عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-11-2009, 06:16 AM   #2
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

المطلب الثالث: التعاوُن على البر والتقوى:
الزوج والزوجة خليلان متلازمان، فكل منهما يتأثَّر بالآخر ويؤثِّر فيه، ولهذا كان الواجب عليهما التعاون على البر والخير، والتناهي عن الإثم والشر، والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، كما قال - تعالى -: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ**[48]، وجعل التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر من أخص أوصاف المؤمنين، فقال - عز وجل -: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ**[49]، وقال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ**[50]، فأوجب على المسلم الاجتهاد في وقاية نفسه وأهله من النار، وذلك بطاعة الله - تعالى - واجتناب معصيته.

كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حثَّ على نكاح المرأة الصالحة، وتزويج الرجل الصالح الذي يُرضى دينه وخلقه، من أجل تحقيق هذه الغاية الجليلة، وهي التعاون بين الزوجين وأولادهما وأهليهما على مرضاة الله - تعالى - والاستقامة على دينه.

وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلَّى وأيقظ امرأته، فإن أبتْ نضح في وجهها الماءَ، ورحم الله امرأة قامتْ من الليل، فصلَّتْ وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحتْ في وجهه الماء))[51].

وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته، فصليا ركعتين، كُتبا من الذاكرين اللهَ كثيرًا والذاكرات))[52].

وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: "استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة فزعًا، يقول: ((سبحانه الله! ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أنزل من الفتن؟ مَنْ يوقظ صواحبَ الحجرات - يريد أزواجه - لكي يصلِّين، ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة))[53].

المطلب الرابع: التعاون على القيام بالمصالح الدنيوية:
إذا كان حقًّا على الزوجين أن يَتَعَاوَنَا على البرِّ والتقوى، والفوز في الحياة الأخرى، فإن حقًّا عليهما كذلك أن يتعاونا على ما يهمهما من أمور الحياة الدنيا، وأن يكون كل منهما عضدًا للآخر، ومساندًا له، ومعايشًا لآلامه وآماله، ومعاونًا له على القيام بمصالحه وأعماله، فيشارك الرجل زوجه فيما يقدر عليه من أعمال البيت، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل مع أهله، سُئلت عائشة - رضي الله عنها -: "ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في البيت؟ قالت: كان يكون في مهنة[54] أهله، فإذا سمع الأذان خرج"[55].

وعن عروة بن الزبير قال: "قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، أي شيء كان يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان عندكِ؟ قالت: ما يصنع أحدكم في بيته، في مهنة أهله: يخصف نعله، ويخيط ثوبه"[56].

والمرأة أيضًا تشارك زوجها في إنجاز ما تستطيعه من أعماله، وتحرص على تحقيق راحته النفسية والبدنية بعد عناء الكد والعمل، وتعينه برأيها ومشورتها، وتعمل على تشجيعه وتقوية عزيمته، وتحفيزه وشحذ همَّته، وتشعره بأنها معه بمشاعرها وتفكيرها، وأنه يسعدها ما يسعده، ويؤلمها ما يؤلمه.

ومِن أهم ما يلزمها التعاون عليه: إصلاح الأولاد، والقيام عليهم بحسن التربية والإعداد؛ فإن الأولاد هم غرس الآباء، وثمرة أفئدتهم، وقرة أعينهم، وأكبادهم التي تمشي على الأرض، وهم زينة الحياة الدنيا، ولكنهم أمانة عظيمة، وتبعة جد ثقيلة، سيُسأل الوالدان عنها، أحفظا أم ضيَّعا؟ يقول الله - تعالى - محذرًا عبادَه من خيانة هذه الأمانة، وغش هذه الرعية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ**[57].

فالأولاد من جملة الأمانات التي نهانا الله - تعالى - عن خيانتها، والقعود عن القيام بمسؤوليتها، وأخبر أنهم - وإن كانوا زينة الحياة الدنيا - فهم فتنة وابتلاء، يمتحن الله بهم الأمهات والآباء، هل يتَّقون الله فيهم، ويسعون لإصلاحهم وحسن إعدادهم، ووقايتهم من النار، أو يهملونهم ويقصِّرون في القيام بحقوقهم؟

ثم ختم الآية بقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ**[58]؛ أي: لمن قام بهذا الواجب، وأدَّى هذه الأمانة، وفي هذا الوعد الكريم عزاء وتصبير، وتقوية للهمم والعزائم، للقيام بهذا الواجب اللازم؛ لأن الله - تعالى - يعلم مقدار الأمانة التي يتحمَّلها الآباء، ومقدار العبء الذي يعانونه في تربية الأولاد، وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرتْ فيه الفتن، وتنوعتْ فيه المغريات والمحن، وتشعَّبت العوائق والصوارف عن الخير والاستقامة.

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته))[59].

وبهذا ندرك أن تربية الأولاد مسؤولية مشترَكة بين الزوج وزوجه، يجب عليهما التعاون والتعاضد للنهوض بها، وأن تتكامل جهودهما لتحقيق هذه الغاية، وتحمُّل هذه التبعة؛ بل إن تحصيل الأولاد، والقيام عليهم بحسن التربية والإعداد، هو الغاية العظمى، والهدف الأسمى من النِّكاح كما سبق.

المطلب الخامس: حِفظ كل من الزوجين لسر صاحبه:
لقد شبَّه الله - تعالى - العلاقة بين الزوجين باللباس، فقال - سبحانه -: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ**[60]، فكلٌّ منهما لباس لصاحبه، من حيث التصاقه به، وسكونه إليه، وأنسه به، وتجميله له، وستره لعورته، وشدة حاجته إليه، فالعلاقة الزوجية من أقوى العلاقات الإنسانية، وفيها من التميز والخصوصية، والعمق والقوة، ما لا يوجد في غيرها من العلاقات البشرية.

فكل من الزوجين أقرب إلى الآخر، وأكثر معاملة له والتصاقًا به، ومعرفة بأحواله وأسراره، وحاجاته وخصوصياته، وآلامه وآماله، ممن عداه من سائر الناس، كما أنه يحصل بينهما من المعاشرة والمؤانسة، والمداعبة والاستمتاع، ما لا يرضى أحد منهما بكشفه للآخرين.

ولما كان الأمر كذلك؛ كان حفظ كل منهما لعورة صاحبه، وستر عيوبه، وكتم أسراره وخصوصياته، حقًّا واجبًا لكل منهما على الآخر.

وهذا من الأمانات التي لا يجوز خيانتها، والخصوصيات التي لا يجوز نشرها وإذاعتها، قال الله - تعالى - في وصف عباده المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ** [المؤمنون: 8].

قال القرطبي[61]: "الأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه، قولاً وفعلاً، وهذا يعم معاشرةَ الناس، والمواعيد، وغير ذلك، وغاية ذلك حفظه والقيام به، والأمانة أعم من العهد، وكل عهد فهو أمانة، فيما تقدم فيه قول، أو فعل، أو معتقد".

ومعنى {رَاعُونَ**؛ أي: حافظون لها، فلا يضيِّعونها ولا ينتهكونها.

قال ابن جرير: "يقول - تعالى ذِكره -: وإلا الذين هم لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه، وأمانات عباده التي ائتُمنوا عليها، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم، وعهود عباده التي أعطاهم على ما عقده لهم على نفسه، راعون: "يرقبون ذلك ويحفظونه، فلا يضيعونه"[62].

وفي "صحيح مسلم" عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة، الرجلَ يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه[63]، ثم ينشر سرَّها)) [64]، وفي رواية له: ((إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)).

وعن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - أنها كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرجال والنساء قعود عنده، فقال: ((لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلتْ مع زوجها!))، فأرَمَّ القوم[65]، فقلتُ: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن، قال: ((فلا تفعلوا؛ فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة، فغشيها والناس ينظرون))[66].

وبهذا نعلم تحريم إفشاء الزوجين أو أحدهما ما يجري بينهما من أمور الجماع والاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك من قول، أو فعل، أو نحوهما؛ لأن ذلك من خيانة الأمانة، وإفشاء السر، وكلاهما حرام[67].

المطلب السادس: التوارث بين الزوجين:
من أسباب التوارث: عقد الزوجية، وهذا حق من الحقوق المشتركة بين الزوجين، فكل منهما يرث صاحبه، إن لم يكن ثمة مانع يمنعه، كما قال الله - تعالى -: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ**[68].


ـــــــــــــــــــــ

[1] قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر" ص73: "تأملتُ في فوائد النِّكاح ومعانيه وموضوعه، فرأيت أن الأصل الأكبر في وضعه، وجود النسل"، وقال الغزالي: "وفي النكاح فوائد... الأولى: الولد، وهو الأصل، وله وضع النكاح، والمقصود إبقاء النسل، وألا يخلو العالم عن جنس الإنس، وإنما الشهوة خلقتْ باعثةً مستحثة"؛ "إحياء علوم الدين مع شرحه" 6/25، وانظر نحوه: للشاطبي في "الموافقات" 2/396.
[2] سورة الفرقان، الآية: 54.
[3] سورة البقرة، الآية: 228.
[4] "تفسير الطبري" 2/453، و"تفسير القرطبي" 5/97، و"تفسير ابن كثير" 1/272، و"الأم" 5/86، و"المغني" 10/220، و"الفروع" 5/293، و"كشاف القناع" 5/184.
[5] ما أجملَ أن يسمع الرجلُ من زوجته حين يجلب حاجة لبيته، أو يقدِّم هدية لزوجته، أن يسمع منها كلمات الشكر والدعاء: جزاك الله خيرًا، شكر الله لك، أخلف الله عليك، أسعدك الله كما أسعدتني، ونحو ذلك من الدعوات الجميلة التي لا تكلِّف المرأة شيئًا، وهي تحقق لها الشيء الكثير؛ حيث تُشْعِر الزوج بالاهتمام والتقدير، والشكر والاعتراف بالجميل، وتؤجِّج في نفسه عواطف المحبَّة والمودَّة، وتدفعه للمزيد من البذل والإكرام.
[6] رواه الترمذي (1161)، وابن ماجه (1854)، وأبو يعلى (6903)، والطبراني في "المعجم الكبير" (488)، والحاكم (7328)، وقال: صحيح الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن.
[7] رواه مسلم (1054).
[8] قال القرطبي في "تفسيره" 3/125: "قوله - تعالى -: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ** [البقرة: 228]، قال ابن عباس: الدرجة، إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق؛ أي: إن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه، قال ابن عطية: وهذا قول حسن بارع".
[9] "صحيح البخاري" (3153)، و"صحيح مسلم" (1468).
[10] رواه البخاري (298)، ومسلم (79).
[11] سورة الكهف، الآية: 5.
[12] سورة النساء، الآية: 1.
[13] وبعد كتابة ما سبق اطلعتُ على كلام جميل للدكتور محمد البوطي، في كتابه القيم "المرأة بين طغيان النظام الغربي، ولطائف التشريع الرباني"، ص: 173- 177، يؤكِّد ما ذكرته، وخلاصته: كلنا نعلم مما درسناه في مبادئ علم النفس، وعلم النفس التربوي، أن المرأة أقوى عاطفة من الرجل، وأضعف تفكيرًا منه، وأن الرجل أقوى تفكيرًا من المرأة، وأضعف عاطفة منها، وهذا التقابل التكاملي بينهما، هو سر سعادة الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل.
لو كانت المرأة كالرجل في حدة التفكير، وجمود العاطفة، وفقر المشاعر، لشقي بها الرجل، وتبرَّم بالحياة معها، ووجد سعادته في الابتعاد عنها، ولو كان الرجل كالمرأة في أنوثتها، ورقتها العاطفية، وتأثراتها الوجدانية، وغلبة عاطفتها على عقلها، لشقيتْ به المرأة، ولما رأت فيه الحماية التي تنشدها، والرعاية التي تبحث عنها، إذًا فهي حكمة ربانيَّة لا بد منها؛ لكي يجد كل من الرجل والمرأة في شريكه ما يتمم نقصه، وما يشده إليه.
وقوة المرأة في ضعفها، وسلطانها على الرجل إنما يكمن في احتياجها إليه واحتمائها به، وهذا يدلُّ على أنه أقوى منها بدنيًّا، وأعمق فكريًّا، وهذا هو الأغلب الأعم، ولهذا عجب النبي - صلى الله عليه وسلم - من المرأة أنها على ضعفها، تسلب ذوي الألباب عقولَهم، وتستطيع السيطرة عليهم، والتأثير فيهم.
وإليك ما تقوله الكاتبة الألمانية: استرفيلار، في كتابها الطريف والمعمق "حق الرجل في التزوج بأكثر من واحدة": "بالنسبة للنساء، فإن بإمكانهن بسط سلطتهن على الرجال، وذلك بالتحكم في غرائزهن الجنسية، ما يجعل الرجال تابعين لهن، وبما أن النساء في أغلب الأحيان هن أضعف جسميًّا وفكريًّا من الرجال، فإنهن يستطعن - إضافة إلى إمكانية امتناعهن جنسيًّا عنهم - أن يلفتن انتباه الرجال إليهن بمثابتهن مواضيع رعاية".
وتقول: "فقط، عندما تكون المرأة أضعف من الرجل، ثم - إضافة إلى ذلك - أغبى منه، فإنها تصبح بالنسبة لهذا الأخير طرفًا مغريًا جذابًا"، وتمضي مؤكدةً هذه الحقيقةَ على ألسنة النساء، فتقول: "والمعروف في النساء قولهن: إن الرجل الذي أبتغيه هو ذاك الذي باستطاعته أن يكون قادرًا على حمايتي، وهو لن يقدر على ذلك إلا إذا كان أطول قامة، وأقوى بنية، وأشد ذكاء مني".
والعجيب أن من يشغبون على الإسلام، ويطعنون بهذا الحديث وأمثاله، حين يقفون على ما يوافقه مما يقره علماء النفس، وما تقوله أمثال هذه الكاتبة، يلجمون ألسنتهم عن النقد، ويصغون إلى هذه الآراء بالقَبول والاحترام، إن لم نقل بالتقديس والاستسلام.
[14] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "تغضبت يومًا على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقتُ فدخلت على حفصةَ، فقلت: أتراجعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟! فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟! قالت: نعم، قلت: قد خاب مَن فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هي قد هلكت؟!" الحديث؛ رواه البخاري (2336)، ومسلم (1479).
[15] قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" 2/44: "رواه الطبراني في "الأوسط"، والخطيب في "التاريخ"، من حديث عائشة، بسند ضعيف".
[16] رواه البخاري (2349، 4927).
[17] "صحيح مسلم" (2328).
[18] قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 10/58: "يَفْرَك: بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما، قال أهل اللغة: فَرِكَه بكسر الراء، يفرَكه بفتحها، إذا أبغضه، والفَرْك - بفتح الفاء وإسكان الراء -: البغض".
[19] رواه مسلم (1469).
[20] سورة النساء، الآية: 19.
[21] رواه النسائي في "الكبرى" (9149، 9150)، وابن ماجه (3678)، وأحمد (9664)، وابن حبان (5565)، والحاكم (211، 7167)، وقال: حديث صحيح.
[22] سبق تخريجهما.
[23] وهذا منطق الجهلة وقليلي الفقه في دين الله.
[24] "تحفة العروس ونزهة النفوس" ص111، و"بهجة المجالس" 3/45.
[25] "إحياء علوم الدين" 2/46، و"تحفة العروس ونزهة النفوس" ص113.
[26] "إحياء علوم الدين" 2/46.
[27] "توجيهات وذكرى" ص97.
[28] رواه أبو داود (2659)، والنسائي (2558)، وابن ماجه (1996)، وأحمد (17436)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (14578)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1774)، واللفظ له، وصححه ابن خزيمة (1478)، وابن حبان (295)، والحاكم (1525)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (5781).
[29] "الدرر المنثور في التفسير بالمأثور" 5/649.
[30] سورة المؤمنون، الآيات: 5 - 7.
[31] انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" 28/384، و"المبدع" 7/193، و"الفروع" 5/244، و"مطالب أولي النهى" 5/258.
[32] رواه الترمذي (1160)، والنسائي في "السنن الكبرى" (8971)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (14487)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8240)، وصححه ابن حبان (4165)، وحسنه الترمذي.
[33] رواه البخاري (3065)، ومسلم (1436).
[34] سورة الشعراء، الآية: 166.
[35] "تفسير القرطبي" 14/17.
[36] رواه البخاري (4896)، ومسلم (1026).
[37] انظر: "الأم" 2/163، و"المجموع شرح المهذب" 6/419، و"فتح الباري" 9/296، و"مجموع فتاوى ابن تيمية" 32/274، و"المبدع" 3/66، و"الفروع" 3/111، و"كشاف القناع" 2/349.
[38] "شرح النووي على صحيح مسلم" 7/115.
[39] انظر: المصدر السابق، و"فتح الباري" 9/296.
[40] انظر: "المغني" 11/46، و"كشاف القناع" 5/362.
[41] سورة البقرة، الآيتان: 226، 227.
[42] رواه البخاري (4903)، ومسلم (1159).
[43] "فتح الباري" 9/299.
[44] "مجموع فتاوى ابن تيمية" 28/384.
[45] الإيلاء: الحلف على ترك وطء المرأة، والأصل فيه الآية السابقة: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ**، "المغني" 11/5.
[46] "الاختيارات الفقهية" ص246، 247.
[47] "مجموع فتاوى ابن تيمية" 32/271.
[48] سورة المائدة، الآية: 2.
[49] سورة التوبة، الآية: 71.
[50] سورة التحريم، الآية: 6.
[51] رواه أبو داود (1308)، والنسائي (1610)، وابن ماجه (1336)، وأحمد (7404)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4419)، وصححه ابن خزيمة (1148)، وابن حبان (2567)، والحاكم (1164).
[52] رواه أبو داود (1309، 1451)، والنسائي في "السنن الكبرى" (1310، 11406)، وابن ماجه (1335)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4420)، وصححه ابن حبان (2567)، والحاكم (1189)، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/242: قال الحافظ: صحيح على شرط الشيخين.
[53] رواه البخاري (6658).
[54] بفتح الميم وكسرها، وسكون الهاء فيهما: خدمة أهله؛ انظر: "فتح الباري" 2/163.
[55] رواه البخاري (5048).
[56] رواه أحمد (24793)، والبخاري في "الأدب المفرد" (540)، وصححه ابن حبان (5676)، والألباني في "آداب الزفاف في السنة المطهرة" ص183، وفي "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (671).
[57] سورة الأنفال، الآيتان: 27، 28.
[58] سورة الأنفال، الآية: 28.
[59] رواه البخاري (853)، ومسلم (1829).
[60] سورة البقرة، الآية: 187.
[61] "الجامع لأحكام القرآن" 12/107.
[62] "تفسير الطبري" 29/53.
[63] الإفضاء: هو الجماع والمباشرة، ومنه قوله - تعالى -: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ** [النساء: 21].
[64] حديث رقم (1437).
[65] أَرَمَّ القوم - بفتح الراء وتشديد الميم - أي: سكتوا ولم يجيبوا، وقيل: سكتوا من خوف ونحوه.
[66] رواه أحمد (27624)، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن أبي شيبة 4/93، وأبو داود: 1/339، والبيهقي، وابن السني (609)، وشاهد آخر رواه البزار عن أبي سعيد الخدري، كذا في "الترغيب والترهيب" 3/62، وشاهد ثالث عن سلمان الفارسي في "الحلية" 1/186، قال الألباني في "آداب الزفاف في السنة المطهرة" ص63: فالحديث بهذه الشواهد صحيح، أو حسن على الأقل.
[67] انظر: "شرح النووي على صحيح مسلم" 10/8، و"المغني" 10/232، و"كشاف القناع" 5/194- 195.
[68] سورة النساء، الآية: 12.

من هنا :
http://www.alukah.net/articles/1/6063.aspx

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة