قال ابن الجوزي في تلبيس ابليس :
فصل: ولما علم العقلاء شدة تلبيس إبليس حذروا من أشياء ظاهرها الكرامة وخافوا أن تكون من تلبيسه
روينا بإسناد عن أبي الطيب يقول سمعت زهرون يقول كلمني الطير وذاك أني كنت في البادية فتهت فرأيت طائرا أبيض فقال لي يا زهرون أنت تائه فقلت يا شيطان غر غيري فقال لي أنت تائه فقلت يا شيطان غر غيري فوثب في الثالثة وصار على كتفي وقال ما أنا بشيطان أنت تائه أرسلت اليك ثم غاب عني.أهــ
أقول :
هكذا كان العقلاء كانوا حذرين من كيد الشياطين أشد الحذر ، بل وكان بعضهم لما أن يقع له مثل هذه الأمور ويتكرر عليه خطاب الجن له
كان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
وكان يتوب إلى الله من ذلك كما يتوب من الذنوب ، بل وقد ويسأل الله زوالها ويستعيذ من شرها .
وماكان أحدهم يقول شبهة مدعي النبوة وشبهة هذا المستعين : بما أننا من أولياء الله فإن الشياطين لن تستطيع أن تقترب من مجالسنا ولاأن تلبس علينا
وأنه لا وجه من سؤلنا : كيف علمت أن الجن الذي معكم جن مسلم وصاحب عدالة ؟؟.
بل كانوا يخافون أن يكون هذا من فعل الشياطين ..
والعلما أثنوا عليهم في ذلك وماقال أحد منهم : أنكم عظمتم الشيطان لما أن خفتم هذا الخوف من كيدهم ومكرهم .
مع التنبيه أن المستعين متخبط ومتناقض فمرة يصرح بأن الذين معه جن صالح ومرة يلمح بجواز الاستعانة بالشياطين .
والله المستعان ,