عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-06-2005, 09:34 AM   #3
معلومات العضو
CodeR
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

سفك الدماء قربان للشيطان:
بمتابعة تاريخ سفك الدماء سنجده كان ولازال أعظم قربة للشيطان في سبيل تنفيذ السحر، واستطلاع الغيب، ودفع ضره، وجلب نفعه، ويأخذ ذلك صورة الفدو والتضحية بالأنعام، وقد تطور الأمر إلى الفديات البشرية، وما كان ذلك ليحدث إلا بوحي من الشيطان وبتحفيز منه استخفافًا بأتباعه من بنى آدم، فكان له ما أراد على مر العصور بدأ من قصة ابني آدم ومرورًا بالحروب والمعارك والمذابح التي أريقت فيها دماء الملايين من البشر.

(وفى العديد من الثقافات يلاحظ أن قتل الحيوان ما هو إلا إهانة وتحقير له، وإن الدماء بمثابة تدنيس، وبصفة خاصة دماء الحيض، وفى مثل هذا النظام، لن يوجد سوى تبرير واحد ألا وهو: اعتبار قتل حيوان ما بمثابة محو لمخلوق شؤم ونحس تجسد فيه عدو ديني أو سياسي، ومن هذا المنظور، ينخرط كل شيء في إطار النظام: فنظام العالم يتأكد ويتدعم بواسطة تدمير الحيوان، بديل العدو ونائبه. فقتل الحيوان ليس خطأ بل هو عمل إيجابي).

(وكانت الذبائح والقرابين تقدم للشيطان حتى تستمد التمائم والتعاويذ قوة منه وفعالية، فتقذف في النار الموقدة أمام تلك التمائم قطع من دهن حيوان أو دمه أو أجزاء من لحمه).

(ولقد تطور هذا المعتقد وبدأ يأخذ صور أخرى كالتطبيب والمعالجة فتوصف الذبائح كعلاج ولازال هذا التطور يحدث في عصرنا، ومن العادات المنتشرة في الريف المصري إذ توصف أجزاء خاصة من أحشاء الحيوان أو الطير مثل الثعلب أو الذئب والهدهد… والغراب لعلاج مرض مزمن أو نقص يصيب الإنسان، فقلب الذئب يؤكل ليقوى قلب الإنسان ويجعله يحتمل الجري مسافات طويلة، ويوصف للأطفال الذين يتأخرون في الكلام أكل لحم الغراب بعد طبخه فينطلق لسانهم. وكان أهالي سيوة يعتقدون حتى بداية القرن العشرين أن أكل لحم الكلب يشفى من الأمراض الخبيثة).

فمعتقد الناس هنا ناشئ من وحي شيطاني لا صلة له بالدين أو العقل، حيث تسود تلك المعتقدات السحرية في قدرة الشيطان على إعطاء الناس بعض القوى والشفاء باستخدام تلك الدماء واللحوم، شريطة أن تكون من المحرمات أو مما ذبح بطريقة غير ما أحل الله وأمر به، وتتفاضل القرابين من مخلوق صغير كالجعران وهو حشرة صغيره وانتهاء بالإنسان نفسه.

(فقد كان يؤتى بحيوان ما من أجل إغراقه في الماء، وبهذه الطريقة يصبح هذا الحيوان مؤلهًا مقدسًا ويصير وسيطًا بين الساحر والآلهة، وبهذا، يكون لدى الساحر وسيلة اتصال مع الإله أو الآلهة حيث يتمكن من أن يطلب منها ما يريده، ومثل هذه الممارسة لا تجد في أعقابها أي (انتقام) من جانب الحيوان… وهذه المخلوقات التي يتم إغراقها، ولا تعتبر مخلوقات خطرة، بل هي بالأحرى تعتبر بمثابة عناصر مساعدة كما توضح ذلك هذه الفقرة المقتطفة من (البرديات الديموطيقية): ( إذا أردت أن تجذب نحوك الآلهة وأن يقوم الترتيل بمهمته السحرية على الفور، فيجب أن تأخذ جعرانا وتغطسه في لبن بقرة سوداء، ثم تضعه فوق النار، فهنا يتألق سحره حقيقة، في اللحظة المطلوبة ويسطع النور).

ولم يقف كفر الشيطان عند حد الجعران، بل إن جشعه استمر حتى طمع في دماء البشر أنفسهم، فتدرج إلى ما هو أكبر أهمية وحجمًا، واتبع السحرة خطواته حتى وصلوا إلى القرابين البشرية، بقصد التواصل بين السحرة والجن، فنجد من شروط التعميد عند السحرة أن يقربوا للشيطان طفلاً صغيرًا لم يبلغ الحلم بعد، كوسيط بين العراف والجن، أو أن يذبح تحت قدمي إبليس لإثبات الولاء له والكفر بالله عز وجل، وما قرأته وسمعته من أفعال السحرة وشذوذهم في التقرب إلى الشيطان لتقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان، فهم لا يتورعون عن أي فعل شيطاني مهما بلغ كفره من قتل وزنا المحارم ولواط وهتك أعراض وانتهاك حرمة كتاب الله، بل ونبش القبور وانتهاك حرمة الموتى.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة