عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-03-2020, 12:01 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

ينبع / ما قبله / 000

07)- الرقية الشرعية :


مما لا شك فيه بأن ( الرقية الشرعية ) شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية والروحية وكذلك الأوبئة والفيروسات ، كما دلت على ذلك النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم واليكم التفاصيل :

* أولاً : النصوص القرآنية الدالة على أن القرآن شفاء :

- يقول تعالى :

( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )


( سورة الاسراء – الآية 82 )


* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والأظهر أن " من " هنا لبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين )( اغاثة اللهفان – 1 / 24 ) 0

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها )( تيسير الكريم الرحمن – باختصار - 3 / 128 ) 0

* ثانيا ً : النصوص الحديثية الدالة على أن القرآن شفاء :


عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :

( انطلق نفر من أصحاب النبي في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله ، فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله ، فذكروا له ذلك ، فقال : ( وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال : ( قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما )


( متفق عليه )


قال " ابن منظور " صاحب لسان العرب : ( والجعل : الاسم ، بالضم ، والمصدر بالفتح 0 يقال : جعل لك جعلا وجعلا وهو الأجر على الشيء فعلا أو قولا – لسان العرب – 11 / 111 ) 0

وفد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت :

( كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْن )


اخرجه الامام مسلم في صحيحه – برقم 2185 )


فقوله : ومِن كلِّ داء يشفيك : دليل على شمول الرُّقية لجميع أنواع الأمراض النفسيَّة والعضويَّة وكذلك الروحية من صرع وسحر وعين وحسد 0

* ثالثاً : أقوال اهل العلم الدالة على أن القرآن شفاء :


قال ابن القيم – رحمه الله - : ( وقد اشتملت الفاتحة على الشفاءين : شفاء القلوب ، وشفاء الأبدان 0
أما تضمنها لشفاء الأبدان : ( فنذكر منه ما جاءت فيه السنة،ثم ساق - رحمه الله – حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – ) ، هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلا )( تهذيب مدارج السالكين – باختصار – ص 53 – 55 ) 0

قال ابن كثير –رحمه الله - : ( وقد ورد أن أمير المؤمنين عمر –رضي الله عنه– كان يرقى ويحصن بالفاتحة 00 وقد سمّاها رسول الله " بالرَّاقية والشَّافية" )( تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة الفاتحة ) 0

* قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرح " وما أدراك أنها رقية " : ( فيه التصريح بأنها رقية فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام – جمع ومفردها سقم وهو المرض -والعاهات– البلايا والآفات )( ضحيح مسلم بشرح النووي– 13 ، 14 ، 15/356 ) 0

قال النسفي : ( قال ابن عباس : إذا اعتللت أو اشتكيت فعليكم بالأساس– أي فانحة الكتاب ) ( نفسير النسفي – 1 / 3 ) 0

يقول الشيخ " عبدالرحمن السَّعدي " في تفسير الآية الكريمة : ( " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ " ، أي: يَهديهم لطريق الرُّشد، والصراط المستقيم، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامَّة، وشفاء لهم من الأسقام البدنيَّة، والأسقام القلبيَّة؛ لأنَّه يزجر عن مساوئ الأخلاق، وأقبح الأعمال، ويَحُثُّ على التوبة النَّصوح، التي تغسل الذنوب، وتشفي القلب )( تيسير الكريم الرحمن – باختصار 0 4 / 403 ) 0


والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف يتصرف المسلم الان في ظل انتشار هذا المرض والوباء الخطير ( CORONAVIRUS – COVID- 19 ) :

لا بد أن يعلم المسلم أن الأصل في الرقية الشرعية ان يقرأ الانسان على نفسه وعلى أهله وعلى محارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع ، وهذا ما ذكره العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – 0

ومن هنا فإني أوجه كافة الاخوة والأخوات ممن يعانون من أمراض روحية ( صرع ، سحر ، حسد ، عين ) ان يلجؤا الى الله سبحانه وتعالى وان يتوكلوا عليه وأن يضع الأخ والأخت برنامجا علاجيا لنفسه على النحو التالي :

1)- ان يقرأ الرقية الشرعية الثابتة في السنة المظهرة ( آيات وأدعية ثابتة في الرقية الشرعية ) وهي على النحو التالي :

* الرقية البسيطة :

+ الرقية بالقرآن الكريم :

- الفاتحة 0
- أول خمس آيات من سورة البقرة 0
- آية الكرسي 0
- آخر آيتين من سورة البقرة 0
- سورة الكافرون 0
- سورة الاخلاص 0
- المعوذتين ( سورة الفلق وسورة الناس ) 0

+ الرقية بالسنة المظهرة :

- عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه )


- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي )


( أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وصححه الألباني )


عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريض أو أتي به قال : أذهب البأس رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما )


( متفق عليه )


* الرقية المطولة بالكتاب والسنة :

من خلال الرابط الهام التالي :

( && كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية && )


بعد الرقية :

2)- النفث في كمية تقريبية ( 20 ) لتر من ماء الشرب واستخدامه في الطعام والشراب ونحوه 0

3)- تؤخذ كمية ( لتر - كيلو تقريبا ) من الماء الذي تم القراءة عليه ويضاف له ماء دافئ ويتم الاغتسال به قبل النوم 0

4)- وكذلك النفث في زيت زيتون ( ويفضل ان يكون من النوع الفلسطيني أو الأردني او السوري ) للإدهان به قبل النوم بعد الاستحمام ( ادهان خفيف وتعميم جميع انحاء الجسم ما عدى الرأس ) إلا لمن يشتكى من مشاكل في رأسه عند ذلك يعمم جميع انحاء الجسم 0

5)- وكذلك النفث في حليب بقر ( مبستر ) ولو كان حليبا طبيعيا لكان أفضل ، وكذلك النفث في عسل نحل طبيعي وحبة سوداء مطحونة أو زيت حبة سوداء ، وفي الصباح وعلى الريق يستخدم كوب حليب بقر ( مبستر او طبيعي ) يضاف له ملعقة كبيرة من عسل النحل الطبيعي وكذلك ملعقة صغيرة حبة سوداء مطحونة أو خمس نقاط من زيت الحبة السوداء 0

أما بخصوص الحالات التي تعاني من آثار صعبة للمرض الروحي فتنصح في مثل تلك الظروف ( فرض منع التجول ) بمتابعة المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس هاتفيا واتباع توجيهاته وإرشادته ، الى أن يرفع الله الغمة عن الأمة 0


08)- قيام الليل وبخاصة بسورة البقرة بركعتين :


والذي أنصح به دائما الاخوة والأخوات ممن يعانون من المرض الروحي ( صرع ، سحر ، حسد ، عين ) وبخاصة الحالات الصعبة القيام بسورة البقرة في الثلث الأخير من الليل أي بعد الساعة الثالثة فجرا تقريبا ، بحيث يقرأ المريض النصف الأول من سورة البقرة في الركعة الأولى ويقرا النصف الثاني من السورة في الركعة الثانية ، وله أن يقرأ السورة من القرآن مباشرة وله أن يقوم بالسورة وهو جالس كذلك ، وله أن يدعو أثناء سجوده بأدعية مأثورة في طلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى ( موجودة مفصلة من خلال الرابط اعلاه ) ، وقد من الله سبحانه وتعالى على حالات مستعصية بالشفاء بفضل الله عز وجل باتباع هذه الطريقة في العلاج والاستشفاء 0

* والسؤال الذي قد يطرح نفسه في هذا المقام ، لماذا القيام بهذه السورة بالذات وبخاصة لمن يعاني من المرض الروحي :


أولاً : ثبت في الصحيح بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم بها :


1)- فقد ثبت من حديث حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قال :

( صَلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فقلت يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى فقلت يُصَلِّي بها في رَكْعَةٍ فَمَضَى فقلت يَرْكَعُ بها ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وإذا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وإذا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يقول سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا من قِيَامِهِ ثُمَّ قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قام طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فقال سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا من قِيَامِهِ ...)


( رواه الامام مسلم في صحيحه – برقم 772 )


2)- ثبت من حديث عن عائشة - رضي الله عنها – قالت :

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة في ركعتين )


( أخرجه أبو يعلى في مسنده برقم 4924 – 8 / 320 ، وذكره " الهيثمي " في " مجمع الزوائد " – 2 / 277 ، وقال " رجاله ثقات " ، وذكره " البصيري " في " اتحاف الخيرة المهرة " – 2 / 379 ، وقال " رجاله ثقات " وفي نفس المصدر – 6 / 176 ، وقال : " اسناده صحيح " )


ثانياً : تأثير هذه السورة العظيمة على الجن والشياطين :


ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر – أي فر وهرب - من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان )


( صحيح الجامع - 7227 )


ثالثاً : قوة هذه السورة وتأثيرها على السحر والسحرة :


ثبت من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( 00000 اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة – أي السحرة - )


( صحيح الجامع - 1165 )


* والسؤال الأخر لماذا القيام بهذه السورة في هذا التوقيت بالذات :


1)- استجابة الدعاء أثناء السجود :


1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 215 )- برقم 482 )


2- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :

( أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة ، يراها المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 207 ) - برقم 479 )


2)- استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل :


1- عن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله :

( إن الله تعالى : يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا فنادى : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 172 ) - برقم 758 )


2- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :

( يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ )


( متفق عليه )


3- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :

( ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك ، أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 169 ) - برقم 758 )


قال النووي : ( وفي الأحاديث الحث على الدعاء والاستغفار في جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر 0 وفيه تنبيه على أن آخر الليل للصلاة والدعاء والاستغفار وغيرها من الطاعات أفضل من أوله والله أعلم )( صحيح مسلم بشرح النووي – 4 ، 5 ، 6 / 377 ) 0

09)- متابعة تعليمات ولاة الأمر ومن ينوب عنهم كوزارة الصحة والدفاع المدني والجيش والأمانة بخصوص تعليمات السلامة العامة :

أولا لا يجوز بتاتا أن يستهان بانتشار هذا الوباء في العالم أجمع ، وقبل أن أذكر ارشادات السلامة العامة للوقاية من هذا الوباء الخطير ( CORONAVIRUS – COVID- 19 ) أود أن اعطي لمحة مختصرة عن هذا الفيرس على النحو التالي :

+ فيروس كورونا :


يُعد فيروس الكورونا ( بالإنجليزية Coronavirus ) : من الفيروسات أو الأمراض الّتي تصيب الجهاز التنفّسي لدى الإنسان، إذ يصيب فيروس كورونا الحلق، ويؤدّي إلى التهابات في الجيوب، ويمكن القول إنّ كورونا هو فيروس خطير قد يؤدّي إلى الوفاة إذا كان ذو شدّة عالية، واستنادًا إلى آراء بعض العلماء والمتخصّصون بدراسة الفيروس يُعتقد بأنّ السّبب الرّئيسي للفيروس هو الجِمال؛ حيث إنّ الإصابات الأولى للمرض كانت للأشخاص المتعاملين مع الجِمال بشكلٍ عام، وقد تمّ تسجيل أوّل إصابة بالفيروس بالمملكة العربيّة السعوديّة في عام 2012م؛ حيث أصاب رجلاً كبيراً يبلغ حوالي 60 عاماً، فكانت أوّل إصابة بهذا الوباء في السعوديّة، وبعدها تعرّض الرّجل إلى الوفاة. 0

+ هل فيروس كورونا معدٍ ؟؟؟


كورونا هو أحد الفيروسات الّتي يمكن انتقالها من شخصٍ لآخر عن طريق السّعال والعطاس وأمور أخرى، وبشكل عام فإنّ فيروس كورونا هو معدٍ، إلّا أنّ وجهة نظر المتخصّصين والأطبّاء بأنّ الفيروس يمكن التخلّص منه والقضاء عليه، ويكون ذلك باستخدام أدوات التعقيم والتنظيف؛ حيث إنّه من الفيروسات الّتي يُقضى عليها، وتنتهي بعد خروجها من الجسم بيومٍ كامل على حدّ قولهم.

+ أعراض الإصابة بفيروس كورونا :


إنّ أعراض فيروس كورونا شبيهة بأعراض الإنفلونزا؛ حيث إنّ إصابة الشّخص بكثرة السّعال والعطاس قد تعدّ من أعراض الإصابة بالإنفلونزا، إضافةً إلى احتمالية المُعاناة من أعراض أخرى؛ منها القيء، أو الإسهال، أو التهابات حادّة في الرّئة، فهذه كلّها هي من الأمور الّتي يمكن أن تكون دليلاً على إصابة الشّخص بفيروس كورونا، ويمكن القول أيضاً إنّ ارتفاع درجة الحرارة للجسم، وإفراز المخاط بشكل كبير ومتكرّر أيضاً من أعراض الفيروس.

+ أساليب الوقاية من فيروس كورونا :


يُمكن الوقاية من فيروس الكورونا باتباع الإرشادات التالية :

يذكر أنّه انتشر في الآونة الأخيرة العديد من الفيروسات حوال العالم بشكلٍ عام، منها : فيروس إنفلونزا الخنازير، وإنفلونزا الطّيور، وفيروس جنون البقر وصولاً إلى فيروس كورونا، والجدير بالذّكر أنّ هذه الفيروسات جميعها مرتبطة بالحيوانات وعلى الأخص الطّيور منها، لذلك على الأشخاص الحذر من التّعامل مع الحيوانات، وخاصّةً الّتي يكون لديها مرض أو فيروس معيّن غير معروف.

ويمكن تقليل احتمال التعرض لخطر العدوى من خلال اتباع النصائح التالية :

أولا : تأجيل أو إلغاء السفر غير الضروري إلى المدن التي تأثرت بالوباء .

ثانيا : عدم التجمعات وبخاصة المناسبات والأعراس واقامة العزاء ونحوه 0

ثالثا : عدم الاختلاط أو الاقتراب من أشخاصٍ مرضى أو مصابين بالفيروس.

رابعا : الابتعاد عن استخدام الأدوات الشخصيّة الخاصّة بالآخرين، فربّما تكون ملوّثة أو تنقل الفيروس لك .

خامسا : الحفاظ على النّظافة الشخصيّة بشكل عام، من خلال غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون أو المعقمات الكحولية لمدة 20 ثانية على الأقل سواء بعد السعال أو العطس أو قبل وبعد إعداد الطعام، وقبل الأكل وبعد استخدام دورات المياه، عند رعاية المرضى، بعد التعامل مع الحيوانات أو عندما تكون يديك متسختين ، ، وعدم ملامسة أشياء يمكن أن تكون ملوّثةً وغير صحيّة، وينصح باستخدام معقّم لليدين باستمرار طيلة اليوم .

سادسا : تجنب لمس العين أو الأنف أو الفم بيديك .

سابعا : عند السعال أو العطس قم بتغطية الفم والأنف بمنديل، أو استعمل باطن المرفق لمنع تطاير الرذاذ ثم تخلص من المنديل في سلة المهملات ثم اغسل يديك بالماء والصابون .

ثامنا : التخلّص من المناديل الورقية بعد العطاس وعدم الاحتفاظ بها.

تاسعا : إذا لم يكن لديك منديلا احرص على استخدام الجزء العلوي من كمك وليس يديك .

عاشرا : البقاء على مسافة كافية من الأشخاص الذين لديهم التهابات الجهاز التنفسي مثل الرشح والسعال وتجنب الاقتراب والمصافحة .

حادي عشر : تجنب ملامسة الحيوانات الضالة أو المريضة أو الميتة .

ثاني عشر : تأكد من طهي الطعام جيداً وخاصة اللحوم والبيض وتجنب تناول الطعام النيء .

ثالث عشر : إذا ظهرت عليك أعراض نزلة البرد أو الأنفلونزا استعمل الكمامة لتفادي إصابة الآخرين بالعدوى .

رابع عشر : في حال زيادة شدة الأعراض توجه لأقرب مرفق صحي أو اتصل بالجهات المختصة 0


10)- الصبر والاحتساب :


إن الله تعالى خلق البشرية ، وأرسل فيها الرسل ، وأنزل الكتب ، ليبين لها طريق الحق والاستقامة ، ويحدد لها المسلك والمنهج ، فمنها من أسلم وأناب وسلك طريق الفوز والنجاة ، ومنها من كفر وجحد وابتعـد عن طريق الله وهدي الرسل ، فخسر وخاب واستحق العقوبة الإلهية 0

ولا شك أن الإنسان يعيش حياته بين صفو وكدر وجملة من الأخطار والأمراض والحوادث ، وقد قرر الشاعر هذه الحقيقة حين قال :

ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى
من العيش مـا يصفـــو وما يتكـــدر


والله سبحانه جعل الصبر جوادا لا يكبو ، وصارما لا ينبو ، وجندا لا يهزم ، وحصنا حصينا لا يهدم ولا يثلم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد 0

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( قال بعض الصالحين : يا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك ، يا بني القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميتة ! )( زاد المعاد – 4 / 194 ) 0

وبالعادة يتعرض الإنسان في حياته لمظاهر وأنواع مختلفة من الابتلاء ، فيعيش بين الفرح والحزن ، والغنى والفقر ، والفرج والضيق ، والولادة والموت ، والذي يميز المسلم الحق في سمتـه أن لا يكون جاحدا لنعم الله تعالى ، فيصبر في الضراء ، ويشكر في السراء 0

ولذلك ترى أبناء الدنيا متقلبين فيها ، بين خير وشر ، ونفع وضر ، ولا ترى لهم في أيام الرخاء أنفع من الشكر والثناء ، ولا في أيام المحنة والبلاء والوباء أنجع من الصبر والدعاء 0 وقد اقتضت حكمة الله سبحانه أنه ما من ليل إلا وبعده صباح ، وما من ضيق وشدة إلا وبعده فرج وخير 0

ولذلك جاءت الأدلة من الكتاب والسنة تبين الأجر الكبير والثواب العظيم ، الذي أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين ، يقول تعالى في محكم كتابه :

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ )


( سورة البقرة – الآية 155 – 157 )


وكما ثبت من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :

( ليودن أهل العافية يوم القيامة ، أن جلودهم قرضت بالمقاريض ، مما يرون من ثواب أهل البلاء )


( السلسلة الصحيحة 2206 )


وقد ثبت أيضا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :

( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )


( السلسلة الصحيحة 2280 )


ولا شك أن لدفع البلاء عن العبد مجموعة من الأسباب منها :

1)- لطف الله بعبده ورحمته إياه ، خاصة إن كان العبد قوي الإيمان بخالقه ، شديد التعلق بربه 0

2)- حفظ العبد ربه ، قال :

( احفظ الله يحفظك )


( سبق تخريجه سابقا )


3)- التعرف إلى الله في الرخاء بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، كما ثبت من حديث ابن عباس وأبي سعيد - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله :

( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة 000 الحديث )


( صحيح الجامع 2961 )


4)- التقرب إلى الله تعالى بالصدقات ، فإن صدقة السر تدفع غضب الرب وتداوي المرض ، كما ثبت من حديث عبدالله بن جعفر وأبي سعيد – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله :

( صدقة السر تطفئ غضب الرب )


( السلسلة الصحيحة 1908 )


وقد ثبت من حديـث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :

( داووا مرضاكم بالصدقة )


( صحيح الجامع 3358 )


5)- الإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة 0

6)- الالتجاء إلى الله تعالى والتعلق به ، والاعتقاد بأنه المعطي والمانع ، وأن النفع والضر بيده سبحانه وتعالى وحده دون سواه من سائر الخلق 0


وبعد هذا العرض الموجز فلا بد للمسلم أن يصبر ويحتسب بخصوص انتشار هذا الوباء والمرض الخطير ولا بد أن يعلم يقينا بأن ذلك من تقدير الله عز وجل ، ولا بد من العودة الصادقة لله سبحانه وتعالى حتى يُرفع عنا البلاء وتُزال عنا هذه الغمة بإذن الله عز وجل ، ولا بد كذلك من الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من ولاة الأمر أو من ينوب عليهم ، لوقاية الانسان نفسه وأهله والمجتمع من حوله وكذلك الصبر والاحتساب حتى يفرج الله عنا هذه المحنة 0

ثانيا : كيف يتصرف المعالج مع انتشار مثل هذا المرض والوباء الخطير( CORONAVIRUS – COVID- 19 ) :


لا بد للمعالج في مثل تلك الأوضاع الاسترشاد بالتعليمات الصادرة من ولاة الأمر أو من ينوب عنهم ، وكذلك العودة للعلماء العاملين العابدين بخصوص التصرف مع مثل تلك النوازل دون الاستهانة بمثل تلك الأوضاع والمساعدة على الحد من انتشار هذا الوباء الخطير ، وأوجز ذلك بالنقاط الهامة التالية :

المسألة امتعلقة بكيفية الرقية الشرعية في مثل تلك الظروف الصعبة والخطيرة ( في الحالات العادية دون فرض حظر التجول ) :

1)- حاول استخدام الوسائل المعينة قبل الرقية من استخدام القفازات والكمامة الواقية واستخدام المعقمات لك وللحالة المرضية 0

2)- اقرأ على الحالة المرضية بحيث يكون بينك وبينها مترين على أقل تقدير 0

3)- دون استخدام أي وسائل معينة مثل المايك والسماعات خوفا من مسألة التلوث وحرصا على سلامة الجميع 0

4)- تقرأ الرقية الشرعية فقط دون نفث او تفل على الحالة المرضية وكذلك دون النفث او التفل في الماء أو الزيت ونحوه 0

5)- مع توجيه الحالات المرضية بالأصل في الرقية وهو أن يقرأ المريض على نفسه وأهله ومحارمه وهذا ما ذكره العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - كما بينت في نقطة سابقة 0

6)- تنصح الحالة المرضية بالنفث في الماء والزيت والحليب والعسل والحبة السوداء واستخدامه وفق ما بيناه سابقا 0

7)- ولا بد للمعالج أن يقف مع المرضى وبخاصة خلال فترة ( حظر التجول ) وأن يكون معهم هاتفيا او بواسطة برامج التواصل الاجتماعي يوجههم ويعطيهم الارشادات التي تنفعهم في مواجهة المرض الروحي حسب القدرة والاستطاعة 0


كل ما ذكر يكون في ظروف عادية غير الظروف التي تعيشها البلاد اليوم وهو ( حظر التجول ) ، وهذا بالتالي يحتم على المعالج ويحرم عليه الرقية الشرعية والالتزام التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية للمحافظة على صحة وسلامة الجميع 0

تم التوجه بالسؤال لفضيلة الشيخ ( صالح بن حمود التويجري) - حفظه الله - السؤال التالي :

السؤال : ما حكم الرقية والنفث على المريض او على الماء والزيت في أوضاع مثل تفسي فايروس كورونا، بارك الله فيكم ؟؟؟

الجواب : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياك الله أخي الفاضل ، نحن نتقلب في نعم الله ونسأله لنا ولكم وللمسلمين المزيد 0
ونسأله أن يحفظ أمة التوحيد ويرفع عنهم البلاء .
وآمل أن تكون وأسرتك الكريمة في خير حال .
وأما جواب سؤالك بارك الله فيك :
فالرقية بكتاب الله تعالى والأدعية الشرعية سبب من الأسباب الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله، فالأصل فيها الإباحة، ما لم يعارض هذا الأصل مانع يمنع منه، وبناءاً على ذلك فالمصاب بأي مرض معدٍ ينتقل بإصابة غيره بشيئ من ريقه أو نفَسه يعلم ذلك من نفسه يقيناً أوغلبة ظن فإنه يحرم عليه أن يرقي غيره ، ويحرم على من علم منه ذلك أن يسترقيه .
وأما من عُلِم سلامته من ذلك فباق على الأصل .
وأما من لم يعلم من نفسه شيئاً ولم يترجح عنده شيئ مع احتمال الأمرين كليهما فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فيمتنع من النفث على غيره خاصة مع كثرة الخلطة وجهل حال المرقيين وغيرهم من المخالطين. والله أعلم )( فتوى منقولة بتاريخ ٢٥ / ٧ - رجب / ١٤٤١ هجري، الموافق ٢٠ / ٠٣ / ٢٠٢٠ م ) 0


قلت وبالله التوفيق ( العبد الفقير الى عفو الله ومغفرته – أبو البراء أسامة المعاني ) : ( يا شيخ انقلوا هذه الفتوى لكل المعالجين بالرقية الشرعية، وخلاصتها ان الأولى في مثل تلك الظروف التي يمر بها العالم من تفشي فيروس كورونا ان يقرأ على المريض بحيث تكون المسافة بين المعالج والمريض تقريبا مترين دون نفث او تفل ودون النفث في الماء او الزيت ونحوه الى ان يمن الله علينا برفع هذا البلاء ، مع اتخاذ كافة إجراءات السلامة والوقاية المحددة من قبل ولاة الأمر وفقهم الله لكل خير 0
أما ( مع منع حظر التجول ) فتحرم الرقية الشرعية ذلك ولا بد للمعالج ان يلتزم بالتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة حرصا على سلامته وسلامة الآخرين ، والله من وراء القصد )( بتاريخ ٢٥ / ٧ - رجب / ١٤٤١ هجري، الموافق ٢٠ / ٠٣ / ٢٠٢٠ م ) 0

قلت وبالله التوفيق : ( العبد الفقير الى عفو الله ومغفرته – أبو البراء أسامة المعاني ) : ( ان مقاصد الشريعة الضرورية خمسة، تعرف بالكليات الخمس، وهي : الدين، والعقل، والنسل، والمال، والنفس ، ومقصود الشرع من الخلق خمسة : أن يحفظ عليهم دينهم ، أن يحفظ عليهم أنفسهم، أن يحفظ عليهم عقولهم، أن يحفظ عليهم نسلهم، أن يحفظ عليهم أموالهم 0
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - : " اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على هذه الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل " الموافقات – 1 / 31 " 0

ولا بد للمعالج أن يعي ذلك الأمر وأن يعلم يقينا بأن الاسلام حافظ على النفس البشرية وليعلم أن المرضى والتعامل معهم أمانة في عنقه أمام الله عز وجل ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يعرضهم للخطر ، بل لا بد أن يحافظ عليهم كما جاءت الشريعة تحث على ذلك من خلال المقاصد المشار اليها آنفا ، وفي مثل تلك الظروف الاستثنائية فانه يحرم على المعالج أن يقرأ على المرضى لأن في مثل ذلك الأمر خطر على صحتهم وحياتهم ، والبعد عن ذلك في هذه الظروف واجب شرعي لخطورة انتشار هذا الوباء العظيم ، والابتعاد عن الرقية في هذا الوقت العصيب فيه توكل على الله عز وجل ، والتوكل على الله من أصل الإيمان والتوحيد كما جاء في محكم التنزيل ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )( سورة الطلاق – الآية 3 ) والتوكل صدق الاعتماد عليه عز وجل في جلب المنافع، ودفع المضار، هذا التوكل الذي هو صدق مع الله، وثقة بالله، إنه تفويض كامل واعتماد على الله، وهو أخذ -أيضاً- بالأسباب المباحة، هذا التوكل من أعظم واجبات الإيمان ، وقد روى الترمذي في سننه من طريق أنس - رضي الله عنه – قال ‏:‏ ( قال رجل‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أعقلها وأتوكل – يعني الناقة - أو أطلقها وأتوكل‏؟‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ اعقلها وتوكل )( أخرجه الترمذي في سننه 2517 ) ، تقول اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - : " وخلاصة القول ‏:‏ أن في الحديث مقالا ولكن معناه صحيح، لأنه قد ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله‏,‏ فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكل على الله فهو مشرك‏,‏ ومن توكل على الله وألغى الأسباب فهو جاهل مفرط مخطئ‏,‏ والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما " " فتوى رقم 598 " 0
يقول تعالى في محكم التنزيل : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )( سورة البقرة – الآية 195) 0

وقد ثبت عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - : ( أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس فقال لي عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعوتهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا، فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان؛ فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أفراراً من قدر اللَّه! فقال عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلافه؛ نعم نفر من قدر اللَّه إلى قدر اللَّه؛ أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان – العدوة : أي جانب الوادي - إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر اللَّه، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر اللَّه قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علماً: سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) فحمد اللَّه تعالى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وانصرف )( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ) 0
وهذا ما ندندن حوله بخصوص تفشي هذا المرض الخطير ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا هذا الوباء الخطير وأن يرفعه عنا بجوده وكرمه ، وأن يعفو عنا انه سميع مجيب الدعاء )( كتبه الفقير الى عفو ربه أبو البراء أسامه بن ياسين المعاني – بتاريخ 27 / 07 / 1441 هـ ، الموافق 22 / 03 / 2020 م ) 0

يقول الشيخ ( خالد بن ابراهيم الحبشي ) – حفظه الله – تحت عنوان " مسؤولية الرقاة تجاه المرضى حال الوباء " : ( الحمد لله الذي جعل بعض عباده مفاتيح للخير مغاليق للشر ومنهم الرقاة الشرعيين المتبعين للكتاب والسنة الذين بذلوا جهدهم في نفع كثير من العباد بتصحيح عقائدهم وربطهم بخالقهم وعلاجهم ونصحهم وإرشادهم واستقبالهم لتلقي العلاج بالرقية الشرعية وما يتبعه من توجيهات 0
الراقي الشرعي المخلص لله في عمله قد يكون أحرص على المريض من أهله وأقاربه باجتهاده مع المرضى حتى يوصلهم الى مراحل الشفاء بالأسباب التي يبذلها وبحرصه الدؤوب على سلامة المريض من أي أذى ، ومن أي سبب يعطل علاجه ويتبع كلام العلماء وأهل الفتوى اللذين يوقعون عن رب العالمين في فتاواهم فيما يحفظ النفس 0
نصيحتي للراقي الشرعي اعلم رعاك الله أن توقفك عن الرقية هذه الفترة التي جاءت فيها الفتاوى من كل مكان وجاء الأمر من ولي الأمر بعدم الخروج وعطلت أعمال وأرزاق وأعظم من ذلك جمع وجماعات اعلم انك مأجور في توقفك لحين انكشاف الأزمة وإنما الأعمال بالنيات فاحتسب توقفك طاعة الله ولرسوله وأولي الأمر فيما فيه صالح المسلمين ، لا تكن ممن اتبع نفسه هواها فرقيتك في هذه الظروف تستدعي حضور المرضى اليك ولا تدري هل بهم اصابة بالوباء أم لا هذا يدخل وهذا يخرج ويكفي تنقلهم وخروجهم من بيوتهم للرقية واختلاطهم بالغير ورجوعهم الى بيوتهم وقد ينقلون لأهليهم الوباء خاصة سواء كانت لك رقية جماعية أم فردية فهناك من يسقط ومن يتقيء فلا يحق لك التهاون والتجاوز فيما جاء الأمر فيه والتزم الصغير والكبير ولا يليق بمقامك ان يقال ماذا يفعل الرقاة اصبر حتى يتجلى الأمر ولك باحتسابك الفضل والأجر )( موقع الشيخ خالد بن ابراهيم الحبشي ) 0


وأنقل لكم ما ذكر عن علماء الأمة بخصوص مسألة التوكل على الله بخصوص انتشار هذا الوباء الخطير :

( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
صليت مع شيخنا صالح الفوزان اليوم المغرب ومنعني من السلام عليه،
قال: حتى بالمصافحة،
وقلت له: ما العلة في ذلك؟
قال: " العدوى والعمل بالتوجيهات الصادرة".
ثم سألته عن إخوة لنا سلفيين في دولة كافرة صدرت توجيهات من الدولة للجميع المسلمين وغير المسلمين بعدم التجمع في دور العبادة، وهي نصائح غير ملزمة؛ لأن الدولة غير مسؤولة عنهم، فهل يتركون الصلاة في المساجد؟
قال: " نعم وهذا لمصلحتهم" .
وسألته عن الكويت تم منع الصلاة في المساجد الجمعة، هل يصلونها في استراحة
قال : " لا فيه محظور " 0
قلت: وإذا صلوها ؟ قال : "صلاتهم صحيحة مع الإثم" ) 0
كتبه ( سالم آلرشيد ) ، يوم الإثنين ٢٢ / ٧ / ١٤٤١ هجري - بعد صلاة المغرب ( منقول ) 0

وجه هذا السؤال لفضيلة العلامة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ورعاه

السؤال : فضيلة الشَّيخ : في هذه النَّازلة " الكورونا " رفعها اللهُ عن المسلمين، وبعدَ إيقاف الجُمع والجماعات في المساجد، نسألُ -حفظكم الله- لو أنَّ الإخوة اجتمعوا في بيت أحدهم، وصلّوها جمعةً، أو أرادَ ربُّ البيتِ أن يصلِّي بأهله جمعةً، فهل هذا الفعلُ صحيحٌ ومشروعٌ؟ بيِّنوا لنا الحقَّ في ذلك، والله يتولَّاكم بتوفيقه وفضله.

الجواب : الحمدُ لله وحده، وصلَّى اللهُ وسلَّم على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعد :
فأرى أنَّه لا تُصلَّى الجمعة مع هذه الحال، وإنَّما تُصلَّى ظهرًا بأربع ركعات، وذلك لِمَا يأتي :
أولًا: أنَّ هذه الجمعة غير مأذونٍ فيها الإذنَ الشَّرعي مِن جهات الاختصاص.
ثانيًا: أنَّ المعروفَ عند جمهور العلماء أنَّه لا يجوزُ تعدُّدُ الجمعة في البلدِ إلَّا لعذرٍ مُعتبَرٍ؛ كضيق المسجد وكثرة النَّاس، أو لعداوة بينهم، ونحو ذلك، فمِن باب أولى أن يُمنعَ تعدُّدُ إقامة الجمعة في كلِّ بيت.
ثالثًا: أنَّ الجمعة شعارٌ مِن شعائر الدّين في بلدان المسلمين، ولا يتحقَّق ذلك بإقامتها في البيوت ونحوها، بل يناقضه كلَّ المناقضة.
رابعًا: أنَّ أهلَ الأعذار مِن السُّجناء والمرضى ونحوهم لا تُشرع لهم إقامة الجمعة في أمكنتهم مع توفّر شروط وجوب إقامة الجمعة فيهم، وهذا ما عليه جمهورُ علماء المسلمين، وهذا شيخُ الإسلام -رحمه الله- سُجِنَ سبع سنين متفرِّقة، ولم يُنقلْ أنَّه صلَّى جمعة بالسّجناء، وهو إمامٌ يُقتدى به، وقبله إمامُ أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- لبثَ في سجنه ثمانية وعشرين شهرًا، وقيل: أكثر مِن ذلك، ولم يُؤثر أنَّه صلَّى الجمعة بِمَن معه في السّجن.
وعلى هذا فأرى -بعد ما قيلَ مِن أنَّ اجتماع النَّاس قد يكونُ سببًا سريعًا لانتقال هذا الوباء- أن يُصلّي النَّاسُ الجمعة ظهرًا بأربع ركعات في بيوتهم.
وبهذه المناسبة ندعو إخواننا المسلمين إلى الرّجوع إلى الله بالتَّوبة والاستغفار والإقلاع عن كلِّ ذنب ومعصية؛ فإنَّ ذلك مِن أسباب رفع البلاء ودفعه، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال سبحانه:وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ [الزمر:54]. ونسأله تعالى أن ينصرَ دينَه ويُعلي كلمته، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد )( أملاه : عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك - في 24 رجب 1441 هـ ) 0

قال شيخنا الأثري علي الحلبي - حفظه الله - : ( وجّهتُ – أمسِ - إلى أستاذنا العلامة الشيخ عبدالمحسن العباد - حفظه الله ورعاه - عبرَ نجله الفاضل الحسن - وفقه الله - السؤال التالي : كثُر السؤال عن حكم أداء ( صلاة الجمعة ) في البيوت ؟؟؟

فجاءني منه - الآنَ - الجواب التالي : ( أجابني الوالد على ما سألتم ، فقال : " هيئة كبار العلماء " أفتت بأن تكون الصلاة ظهراً؛ فيُؤخَذ بفتواهم ) .


وفتاوى العلماء تؤكد على مسألة الأخذ بالأسباب وكذلك وجوب طاعة ولي الأمر أو من ينوب عنه ، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، والله تعالى أعلم وأحكم 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة والتعاطي مع هذا الوباء الخطير والذي أسال الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا البلاء ويمن على الأمة الاسلامية بالعفو والعافية في الدنيا وآخرة ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين 0

كتبه : الفقير الى عفو ربه القدير ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني - بتاريخ 28 من المحرم – سنة 1441 للهجرة – الموافق 23 / 3 / 2020 م 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 24-03-2020 الساعة 04:34 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة