عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-11-2022, 11:01 PM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي وقفة قرآنية .... ختام سورة العنكبوت


قال تعالى :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69

جاء في التفسير الميسر : والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله، والنفس، والشيطان، وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله، سيهديهم الله سبل الخير، ويثبتهم على الصراط المستقيم، ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره. وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ والهداية.

ومن فوائد الآية الكريمة :

الله سبحانه وتعالى لا يضيع عمل المصلحين المجاهدين : "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا " فالذين بذلوا جهدهم في سبيل إعلاء ديننا ، وقدموا أنفسهم وأموالهم في سبيل رضائنا وطاعتنا ، وأخلصوا لنا العبادة والطاعة ، فإننا لن نتخلى عنهم ، بل سنهديهم إلى الطريق المستقيم ، ونجعل العاقبة الطيبة لهم ( تفسير الطنطاوي )
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا " واختلفت أقوال المفسرين في معنى " جاهدوا" ، فقيل : المجاهدة هي الصبر على الطاعات . قال الحسن : أفضل الجهاد مخالفة الهوى . وقال ابن عاشور : وهذا الجهاد هو الصبر على الفتن والأذى ومدافعة كيد العدو وقال الفضيل بن عياض : والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به . وقال سهل بن عبد الله : والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة . وروي عن ابن عباس : والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا . وقال ابن كثير " لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا " أي : طرقنا في الدنيا والآخرة
وفي تفسير أبي بكر الجزائري ( هذه الآية تشمل كل من جاهد في ذات الله نفسه وهواه والشيطان وأولياءه فإن هذه البشرى تناله وهذا الوعد ينجز له وذلك أن الله مع المحسنين بعونه ونصره وتأييده )
أكدت الآية على الإخلاص في العمل والمجاهدة ( جَاهَدُوا فِينَا ) ثم بيّنت الثمرة وهي الهداية ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) قال ابن عاشور في تفسيره ( والهداية : الإرشاد والتوفيق بالتيسير القلبي والإرشاد الشرعي ، أي لنزيدنهم هُدى . وسُبُل الله : الأعمال الموصلة إلى رضاه وثوابه ، شبهت بالطرق الموصلة إلى منزل الكريم المكرم للضيف ، وفيها إيماء إلى تيسير طريق الهجرة التي كانوا يتأهبون لها أيام نزول هذه السورة . .)
معنى الإحسان في قوله تعالى :" وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " ، عن الشعبي قال : قال عيسى ابن مريم ، عليه السلام : إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك ، فليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك . [ وفي حديث جبريل لما سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان قال : " أخبرني عن الإحسان " . قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
تأكيد معية لله للمحسنين بالعون والنصر والهداية " وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ". فإنه يحصل له من الهداية والمعونة على تحصيل مطلوبه أمور إلهية، خارجة عن مدرك اجتهاده . ( تفسير السعدي )
لا تستثقل الطاعات ، و اعمل عملاً يحبّه الله, وإن كنت تجد فيه مشقة, فإن الجزاء كبير ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
ونختم بكلام جميل لابن القيم عن هذه الآية ( علّق سُبْحانَهُ الهِدايَة بِالجِهادِ فأكمل النّاس هِدايَة أعظمهم جهادا، وأفضل الجِهاد جِهاد النَّفس وجِهاد الهوى وجِهاد الشَّيْطان وجِهاد الدُّنْيا.
فَمن جاهد هَذِه الأرْبَعَة في الله هداه الله سبل رِضاهُ الموصلة إلى جنته. وَمن ترك الجِهاد فاتَهُ من الهدى بِحَسب ما عطل منه .​
هذا والله أعلم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة