عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-12-2005, 04:18 PM   #1
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

Question أيهما أخطر جلطة الأوردة العميقة ، أم جلطة الشرايين ؟؟؟

قد تصيبنا الدهشة عندما نسمع أن شخصاً قد مات نتيجة إصابته بجلطة في الساق، لأننا لا نعلم أنها قد تؤدي إلى سريان هذه الجلطة إلى الرئة مما يشكل خطورة شديدة على حياة الإنسان، حيث إن هذه الجلطة تكون سبباً في حدوث الموت المفاجئ، فهذه الجلطة تحدث في الاوردة العميقة وهي تختلف عن جلطة الشريان، ولهذا فإنه أحياناً يختلط الأمر على المريض فلا يفرق بين مضاعفات الجلطتين مما يؤدي إلى تشتت فكره وازدياد حيرته.




الجدير بالذكر أن أمراض الأوردة العميقة أشد خطورة من الأوردة السطحية “مثل الدوالي”. وسبب ذلك أن الأوردة السطحية قلما تؤدي إلى تكوين الجلطات الوريدية ولذا فإن نسبة حدوث الجلطة الرئوية لدى مريض الدوالي قليلة جداً بحيث إنها لا تشكل خطورة كبيرة على الرئة.

وقد يحدث تجلط الدم في الأوردة العميقة بلا أي سبب ظاهر، وفي هذه الحالة يجب إجراء تحليلات الدم اللازمة للكشف عن أي خلل خلقي أو وراثي في مكونات الدم التي تتحكم وتحفظ التوازن بين سيولة الدم وتجلطه.

أما الأسباب المعروفة فتتلخص في العمليات الجراحية خصوصاً عمليات العظام والعمليات النسائية، وكذلك الحمل والولادة والإصابة بالحمى والأمراض الباطنية المزمنة وإصابات القدم والساق وتكثر في المرضى المقعدين مثل مرضى الشلل والسرطان.

وفي بداية حدوث الجلطة تظهر الأعراض نتيجة انسداد الوريد المصاب وتكون الأعراض عبارة عن حدوث بعض الآلام البسيطة أو المتوسطة بعكس جلطة الشريان وتكون مصحوبة بورم مفاجئ في القدم والساق وأحياناً الفخذ وقد يصحب ذلك ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، ومع مرور الوقت يبدأ الجسم بتكوين أوردة تعويضية لتحل محل الوريد المسدود، أما الجلطة نفسها فتتحول مع الوقت الى عائق لسريان الدم وبالتالي بقاء الورم وتتفاوت الأعراض في الشدة حسب الوريد المصاب فتكون أقل في جلطة أوردة الساق وأكثر حدة في جلطة الفخذ، ونتيجة لتفتح الأوردة التعويضية تبدأ أعراض الجلطة في الاختفاء ويعود حوالي ثلث المرضى إلى حالاتهم الطبيعية والثلث الثاني تبقى لهم آثار من ورم القدم والساق في آخر النهار، أما الثلث الأخير فتصبح حالتهم مزمنة نتيجة تليف صمامات الأوردة وتبدأ مضاعفات الجلطة المزمنة في الظهور وتشمل الورم المزمن مع معاناة من ثقل في الطرف المصاب، ثم بعد فترة تبدأ المضاعفات الجلدية في الظهور في شكل أكزيما وتقرحات وريدية يصعب شفاؤها وعادة ما تكون مصحوبة بدوالٍ سطحية ثانوية تعوق من أداء المريض لعمله وتكلفه مبالغ كبيرة للعلاج.

أما أخطر مضاعفات الجلطة فهو انشطار الجلطة وسريانها إلى شريان الرئة ما يودي إلى انسداده وانقطاع الدم عنها وما يصحب ذلك من نقص حاد في الأكسجين وهبوط في ضغط الدم حيث يشكل ذلك خطراً كبيراً على حياة المريض، وخاصة بعد العمليات الجراحية. ومن هنا تأتي أهمية أساليب الوقاية من هذا المرض الخطير قبل وبعد العمليات، فينصح بارتداء الجوارب الضاغطة وإعطاء الهيبارين أثناء الجراحة.

أما بالنسبة لعلاج الجلطة فمن الضروري أن يبدأ في أسرع وقت ويشمل الراحة في السرير إذا كان الورم شديداً مع العلاج بمسيلات الدم مثل الهيبارين في الوريد ثم حبوب الورفارين بعد أيام حسب تحليل الدم للتخثر والتميع حيث يجب متابعتها بدقة في الأسابيع الأولى للتأكد من أن سيولة الدم كافية لمنع حدوث تجلط جديد، ويستمر العلاج لمدة 6 أشهر على الأقل، وقد يعود المرض بعد إيقاف المسيلات فيعاد العلاج لمدة أخرى.

أما إذا أثبتت التحاليل وجود نقص في مكونات الدم المانعة للتجلط فقد يستمر العلاج مدى الحياة، وإلى جانب العلاج الدوائي فإنه يجب على المريض لبس الجوارب الضاغطة للوقاية من المضاعفات المزمنة مثل القرحة الوريدية. وفي هذه الحالة يجب على المريض أن يتجنب الوقوف لمدة طويلة وتعالج القرحة علاجاً موضعياً مع رباط ضاغط حتى تلتئم مع استخدام جوارب ضاغطة مدى الحياة. أما بالنسبة للعلاج الجراحي فإن نتائج هذه العمليات ليست مشجعة إلا في حالات معينة يتم اختيارها بدقة وحذر وهي تستهدف إصلاح الضغط الوريدي المسبب للقرحة.

أما جلطة الرئة فأهم أعراضها إذا كانت كبيرة حدوث صدمة مفاجئة مصحوبة بآلام في الصدر وهبوط في القلب، وأول خطوة في العلاج الحقن بالهيبارين في الوريد ولمنع تكرار الجلطة يمكن أن يوضع في الوريد الأجوف السفلي شبكة أو قمع من الأسلاك (صائد للجلطات) يتم إدخاله في الفخذ من خلال فتحة بمساعدة التصوير الإشعاعي .

منقــــــــــول .. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة