عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-11-2006, 09:10 AM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي && الغذاء وعلاقته بالصحة والذكاء &&

قال تعالى: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” سورة الأعراف/الآية 31.
يعد الغذاء أمراً ضرورياً للانسان كي يحافظ على حياته، وحياة جسده، من أجل القيام بالمهام المطلوبة من كل منهما. وهذا الغذاء هو بمثابة “البنزين” للسيارة، حيث انها لا يمكن أن تتحرك من دون طاقة ناتجة عن احتراق “البنزين”، وكذلك جسم الانسان فإنه يحتاج الى وقود (غذاء) تحرقه أنسجته كي تتولد عنه طاقة لازمة لحياة الجسم تدفئة ونشاطاً وحركة وأداء مهام.
الغذاء هو المادة التي يتناولها الانسان بصورة صلبة أو سائلة، فتنتج بعد تناولها وهضمها وامتصاصها طاقة ونمو وحفظ للجسم، وتنظيم للعمليات الحيوية داخله، وبالتالي ينتج التكاثر الذي هو سبب دوام الجنس البشري. ولأن الغذاء هو أهم ما يحتاجه الانسان لبقاء حياته واستمرار نموه وزيادة قدرته على الانتاج والعمل ودوام الصحة، فلذلك قيل المثل المشهور: “العقل السليم في الجسم السليم”، اذ لا وجود لجسم سليم من دون غذاء صحيح وصحي يكفي لاحتياجات الجسم كله.

وليس الأمر متعلقاً بحياة الجسم وحده، بل إن الأمر يتعلق بما هو أكبر من ذلك، فلا وجود للحضارات الانسانية في ظل غياب الإمداد اللازم من الغذاء والماء للجسم، ولا وجود للنشاط البشري، أياً كان، في ظل انتشار الفقر والجوع والحرمان والبخل أيضاً. كما أن هناك علاقة قوية بين الغذاء والبنية الجسدية الشاملة، لأن أي خلل في الغذاء يقابله خلل في خلايا الجسم وأعضائه. وعلى سبيل المثال، فإنه ذات مرة خطر ببال قبطان ذكي أن يحمل معه في الباخرة كميات كبيرة من الخضراوات والليمون والبصل والفواكه، وغيرها، وكان يوزعها على بحارته مع طعامهم، فوجد أنهم قد نجوا جميعاً من الإصابة بمرض الاسقربوط الذي يفتك عادة بالبحارة أثناء رحلاتهم الطويلة، ولذلك يروى أن البحار البرتغالي فاسكو دي غاما فَقَدَ أكثر من نصف البحارة الذين كانوا معه في رحلته الاستكشافية، وهو أول من وصف عصير الليمون لبحارته لعلاج مرض الإسقربوط بسبب خبرته الشخصية بذلك. وفي تجربة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على تلاميذ المدارس، أعطيت مجموعة كوباً أو كوبين من عصير الليمون والبرتقال في اليوم الدراسي، إضافة الى وجباتهم الغذائية العادية، فلوحظ عليهم مقاومة الإجهاد، وزيادة في اليقظة والنشاط والفهم، خلافاً عن المجموعة الثانية التي لم تشرب هذا النوع من العصير. وإن من يتأمل هدي الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يجده أفضل هدي كي نحفظ به الصحة، لأن حفظها موقوف على حُسن تدبير المطعم والمشرب والملبس والمسكن والهواء والنوم واليقظة والحركة والسكون، والاستفراغ والاحتباس.. فإذا حصلت هذه على الوجه المعتدل الموافق الملائم للبدن والبلد والسن والعادة، كان أقرب الى دوام الصحة أو غلبتها الى انقضاء الأجل.

ولما كانت الصحة والعافية من أكبر نِعم الله على عبده، وأجزل عطاياه، وأوفر منحه، بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق، فحقيق بمن رزق حظاً من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها، وقد روى البخاري في (صحيحه) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “نعمتان مغبون فيهما الناس: الصحة والفراغ”.

ولما كان اعتدال البدن وصحته وبقاؤه إنما هو بواسطة الرطوبة المقاومة للحرارة، فالرطوبة مادته، والحرارة تنضجها، وتدفع فضلاتها، وتصلحها وتلطفها، وإلا أفسدت البدن. وكذلك الرطوبة هي غذاء الحرارة، فلولا الرطوبة لأحرقت البدن، وأيبسته وأفسدته، فقوام كل واحدة منهما بصاحبتها، وقوام البدن بهما معاً، وكل منهما مادة للأخرى، فالحرارة مادة للرطوبة تحفظها، وتمنعها من الفساد والاستحالة، والرطوبة مادة للحرارة تغذوها وتحملها. واذا مالت إحداهما الى الزيادة على الأخرى، حصل لمزاج البدن الانحراف بحسب ذلك، فالحرارة دائماً تحلل الرطوبة، فيحتاج البدن الى ما به يخلف عليه ما حللته الرطوبة - لضرورة بقائه - وهو الطعام والشراب. ومتى زاد على مقدار التحلل ضعفت الحرارة عن تحليل فضلاته، فاستحالت الى مواد رديئة، فعاثت في البدن، وأفسدت، فحصلت الأمراض المتنوعة بحسب تنوع موادها، وقبول الأعضاء واستعدادها، وهذا كله مستفاد من قوله تعالى: “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” سورة الأعراف - الآية 31. فقد أرشد الله - سبحانه وتعالى - عباده الى إدخال ما يقيم البدن من الطعام والشراب عوض ما تحلل منه، وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن في الكمية والكيفية، فمن جاوز ذلك كان إسرافاً، وكلاهما مانع من الصحة، جالب للمرض، أعني عدم الأكل والشرب أو الإسراف فيهما أو بأحدهما.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثاً نبوياً، يصلح أن يكون شعاراً لحفظ صحة الإنسان، ففي “المسند” وغيره، عنه (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال: “ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه”.

وقديماً قال طبيب العرب الحارث بن كلدة “المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء”. وفي هذا الكلام درس طبي لحفظ الصحة، نستنتج منه عدم الإسراف في الطعام والشراب، وكذلك الحذر من إدخال أي طعام أو شراب الى المعدة دون معرفة الفائدة المرجوة منه، وضرورة الحمية من أطعمة وأشربة معينة عند وجود علة ما في الجسم، حتى يستطيع أن يسترد عافيته وصحته، لأن الجسم اذا اشتغل بالغذاء أثناء المرض أصبح مشغولاً عن دفع العلة، فلا يحتاج الأمر إلى إرهاقه بما يمنعه ويوقف مهمته في التخلص من الحالة المرضية التي أصابت عضواً من أعضائه او خلية من خلاياه.

وفي كتيب بعنوان “الغذاء ودوره في تنمية الذكاء” يقول الدكتور نبيل سليم علي: إن الغذاء ضروري لجسم الانسان، لذلك لا بد من الاهتمام بالنظام الغذائي، وخاصة في بداية حمل الأم بطفلها.. فقد ثبت علمياً أن قلب ومخ الطفل وقدراته الذهنية تتأثر بكل ما تتناوله الأم من أغذية أو أدوية أثناء فترة الحمل، بل إن بعض ما يحصل عليه الجنين من مواد غذائية مثل الحديد، والكالسيوم، والبروتينات يتم امتصاصه على حساب صحة الأم نفسها التي تختزن هذه المواد كي تقدمها الى طفلها، واذا قل رصيد الأم منها، فإن صحة الجنين تتأثر بذلك، وأول ما يتأثر هو مخه. لذلك أصبحت الأمهات اللواتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية مشجعات على صناعة وتجارة ألبان الأطفال، هذه التجارة التي أصبحت تفوق تجارة السلاح عالمياً.

وبما أن الغذاء له دور عظيم في تنمية الذكاء، لذا يجب على الانسان أن ينتقي طعامه وشرابه، وينصح خبراء التغذية إضافة كميات أكثر من الفواكه والخضراوات الى الغذاء مع التقليل من الأطعمة الدهنية الدسمة، والحبوب المصفاة، واستبدالها بالحبوب الكاملة الغنية بالألياف.

وإن ما يجب التأكيد عليه هنا، هو أن طعام الإنسان، مهما اختلفت نوعيته، فإن له تأثيراً أساسياً في كل انشطة الجسم، ومنه ما يؤدي الى الكسل والخمول، ومنه ما يؤدي الى زيادة الحيوية والنشاط الذهني، والحقيقة أن الانسان محصلة لكل ما يأكل. وفي واحد من أقوى التحذيرات الصحية من خطر غذاء الوجبات السريعة، وصفت وزارة الصحة البريطانية هذه الوجبات بأنها “قنبلة موقوتة” تهدد شباب بريطانيا. وأوضحت هيئة المعايير الغذائية والصحية أن شباب بريطانيا يواجه تهديدات بأمراض ذهنية خطيرة، ومشكلات صحية بالغة في المستقبل، بسبب كميات الدهون المشبعة في “السندويشات” ووجبات الشوارع التي يتناولونها طوال اليوم متجاهلين الفواكه والخضراوات والأسماك، وأشارت الهيئة في دراسة أجرتها مؤخراً إلى أن 30% من البريطانيين لا يأكلون الفاكهة طوال الأسبوع، وأنه في بعض المناطق بات الحصول على المخدرات أسهل من الحصول على الفواكه والخضراوات، وحذرت الهيئة من أن الوجبات السريعة أصابت البريطانيين بالسمنة وسوء التغذية والبلادة الذهنية، ولا سيما الأطفال الذين يأكل 90% منهم “السندويشات” والبطاطس المعبأة، بينما يشرب 80% منهم المياه الغازية.

لذا، يجب اختيار الأطعمة بشكل صحي، وخاصة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والأحماض الأمينية والحبوب والفواكه الجافة أو الطازجة، والخضراوات الطازجة، مع الإكثار من تناول الأسماك والبيض والصويا.. ولتنشيط المخ والذاكرة يمكن تناول أطعمة تحتوي على الفوسفور مثل اللبن والجبن والبندق واللوز والكاكاو، لأنها غنية بالمغنيسيوم والفوسفور. وقديماً قال “أبقراط”: إن ما يوفر الصحة والذكاء: النوم المبكر، وقلة الكلام، وكثرة أكل العسل.

ولا بد من أن تدرك أن ديننا الاسلامي الحنيف أوصانا بأن يكون طعامنا من الرزق الحلال الطيب، وأن نبتعد عن المحرمات والرزق الحرام لما لذلك من تأثير وتدمير للصحة العامة.

وهناك مجموعة من الخبراء اليابانيين، توصلت الى أن الأسماك هي أفضل أطعمة القرن الحادي والعشرين، حيث يحتوي السمك على مادة “DHAa” التي تجعل الإنسان أكثر ذكاء، كما تعمل على تنشيط نقاط الاتصال العصبي التي تعمل على تنقل نبضات الذاكرة داخل المخ، وتحمي البصر، وتمنع الجلطات الدموية، وهذا الأمر يعيدنا الى أحضان الطبيعة البحرية التي لم تفسدها حضارة الانسان بعد، مثلما أفسدت حضارة التراب بالمواد الهرمونية والاستنساخية في لحوم الأغنام والأبقار والدجاج، بل والبشر أيضاً، فانتشرت الأمراض التي لم تكن في أسلافنا، فسبحان حكمة الله في حفظ نعمة الماء وما بداخله من الافساد والفساد. إن ما نشاهده اليوم من الحالات المرضية، مثل العصبية، والإمساك والأرق، والضجر، والصداع، والشقيقة، وسوء الهضم، والسمنة المفرطة، وورم اللثة وتقيحها، وحب الشباب والرشح، وهشاشة العظام، وأمراض القولون، والقرحة، والسرطان.. سببه الاهمال في التغذية، والجهل بعلمها، والتهاون في إمداد الجسم بطعام وشراب لا يفيده مطلقاً بل يكون له سُماً ناقعاً يتجرعه الانسان بإرادته ورغبته، وربما يتفاخر بأنه حضاري جداً عندما يتسقبل يومه بفنجان أو أكثر من القهوة، ويالسوء حظه اذا كان مدخناً أيضاً، لأن الآثار السلبية ستكون أشد خطراً وفتكاً، فعليه أن يتجرع نتائج الكأس التي شربها وهو مشتاق إليها، ولذلك: قل لي ماذا تأكل أقل لك ما مرضك؟ أو قل لي ماذا تأكل أقل لك كيف صحتك، ورحلة حياتك الخالية من الأمراض، مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما من شأنه حفظ الصحة من السلوك القويم، ومراعاة الآداب العامة في الطعام والشراب والاستحمام والباءة. إن الغذاء الجيد يعطي صحة جيدة، ومظهراً جميلاً وإطالة في العمر والشباب، وهناءة في العيش ووقاية من الأمراض، وهو سر الحياة، واستمراريتها الى أجل مسمى، وبقدر ما يكون الاهتمام بهذا الوقود اهتماماً جدياً يستمر عمل هذه الآلة البشرية (الإنسان) على أكمل وجه.

وهذه بعض أقوال الحكماء من أجل الحفاظ على صحة الجسم وسلامة أعضائه، وخلوها من الأمراض التي تفتك به.

قال بعض الحكماء: من أراد الصحة فليجود الغذاء، وليأكل على نقاء، وليشرب على ظمأ، وليقلل من شرب الماء، ويتمدد بعد الغداء، ويتمشى بعد العشاء، ولا ينم حتى يعرض نفسه على الخلاء، وليحذر من دخول الحمام عقيب الامتلاء.. ويروى أن هذا الكلام بعضه من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب، وكلام غيره.

وقال أحد الملوك لطبيبه: لعلك لا تبقى لي، فصف لي صفة آخذها عنك، فقال: “لا تأكل من اللحم إلا فتياً، ولا تشرب الدواء إلا من علة، ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها، وأجد مضغ الطعام. واذا أكلت نهاراً فلا بأس أن تنام، واذا أكلت ليلاً فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة، ولا تأكلن حتى تجوع، ولا تتكارهن على الجماع، ولا تحبس البول، وخذ من الحمّام قبل أن يأخذ منك، ولا تأكلن طعاماً، وفي معدتك طعام، وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه، وعليك في كل اسبوع بقيئة تنقي جسمك، ونعم الكنز الدم في جسدك، فلا تخرجه إلا عند الحاجة إليه”.

وقال أفلاطون: خمس يذبن البدن وربما قتلن: قصر ذات اليد، وفراق الأحبة، وتجرع المغايظ، ورد النصح، وضحك ذوي الجهل بالعقلاء.

ومن جوامع كلمات أبقراط قوله: كل كثير فهو معاد للطبيعة. وقيل لجالينوس: ما لك لا تمرض؟ فقال: لأني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أدخل طعاماً على طعام، ولم أحبس في المعدة طعاماً تأذيت منه. وقال جالينوس لأصحابه: اجتنبوا ثلاثاً، وعليكم بأربع، ولا حاجة بكم الى طبيب: اجتنبوا الغبار، والدخان والنتن.وعليكم بالدسم، والطيّب، والحلوى، والحمّام، ولا تأكلوا فوق شبعكم، ولا تأكلوا الجوز عند المساء، ولا ينم من به زكمة على قفاه، ولا يأكل من به غم حامضاً، ولا يسرع المشي من افتصد، فإنه محاضرة الموت، ولا يتقيأ من تؤلمه عينه، ولا تأكلوا في الصيف لحماً كثيراً، ولا ينم صاحب الحمى الباردة في الشمس، ولا تقربوا الباذنجان المبزر، ومن شرب كل يوم في الشتاء قدحاً من ماء حار أمن من الأعلال، ومن أكل بزر البطيخ مع السكر نظف الحصا من معدته، وزالت عنه حرقة البول.

وهناك أربعة أشياء تمرض الجسم: الكلام الكثير، والنوم الكثير، والأكل الكثير، والجماع الكثير. فالكلام الكثير يقلل مخ الدماغ، ويضعفه، ويعجل الشيب. والنوم الكثير يصفّر الوجه، ويعمي القلب، ويهيج العين، ويكسل عن العمل، ويولّد الرطوبات في البدن. والأكل الكثير: يفسد فم المعدة، ويضعف، ويولد الرياح الغليظة، والأدواء العسرة. والجماع الكثير يهد البدن، ويضعف القوى، ويجفف رطوبات البدن، ويرخي العصب.. ويستفرغ من جوهر الروح شيئاً كثيراً. ومن الأشياء التي تهدم صحة البدن: الهم، والحزن، والجوع، والسهر. ومن الأشياء التي تضر بالفهم والذهن: إدمان أكل الحامض والفواكه، والنوم على القفا، والهم، والغم.

وهناك أربعة أشياء تزيد في الفهم: فراغ القلب، وقلة التملي من الطعام والشراب، وحسن تدبير الغذاء بالأشياء الحلوة الدسمة، وإخراج الفضلات المثقلة للبدن. وذكر السيوطي في كتابه “الرحمة في الطب والحكمة”: اتفق العلماء والأطباء من الروم والهند والفرس على أن الأمراض كلها متولدة من ستة أشياء: الأولى: كثرة الجماع. والثانية: شرب الماء في جوف الليل، والثالثة: قلة النوم في الليل. والرابعة: كثرة النوم في النهار. والخامسة: الأكل على الشبع. والسادسة: حبس البول.

وذكر ابن الأزرق في “تسهيل المنافع” قول الشاعر:

ثلاث مهلكات للأنام

وداعية الصحيح الى السّقام

دوام مدامة ودوام وطء

وإدخال الطعام على الطعام

وقال أحد الشعراء:

لا تكن عند أكل سخن وبرد

ودخول الحمام تشرب ماء

فإذا ما اجتنبت ذلك حقاً

لم تخف ما حييت في الجوف داء ونخلص الى القول: إن صحة الإنسان هي محصلة لما يأكل ويشرب، وبحسب المقدار الذي يتناوله من الأغذية والشراب، وكذلك بحسب النوعية، فهل رأيت أخي الكريم لو وضعنا في السيارة ماء بدل “البنزين” أكنا نستطيع تحريك السيارة من مكانها وقيادتها؟ وكذلك الجسم فهو أمانة يجب عليك أن تحرص على حسن رعايته بما يحتاج من المواد الضرورية، وألا تعتدي على أعضائه بما يضره ويسبب له التلف والأمراض، ولعل ذلك يعد انتحاراً إرادياً من دون أن يعلم الانسان أنه يسير في هذه الطريق المهلكة، وها نحن نكرر أخيراً القول المأثور من أحد الحكماء: درهم وقاية خير من قنطار علاج.

المراجع:

1 - الطب النبوي لابن قيم الجوزية.

2 - التغذية البشرية للدكتور صالح رمضان الطائر/ ليبيا/ 1999م، المكتب الجامعي الحديث.

3 - الغذاء ودوره في تنمية الذكاء. كتيب للدكتور نبيل سليم علي (ملحق المجلة العربية - العدد 75 لشهر ربيع الأول 1424 ه - الموافق لشهر مايو/أيار 2003م

4 - أسرار النباتات الطبية، وضاح راشد كركي. دار لؤي - دمشق من دون تاريخ.

5 - مذكرات الكاتب وخبرته العلمية.

6 - تسهيل المنافع لابن الأزرق.

7 - الرحمة في الطب والحكمة للسيوطي.



د. أكرم جميل قنبس

باحث وخبير في الطب النبوي وعلوم الأعشاب

عضو الجمعية الدولية للطب البديل

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة