكون هي في الآخرة؟ قال: لأحسنهما خلقا يا أم سلمة، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة (رواه الدارقطني).

وفي النهاية أختي..

هذه بعض المعطيات التي لدينا حاولنا من خلالها تركيب معادلة منها تتفق مع المنطق الدنيوي، وأما يوم القيامة وعند الله عز وجل فالموازين تختلف تماما؛ فالفضل عظيم والمغفرة واسعة والأجر عميم. كما لا يمكن أن يكون في الجنة شعور بالغيرة من الحور أو من غيرهن ؛ لأنه لا يتصور مثل هذه الغيرة أصلا في الجنة ، حيث أن ماهيتك ونفسيتك ستكون قد تغيرت من البشرية الصرف إلى السمو والكمال الإنساني الذي لا مجال فيه للخطأ، أو حتى مجرد الإحساس بالغيرة أو الخوف .

فأحسني العمل في الدنيا وأخلصي فيه لله تعالى، واستعيني بالله أن يجمعك بزوجك في مستقر رحمته، وأن يبارك لكما في ولديكما وأن يجعله فرعا مباركا من جذع طيب ثابت، يستمر في حمل راية الجهاد والدفاع عن دينه وأمته بكل عزة وفخار.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة